الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
في الكوميديا العراقية

في كثير من الاحيان اتلقى رسائل من قراء اعزاء يسألون فيها : ما نفع الكتابة عن بلاد يريد لها ساستها أن تسير من سيئ إلى أسوأ ؟، ولأنني مثل كثيرين من العاملين في مهنة المتاعب ادرك جيدا أن الإعلام الحر والحقيقي يمثل هاجساً مقلقاً لأي مسؤول حتى لو كان نزيهاً، فما بالك ونحن نعيش وسط طبقة مسؤولة ترى ان النزاهة والكفاءة امور لا تنفع في ادارة مؤسسات الدولة ، الكثير منهم لم يتعود على الجدل والمناقشة، تربوا على فكرة السمع والطاعة، وبالتالي فمن المنطقي أن لا يبالوا بما نكتب فهم يطبقون مقولة ميكافيللي الشهيرة : ” التاريخ علمنا أن الحاكم يصل إلى السلطة على أكتاف البسطاء… والباحثين عن فرصة للعيش " ، بالمقابل وللأسف هناك قطاعات مسلوبة الإرادة تتعلق بذيل المستبد، بخطاباته، بأناشيده الطائفية.

ماذا يفعل كاتب مثل جنابي، للبعض ممن يجبرهم غياب الشحن الطائفي التعلق بأذيال مسؤول فاشل ، والدفاع عن نائبة تعتقد أن مجلس النواب مجرد سوق هرج ، ما ذا تفعل مع أناس يصرون على أن نصرة فلسطين ليست مع دعم أهالينا في غزة ، وتقديم المعونات لهم ، وتثقيف الشعب ان القضية الفلسطينية قضية الجميع ، وإنما مع معامل لبن كانون ومطاعم يرتزق منها مئات العراقيين ، ما الذي يمكن أن نقوله ونحن نرى شيخ عشيرة يهدد محافظ مدينته؟، ما الذي يمكن أن نقوله لشيوخ يخطون على مطاعم للأكل " مطلوب عشائرياً"؟ .

ماذا يفعل كاتب او صاحب رأي ، وهو يرى أن البعض لا يريد للعراق أن يعبر إلى واحة الأمان ، ويصرون على أن يعيش العراقي وهو يشعر بالخوف ، ماذا نفعل نحن الكتاب أمام جماعات ترى أن لا يمكن بناء مصانع ولا وكالات تجارية ولا استثمار من دون الحصول على " المالات " كما أخبرنا ذات يوم محمود المشهداني؟ .

أصرت القوى السياسسية أن تقول للمواطن العراقي بعد عام 2003 : ” إرفع رأسك يا عراقي فقد مضى عهد الاستبداد ” وأظن أنه بعد عشرين عاماً وجدنا من يطالبنا أن نخفض قاماتنا ، فنحن نعيش في بلاد يتحكم بها شيوخ العشائر وجماعات ترى أنها صاحبة النهي والأمر..

كان يكفي معظم مسؤولينا أن يتطلعوا من نوافذ سيارتهم ليروا أن العراقيين يقولون لهم إنهم لم يعودوا يتحملون التجارب الفاشلة والفاسدة . وأن العراق دولة لا مركز تدريب على نظام السمع والطاعة ، وأن من يفشل يفقد الحق في تكرار تجربته في السلطة مرة أخرى ، وأعتقد لو عرف ساستنا الأشاوس ماذا يتحدث الناس عنهم في الشارع .

  كتب بتأريخ :  الخميس 06-06-2024     عدد القراء :  714       عدد التعليقات : 0