الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
تأريخ العراق --- مئة عام كوابيس ولعنة في ذاكرة أجيال !؟

محاور البحث:

المقدمة ، الوجه الآخر للحكم الملكي في العراق ، ثورة تموز1958 الأصلاحية ، العراق ما بعد 2003

المقدمة : الحفريات العميقة في كينونة وصيرورة اللادولة العراقية منذ تأسيسه المنحوس1921 ولأكثر من قرن مضى تبدو كغثاثة سياسية ومخاض عسير للتغيير ، وذلك لهلامية الهوية العراقية المتلازمة مع غياب ثقافة المواطنة لأشتباكات وتقاطعات وأرهاصات الصراع الطبقي للمجتمع العراقي المتعدد الأنتماءات الهوياتية الشعبوية  (العرقية والمذهبية والمناطقية ) تبدو جراحاتها الواسعة يسعة جغرافيتها كفيلة في أضفاء السوداوية والقنوط على تكويناتها السوسيولوجية الجمعية ، أضافة إلى تنمردول الجوار تركيا وأيران وضغوطات المستعمر البريطاني وشريكهُ التأريخي الولايات المتحدة الأمريكية ، ومن سوء الطالع تعرض كيان الوطن لزعل وغضب الطبيعة كتوسونامي الفيضانات المتكررة وفايروس الطاعون مع معايشة الثلاثي المقيت ( الفقر والجهل والمرض ) ، والأهم من كل ما تعرض الوطن في محطات الخيبة والخذلان أن سياسيي السلطة أو قل " أخوة يوسف " لقد أحرقوا مراكبهم وتصرفوا بهوس أقرب إلى الجنون في تدوير بضاعتهم البخسة البائسة والمسجاة منذ عقدين من الزمن المرير كانت المحصلة التراجيدية المأساوية بروز الفارق الطبقي بين توقعات الشعب ومآلات العملية السياسية ، ومن خلال هذه الخيبات والأزمات المزمنة والتأريخ السوداوي ولقرن تدفعني أحاسيسي المحبطة والمكتئبة أن أقف أجلالا لصموده الأسطوري وصبرهِ المثير حينها أستوقفتني قصيدة (صبر العراق ) للشاعر الكبير عبدالرزاق عبدالواحد :

من مأثور حكاياتنا الشعبية مخرزاً نُسيَ تحت الحمولة على ظهر جمل :

يمشي وحاديه يحدو---- وهو يحتملُ

ومخرز الموت في جنبيه    ينشتلُ

حتى أناخ بباب الدار إذ  وصلوا

وعندما أبصروا فيض الدما جفلوا

صبر العراق صبورَ أنت يا جملُ

يا صبر أيوب لا ثوبَ فنخلعهُ

إن ضاق عنا --- ولا دارَ فننتقلُ

لكنهُ وطني ---- أدنى مكارمهُ

يا صبر أيوب  إنا  فيهِ  نكتمل

الوجه الآخر للحكم الملكي في العراق 1921

إستحواذ على الممتلكات تلبية للصراع البريطاني – الأمريكي (هادي حسن علوي) – جريدة الزمان العراقية في 10-9-2021)

وصفت المخابرات البريطانية الطبقة الحاكمة الملكية في العراق باللصوصية ، بقلة متحكمة من مبتزي المال العام ( حنا بطاطو تأريخ العراق- ص 183)

1-التخلف : عندما سقط النظام الملكي بعد 37 عام من قيامه كانت نسبة الأمية 80% (حسن العلوي – جمهورية الخوف - ص140)

2- الوضع الصحي والمعاشي : معدل عمر الفرد العراقي لا يتجاوزالثلاثين سنة للفقر المدقع ومرض الطاعون والفيضانات  المرعبة والمتكررة ، 7 ملايين حسب أحصاء 1957وعند سقوط الحكم الملكي كان أربعة أخماس سكان العراق بلا أملاك ولا سكن ( حنا بطاطو تأريخ العراق - الكتاب الأول ص429) التباين الطبقي كان عميقا وواضحا بفارق سحيق جدا .

3- الفساد :

-وصل فيصل الأول إلى العراق وتوج ملكا في العام 1921 وهو لا يملك شبراً فيه وتوفي بعد إثني عشر عاما خلف إرثاً كان:

{ 1989 دونم في الوزيرية ، و16984دونم في الحارثية  و 95919 دونم في خانقين ، و 9517 دونم في بنجوين و78 دونم في سرسنك)

-تقاسم أعوان الملك الأراضي الأميرية على سبيل المثال وضع جعفر العسكري رئيس الوزراء ووزير الدفاع يدهُ على 7685دونم في منطقة العطيفية بغداد .

- نوري السعيد أخذ رشوة من شركة نفط العراق ( بطاطو – نفس المصدر- ص 392) وأستخدم نوري ميزانية الدولة لأغراضه الشخصية ( عبد المجيد  حسيب القيسي ص172 ) وكان صباح نوري السعيد يمتلك 9294 دونم .

- وأستأثر حكمت سليمان رئيس وزراء بسبعة عشر ألف دونم في منطقة الصليخ ، وكان واحداً من أربعة لم يكن لطمعهم من حدود : ياسين الهاشمي ورستم حيدر رئيس ديوان الملك فيصل الأول.

- أستغل رشيد عال الكيلاني رئيس الوزراء 1933-1941 وجود ثغرات في قانون العقارات والاراضي الأميرية ليستحوذ على مزارع وأراضي زراعية واسعة في عدة (ألوية ) يعني محافظات في بغداد والأعظمية حوالي 2458 دونم (حقق فيها وثبتها)المؤرخ (عبدالرزاق الحسني في كتابه تأريخ الوزارات العراقية ) .

- استولى ياسين الهاشمي رئيس الوزراء 1925دونم من أراضي الحكومة وأصبح هو والكيلاني من كبار الأقطاعيين ( عبدالمجيد حسيب القيسي – التأريخ يكتب غدا ص70) و(مير بصري – أعلام السياسة ص182 ) ، وكذلك (حنا بطاطو نفس المصدر ص394 -212 – 218 )

- أرشد العمري ( رئيس الوزراء 1946- 1954أستغل منصبهُ كأمين عاصمة بغداد 1941 ليستحوذ على منطقة السعدون أرقى مناطق العاصمة

- ملكية توفيق السويدي 8704 دونم في بغداد ومعروف بالفساد المالي الكبير

- ورثة حمدي الباجه جي 34337 دونم في بغداد ، وكذا مزاحم الباجه جي 1941 دونم في بغداد

- علي جودت الأيوبي  6366 دونم أضافة إلى 90 دونم في منطقة أم العظام كرادة مريم

- جميل المدفعي 3976 دونم في ديالى

- مصطفى العمري 12732 دونم في الموصل

- عبدالوهاب مرجان 9170 دونم في الحلة

4- التسلط السياسي الدكتاتوري ووأد الحريات والفساد المالي والبيروقراطية وخيانة الأتصال بالأجنبي  في العراق لخصها الشاعر معروف الرصافي أنتقاد كل مؤسسات الدولة إلى إنها من وحي الأجانب المحتلين وفي هذا البيت الشعري المؤثر { علم ودستور ومجلس أمة --- كل عن المعنى الصحيح محرف} !؟

ثورة 14 تموزالأصلاحية عام 1958

ثورة 14 تموز 1958 بقيادة ضباط أحرارعلى رأسهم الزعيم الركن الخالد الشهيد " عبدالكريم قاسم " حيث كانت فترة حكمهِ أربع سنوات وستة أشهر وخمس وعشرون يوماً ، كانت لأنجازاته الثرة والثرية أثراً بالغا في مسار ( التغيير ) الحقيقي والنزيه شمل التغيير جميع موازين القوى الأستعمارية كالأنسحاب من حلف بغداد والخروج من منطقة الأسترليني والأصلاح الزراعي وقانون الأحوال الشخصية رقم 188 -1959 الذي أعاد للمرأة العراقبة حقوقها وكرامتها وقانون رقم 80 الذي أسترجع 99% من أراضي العراق من الشركات النفطية العالمية، وتسليح وتقوية الجيش العراقي ، وبناء مدينة الثورة (الصدر حاليا ) وتشغيل نقابات العمال والجمعيات الفلاحية وتوزيع الأراضي على الموظفين والضباط وتوسيع بغداد الحبيبة شرقا حيث شارع فلسطين والقناة وغربا حيث المنصور واليرموك ، أضافة إلى : بناء مطاربغداد الدولي ومدينة الطب وميناء أم قصر في البصرة ، و2344 مدرسة و786 مدرسة لمحو الأمية وملعب الشعب الدولي ومعرض بغداد الدولي في المنصور وأكثر من ثلاثين مشفى كبير – للحصر – كمثل مستشفى اليرموك ومستشفى الكرخ ومستشفى أبن النفيس ومستشفى النعمان في الأعظمية ومستشفى الطواريء للأطفال وحوالي 160 مستوصف و280 مذخر أدوية ، وأربعة مشاريع عملاقة للأسكان ، وللأسف الشديد بدل أن يكرم هذا الرجل المأثرة الأسطورة الوطنية كوفئ بأعدامه ورفاقه ( الزعبم طه الشيخ أحمد والعقيد فاضل المهداوي والملازم كنعان حداد ) في مقر الأذاعة في الصالحية يوم 9-شباط 1963على كرسي بدون محاكمة  أو قل محاكمة عسكرية صورية على يد ألآنقلابيين تلك كانت نهاية (المنقذ) المأساوية التراجيدية !!!؟؟؟----

العراق ما بعد 2003 :

وهو المحور الأخير في طرح ومناقشة مدونات وحيثيات البحث في سيمياء عنوان البحث " تأريخ العراق " هنا تسكب العبرات على وطنٍ أضطرب مؤشر بوصلتهِ بعد 2003 سنة الأحتلال الأمريكي البغيض ، حيث صعوبة الأزمات الأقتصادية ولأتباع نهج المحاصصة السيء الصيت والملوثة بالطائفية والأثنية والمناطقية ، فآلت الحكومات المتعاقبة إلى شكل ومضمون اللآدولة أو الدولة العميقة(د-فالح عبدالجبار كتابهُ اللادولة) التي سمحت لنفوذ الكتل والأحزاب المسلحة لجأت لمبدأ التسقيط السياسي للسيطرة على القرار السياسي حسب منطق القوة (لا) قوة المنطق ! وهذه بعض تلك الأساليب الخبيثة :

أساليب التسقيط السياسي :

-أسلوب الأستبعاد والأقصاء السياسي بين أفراد المجتمع مرشح أم ناخب تكمن في غياب الضوابط والمعايير الأخلاقية والمهنية ، وأن سياسة أبعاد الخصوم وأجتثاثهم بهذه الطريقة غير الديمقراطية والتي شبهها البعض ب( مجزرة سياسية ) ، وحسب قناعتي فيما إذا كان الأستبعاد مبنيا على قواعد السلوك الأنتخابي فهو أمرٌ أيجابي مقبول في العرف الديمقراطي فيما إذا تجنبنا المفردات الجارحة والأتهامات  الجزافية الباطلة .

- عقلية المؤامرة والأزمة : نعترف بأن وطننا بلد الأزمات والمؤامرات لتعدد الأعداء من كل حدبٍ وصوب من أحزاب السلطة والكتل التي بيدها مصادر القرار وأعداء أقليميين من دول الجوار وأعداء دوليين وعلى رأسهم المحتل الأمريكي وبعض دول الغرب وصب تدخلهم في زعزعة السيادة العراقية كأنتهاك أمريكا للقرارات الأممية بضرب المواقع العسكرية وخرق السيادة العراقية ولا ننسى تصريحات مستشار المرشد الأيراني علي أكبر ولايتي من بغداد في نهاية 2018 :قال {أنهُ لا يمكن السماح للبراليين والشيوعيين والعلمانيين لحكم العراق } !؟

- أسلوب الأعلام في نشر الأشاعة والتي تنتشر بسرعة فائقة تسري كالنار في الهشيم بوسائل الأعلام وصفحات التواصل الأجتماعي والتي أطرتْ تلك الفواجع بأطار المؤامرة للتذكير فقط ما جرى من فواجع عند نفوق ملايين الأسماك في صلاح الدين والأنبار يطرحون علينا حكاية تسميم غلاصم الأسماك ، وكارثة موت آلاف الدونمات من محصول الطماطة الزبيرية برش مادة سميّة في تلك المزارع ، وحرق مزارع الحنطة المتزامن في موسم حصادها وكل هذه الفواجع  أسبابها تافهة أقلها تماس كهربائي ، أنهُ شيءٌ مضحك ومقرف عندما يكون خطابنا الأعلامي بهذه التفاهة الهزلية الساذجة.

- سياسة التلاعب ببعض القوانين التي تنشط في وقت الأزمة وأصبحت ملازمة للبرلمان وقد شاهدنا في الدورة السابقة للبرلمان تمرير ثلاثة قوانين في صفقة واحدة أو كما يحلو لبعض النواب الفايخين تسميتها في ( سلّة واحدة ) وهي نفس سياسة الصفقات التي تعتمد الكثير منها على التسقيط ، وأعتمدت عند بعض المرشحين جزءاً مهما من حملاتهم الأنتخابية وخلال تلك المعركة الأنتخابية يتضح أتفاق مشبوه غير متوازن لأن الأحزاب الكبيرة والرؤوس المعروفة في الأوساط السياسية أستولت على الشوارع وشاشات التلفزة وفرق أخرى صغيرة تتجول الأزقة وتطرق الأبواب للدعوة لأنتخاب مرشحيهم وأخرى تتجه نحو مزاد شراء أصوات الناخبين مقابل 100-200 دولار للصوت الواحد وكل هذا التلاعب الغير مشروع يجري تحت عدم الألتزام بمعايير مفوضية الأنتخابات

- اللجوء إلى أستعمال الفيسبوك وبشكلٍ كبير بل ربما بجيوش ألكترونية مملوكة لجهات وأحزاب سياسية بل وصل الأمر ألى التعرض لأعراض بعض المرشحين والمرشحات مما يضطر البعض منهم ألى الأنسحاب خوفاً من تعاظم الأستهداف ليصل إلى التصفية الجسدية ويرجع سبب الأهتمام بوسيلة التواصل الأجتماعي سهولة أستعماله من عموم الشعب بل غالبيته وأيضا أنها بعيدة من سطوة الملاحقة القانونية بسبب أتساعها وكثرتها أضافة إلى أنها غير مكلفة .

كاتب وباحث عراقي مغترب

مصادر البحث والهوامش

-الوجه الآخر للحكم الملكي في العراق-د- هادي حسن عليوي

- جمهورية الخوف – المفكر حسن العلوي

- تأريخ العراق – حنا بطاطو

- الوزارات العراقية – المؤرخ عبدالرزاق الحسني

- التأريخ يكتب غدا – عبدالمجيد حسيب القيسي

- مير بصري- أعلام السياسة ص 182

في آب 2024

  كتب بتأريخ :  الأحد 04-08-2024     عدد القراء :  1005       عدد التعليقات : 0