الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
نور زهير ليس بطل \"سرقة القرن\" بل مجرد شيّال لحقيبة أبطالها...

تتلخص رواية نور زهير التي عرضها بلقاء متلفز على قناة الشرقية بالآتي:

1. يقوم بشراء صكوك أصولية صادرة من جهة رسمية عراقية وهي هيئة الضرائب التابعة لوزارة المالية باسم شركات أجنبية مقابل عمولات.

2. وشرائه للصكوك لا يكون بالتعامل مع تلك الشركات الأجنبية مباشرة وانما من خلال وسيط أو وسطاء يقومون ببيعه الصكوك وبعد قيامه بالاحتفاظ بعمولته يدفع مبالغ الصكوك الى الوسيط.

3. وأول صك قام بشرائه كان بمبلغ 44 مليار دينار وكانت عمولته منه 13 مليار دينار، ولاحقاً بدأ يشتري صكوك مبالغها أكبر: 50 و60 مليار للصك الواحد وأكبر مبلغ لصك واحد كان 80 مليار دينار.

4. قام نور زهير بمراجعة دائرة الضرائب وتأكد من سلامة الصك وعدم وجود أية عقبات تعيق صرفه الا ان الدائرة قامت بتجزئة مبلغ الصك الأصلي الى اربعة صكوك بواقع 10 مليار دينار لكل صك، وصك خامس بمبلغ 4 مليار دينار وصرف الصكوك جميعها نقداً.

5. وبعد قبضه كامل المبلغ البالغ 44 مليار دينار قام بالاحتفاظ بعمولته البالغة 13 مليار دينار ودفع للوسيط 41 مليار دينار.

6. في المراحل اللاحقة وعندما وجد نور زهير ان لا عوائق أمام قبض مبالغ الصكوك بات يرسل مندوبه لمراجعة دائرة الضراب وبدلا من أن يتم صرف مبالغ الصكوك نقداً بات يتم تنزيلها بحسابه مباشرة بناء على طلبه وهو يدفع مبالغها للوسيط بعد خصم عمولاته.

7. يقول نور زهير انه لا علاقة بتمشية وانجاز المعاملة وكل علاقته بها يبدأ بعد انجازها تماماً وتعامله مع الصك فقط لغرض صرفه.

8. ويقول أيضاً إنه لم يسرق من أموال الدولة وان تلك الأموال عائدة للشركات الأجنبية موجودة لدى دائرة الضرائب بصفة أمانات ولا دخل للمال العام بها. وانه لم يخالف القانون.

9. وأخيراً هو يأخذ على رئيس هيئة النزاهة تساؤله عن سبب عدم قيام الشركات التي تعود لها الأمانات برفع شكوى ضده ويعتبر ذلك دليلاً على براءته .

ملاحظات:

1. معروف ان أية معامله لاستحصال مستحقات لشخص أو شركه عند دوائر الدولة تمر بإجراءات طويلة ومعقدة وتستغرق وقت وجهود لتنتهي الى صرف المستحقات بصك باسم المستفيد، ما عليه إلا ان يقوم بتقديمه للمصرف لسحب مبلغه أو تنزيله بحسابه...

2. ومادام نور زهير لا علاقة له بانجاز المعاملة ودوره ينحصر فقط بصرف مبلغ الصك، لماذا لا يقوم نفس الشخص الذي انجز المعاملة بصرف الصك...؟ ولماذا يدفع 13 مليار دينار ..؟ اذا كان الصك سليم ولا مشاكل فيه...؟ واذا كانت الحجة روتين وفساد الموظفين كيف أنجز الوسيط أو الشركة كامل المعاملة لغاية استلام الصك...؟

3. وهل أن نور زهير يدفع مبلغ الصكوك للمستفيدين "وسيط الشركة" نقداً وهي بعشرات المليارات ...؟وكيف يقوم الوسيط بإخراج تلك الكتل النقدية الى خارج العراق ...؟ واذا كان يدفع لهم بصكوك في هذه الحالة هو لم يفعل شيئاً وعاد الوضع الى ما كان عليه فمقابل ماذا يستوفي عمولات بـ 13 مليار دينار أو أكثر عن كل صك...؟

4. وكيف يتأكد من قيام الوسيط بايصال المبالغ الى مستحقيها من الشركات الأجنبية ...؟ وهل قدم لدائرة الضرائب تأييد من الشركات باستلامها مستحقاتها وإقرار اخلاء طرف للجهة التي دفعت مستحقاتها...؟ وهل قدم معلومات عن الوسيط : اسمه وعنوانه ...؟

الاستنتاج:

1. معاملات استرداد الأمانات نظمت من قبل شبكة الفساد من موظفي الدائرة التي تختار من بين الأمانات الضريبية تلك التي مضى عليها اكثر من خمس سنوات والتي يطلق عليها "ميتة" ولن تطالب بها الجهات التي كانت تستحقها ، الى جانب تلك المسجلة باسم شركات وجهات نهبت الأموال مقدما وانقطعت دون انجاز المشاريع أو التعهدات وبالتالي هي بالأساس مطلوبة للدولة بأكثر بكثير مما لها من أمانات ضريبية ولم تجري تحاسباً ضريبياً ولا تسوية للضرائب وهذه ليس من مصلحتها التواصل مع دائرة الضرائب للمطالبة بأمانات لها، هذه الشبكة الداخلية تنجز المعاملات لصالح شبكة الفساد المنوه عن بعض اطرافها من قبل الحكومة وصدرت على بعضهم أوامر قبض لحين انجازها بما في ذلك تنظيم الصكوك دون وجود الشركات أو ممثليها ، والوسيط الذي يسلمه نور زهير المبالغ بعد خصم عمولته هو وسيط شبكة الفساد وليس وسيطاً للشركات صاحبة العلاقة، ويستخدم نور زهير من قبل الشبكة فقط لصرف الصكوك واستلام المبالغ من قبله بعد خصم عمولاته ليعيد للشبكة المبالغ بواسطة الوسيط لأنهم لا يستطيعون صرف الصكوك من قبلهم وبأسمائهم، والأموال لا تخرج ولا علاقة للشركات الأجنبية صاحبة الأمانات بها...

أما عن قول نور زهير عن لسان السيد رئيس هيئة النزاهة: لماذا لم تشتك الشركات صاحبة الأمانات...؟ فببساطة: لأن الشبكة على تماس مع سجلات هيئة الضرائب وتختار الأمانات التي مرت عليها المدة القانونية وباتت ايراد للدولة وتلك التي تعود لجهات وشركات نهبت أموال الدولة ولم تنجز ما تعهدت به من التزامات ولم تجري التسوية النهائية ولم تحصل على براءة ذمة وليس من مصلحتها المراجعة أو المطالبة بما خصم منها لصالح الهيئة العامة للضرائب لأنه أقل بكثير مما نهبته ، فتمت سرقتها من قبل الشبكة باشراك نور زهير دون ان تقدم تلك الشركات شكاوى لعلمها بمضي المدة وسقوط حقها بالمطالبة بها أو الفئة الأخرى التي لا ترى لها مصلحة في المطالبة ...

ولأن نور زهير لم تقدم شكوى ضده من قبل الشركات ولا من الدائرة التي تم صرف التأمينات منها لأنها تمثل الشبكة التي عمل نور زهير لصالحها فإن نور زهير مطمئن على قضية افلاته من العقاب ... ونور زهير ليس بطل "سرقة القرن" بل مجرد ساعي صغير عند البطل الحقيقي وهم شبكة سرقة القرن من موظفين ومسؤولين في وزارة المالية وشركائهم الكبار ...والله أعلم

استدراك جداً ضروري:

هذا اذا اعتمدنا رواية نور زهير التي سردها لنا من خلال الشرقية ، اما اذا اعتمدنا مجريات القضية وفقاً لمتابعتنا وفهمنا لها فإن الأمور تبقى نفسها باستثناء: ان نور زهير بدأ دوره مشاركاً وعراباً بها من لحظة التفكير بالسطو والتخطيط للعملية وتنفيذها وقبض أموالها ...

* رئيس هيئة النزاهة في العراق (سابقاً).

  كتب بتأريخ :  الخميس 22-08-2024     عدد القراء :  678       عدد التعليقات : 0