الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
تفجيرات حزب الله اللبناني والعراق!!!

   شكلت التفجيرات التي اصابت حزب الله في لبنان تطورا نوعيا غير مسبوق في الحرب مع العدو الاسرائيلي، ونمط جديد لم تتمكن منه، لحد الان، إيران وأذرعها بل وكل الانظمة العربية، وهذا ما سيملي تغييرات تكتيكية وستراتيجية على إيران وعلاقتها بأذرعها في مختلف الاماكن وفي المقدمة منها تراجع حظوظ نصر الله وحزبه كقوة أولى وذات الاهتمام الأرأس إيرانيا، خاصة بعد خطاب نصر الله وما تضمنه من مهاترات وعبارت جوفاء .

   في اليوم الثاني للتفجيرات وصل قآاني الى العراق في زيارة غير معلن عنها سابقا للقاء قادة الميليشيات الموالية ورافعا يافطة التهدئة !!! فلماذا العراق؟ ولماذا التهدئة ؟ من الاخر فإن التهدئة تريدها إيران كي لا تتهور بعض الميليشيات بعمليات غير محسوبة النتائج وينالها ما أصاب حزب الله اللبناني من دمار كبير بإعتراف حسن نصر الله وهنا تبرز أهمية هذه الميليشيات بالنسبة لإيران وسيما إنها تقع في العراق البلد الذي تعتبره إيران ملحقا مهما لها جغرافيا وبأبعاد تاريخية وسياسية، وبه إمتيازات لا تنالها في أية بقعة أخرى من أقليم الشرق الاوسط..

   حيث توجد عوامل عدة تدعو إيران للتمسك بوجودها في العراق بشكل لا يقبل الجدل، فهو الاقرب جغرافيا مما يتيح لها سهولة التحرك الى ومن العراق، وأيضا فهناك أكثرية سكانية تتبع المذهب الشيعي وهو المذهب الحاكم في إيران، بالاضافة الى إن أغلبية من هذه الاكثرية تنساق بشكل أعمى نحو متطلبات المذهب بحكم الجهل والامية المصابة بهما نتيجة لعوامل عدة تاريخية وسياسية، وأيضا فإن الجهاز التنفيذي في الحكم بأيدي الشيعة منذ قرابة العقدين مع أغلبية برلمانية وهذا ما يوفر غطاءً هاما لتحرك الميليشيات الولائية كما تريد لها إيران، وهناك عامل هام جدا هو إن هذه الميليشيات لا تكلف إيران إقتصاديا مثل حزب الله اللبناني أو الحوثيين بل العكس فإن العراق بحكم جهازه التنفيذي الخاضع للميليشيات هو من قام ويقوم بتمويل إيران ودعمها إقتصاديا بطرق مكشوفة وأخرى مستترة.

   من كل ما تقدم فإن إيران ستضغط بشتى الاساليب لتكريس أولا حكم الاطار التنسيقي المتنفذ في الحكم حاليا، حتى مع إجراء إنتخابات برلمانية، وتملي على الحكم نهجا يؤدي الى تهميش بقية المكونات العراقية عن طريق تشريعات وسياسات إقصائية حتى وإن أدت قسوتها الى التقسيم الفعلي للبلد فذلك لا يهم إيران ما دام كنز الثروات في الجنوب الجزء الذي تقطنه أغلبية شيعية، وهنا تبرز عدة إسئلة في مقدمتها ماهو موقف أميركا ؟ هل ستقف مكتوفة الايدي تجاه إيران؟ لا أظن ذلك، لكنها لا تنجر الى حرب مواجهة معها لأنها تعلم إن ذلك سيكلفها الكثير من الارواح والاموال كي تنتصر وهي غير مستعدة لهذه الخسارات كما يبدو من سياساتها العامة تجاه العراق خصوصا، لكنها قد تلجأ الى أساليب أخرى تحد أو تمنع إيران من المغالاة في التدخل بالشأن العراقي.

   أما السؤال الاهم والذي يؤرقني دائما هو: أين القوى الوطنية الديمقراطية الرافضة للطائفية ونههج المحاصصة؟ وماذا ستفعل لمواجهة الغول الايراني؟ ومتى؟

  كتب بتأريخ :  السبت 21-09-2024     عدد القراء :  381       عدد التعليقات : 0