الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
أين لائحة المحتوى الهابط؟

لم يتردد الشيخ أو يتلعثم وهو يقول بصوت عال وواضح " تعرفون أن معظم اللواتي شاركن في تظاهرات تشرين فاسدات " ثم نظر إلى الكاميرا وتوهم أن هناك جمهوراً يجلس أمامه يستمع إلى شتائمه :" أنا عندي معلومات أن أن هناك مؤامرة صهيونية لإعادة تظاهرات تشرين " الشيخ بكامل زيه الغريب يفتي بأن التظاهرات التي تخرج في العراق ما هي إلا نموذجاً صهيونياً غربياً يريد تدمير العراق .. سيتوهم البعض أن هذا الشيخ يلقي خطبته وسط أزقة قندهار، لكن التسجيل الصوري يؤكد أنها خطب يلقيها أمام أنظار القضاء العراقي الذي يرفع سلاح " المحتوى الهابط " مع كل خطاب لا يعجبه ويغض النظر عن خطابات متطرفة ربما تؤدي إلى قتل أناس أبرياء ، جريمتهم الوحيدة أنهم صرحوا بآراء لا تعجب الشيخ صاحب الغترة البيضاء .

لم يكن الخطيب الذي يرفع شعار " حاربوهم " بعيداً عن تنظيرات البعض الذين اكتشفوا أن تظاهرات تشرين والاعتراض على تعديل قانون الأحوال الشخصية هو السبب في غياب الكهرباء والخدمات وارتفاع نسبة البطالة وصعود الدولار ، وأن الذين ظهروا على الفضائيات يرفضون تعديلات قانون الأحوال الشخصية هم من سرق الثلاثة مليارات دولار وليس " الشاب الوديع " نور زهير .

كانت الناس تعتقد أن التغيير سيحررهم من خطب "القائد الضرورة " وأن الفيلم الهابط الذي كان يشرف على إنتاجه الحاج طلفاح سيتوقف.. ولكن بعد سنوات من التغيير وجدت الناس أنها تعيش في ظل خطباء يتصورون أن الاختلاط في الجامعات ومؤسسات الدولة يعني الابتذال والفجور.. وحين تتحدث عن حرية الرأي والملبس يقولون لك: تريدون مجتمعاً فاجراً.. الجميع يريد إعادة تربيتك لتصبح مواطناً صالحاً وقانعاً بشكل النظام السياسي الذي يفصلونه لك من خرافات مهمتها تربية الشعب وضبط أخلاقه..لا تتكلم عن حرية ولا عن عشق الحياة.. لا توجد امرأة خارج دائرة الخطيئة..الكل يجب أن يوضع تحت سلطة كاميرات الشيخ التي يريد ان يزرعها في كل مكان بمباركة من مسؤولين كبار يستعيذون بالرحمن من شيطان امرأة سافرة.. لكنهم لا يمانعون من إقامة علاقات سرية ومشبوهة خارج رقابة المجتمع.

والآن دعونا نسأل،هل يمكن أن تقطع هذه الدولة خطوة على طريق المستقبل ما دامت مشغولة بخطب الشيخ القندهاري أكثر من انشغالها ببناء منظومة فكرية تأخذ العراقيين إلى المستقبل .. متى يمكن أن يتقدم العراق؟ هذا هو السؤال الذي يجب أن يشغلنا جميعاً.

كنا نتوقع ان نسمع اعتذارا من الشيخ عن اتهامه لنساء بالفحش والرذيلة ، وأن نرى قانون المحتوى الهابط يطبق عليه ، لكننا وجدنا الشيخ يتباهى بما قال ، والقانون يدفن رأسه في الرمل .

  كتب بتأريخ :  الخميس 26-09-2024     عدد القراء :  207       عدد التعليقات : 0