الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
عصف القنابل .. قتل شهداء وكشف متخاذلين الدّاء

   من طبع الشدة غالباً ما يفتح مسارات للخروج منها، وقد ياتي ذلك لاسباب معلومة او مجهولة في لحظتها الاولى، وقد لخصها المثل القائل (يا شدة اشتدي تنفرجي) ولم تختلف مأساة الشهيد "حسن نصر الله " ورفاقه الا بجزئية تكاد تكون منفردة، تلك التي تجسدت في نتائج عصف القنبلة القذرة التي قطعت انفاس كوكبة من الشهداء، وعلى رأسهم الشهيد " قائد المقاومة " حيث اسفرت عن حقيقة كانت مغطاة تحت بيادر من الادعاءات والدعوات غير الصادقة. فحينما استحق الامر الردع الموجب لنيران العدوان جاء الجواب (الوقت ليس مناسباً) " والامريكان اخوتنا !!! " وفي وقت لاحق يقولون (ان المقاومة ستقاتل حتى اخر مقاوم، وسوف لن يرسل جندي ايراني واحد الى ساحة المواجهة !!) هذا ما فجر قلب السيد الشهيد قبل ان يفجره عصف القنابل.

   المشهد الدامي الذي ما زالت نيرانه ملتهبة يخلق القناعة المطلقة بان "الخذلان" الجارح باتت متبنياته تحاول ان تخيّم على الضاحية الجنوبية الثائرة مع انها استحقت ان تسميها قوى شعوبنا الحية باسم " ضاحية الطف " تيمناً بتلك الواقعة الكربلائية التاريخية. وذلك لتشابة سيناريوهاتها المؤلمة.. ومن وحي "الخذلان" ايضاً اخذ العدو الاسرائيلي حافزاً، وصار يحاول ان يفرض شروطه المستجدة ، والتي دعا فيها الى استسلام " حزب الله " ونزع سلاحه وابعاده عن حدود الكيان اي الى شمال نهر الليطاني. وليس من الظن انه سوف يصنع من هذه المسافة ،التي تبلغ ما يقارب ثلاثين كيلومتراً، حدوداً واقية على غرار اراضي الجولان السورية ، التي مضت سنون طوال على احتلالها للاسف الشديد .

   بعد بشاعة الجريمة والخسارة الاليمة وكل ما حصل ودون ادنى شك في حصوله مجدداً، هل تتم العودة الى تبني خارطة الطريق المعلق عبر الحدود مرة اخرى، ويفرض استمرار القتال على نمط القرون الوسطى، حيث يزج بالعبيد في وطيس المعارك ويبقى السادة متفرجين ..؟! ان هذا الاحتمال قد غدا مرفوضاً تماماً، لان مقاومة شعوبنا جديرة بالتحرر من اية قيود لا تستند الى واقع محسوس بحكم قناعة ثورية ترفض نتائج الهزيمة وتداعياتها، مع ابعاد المتخاذلين عن صفوف المقاومين البواسل. ان معركة تحرير فلسطين والعرب مع العدو الاسرائيلي ومسانديه، قد مضى عليها خمسة وسبعون عاماً . وغالباً ما يستعر لهيبها بعزيمة ابناء الارض ولكن يخذلها المتطفلون على قضية تحرير فلسطين.

   ستقرع الاجراس للثوار على عادتها، وقرع هذه المرة، ليس كنائسياً كالمعتاد، لانه للنهوض وليس لفرض الطاعة، ان ثورات الشعوب ضد الظلم لن تموت اثارها وما زالت تشكل مناراً هادياً.. وطالما بقي التعسف والاستهتار بالحقوق والحريات، والتعسف بارواح البشر، ستنهض القوى الحية مستلهمة عنفوانها من دروس تلك الانتفاضات والثورات التحررية . وثمة امثلة في التاريخ القريبة، اتفاضة تشرين 2019 مثلاً، والبعيدة عديدة مازالت ملهمة. وعلى سجاياها يقوم النضال القادم .

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 02-10-2024     عدد القراء :  216       عدد التعليقات : 0