اهمية الكهرباء للبلدان لا تعادلها اهمية ولا تقدر بثمن , فهي عصب التنمية والتطور والتقدم والامان ولا يمكن الزعم بوجود نهضة في مختلف القطاعات الاقتصادية من دون انتاج وتامين كاف للطاقة , تعاني بلادنا من مشكلة كبيرة جراء السياسات الخاطئة والتخطيط غير السليم في هذا القطاع , ولم تتمكن الحومات المتعاقبة بعد التغيير في عام2003 من المعالجة , بل انها تفاقمت واضيف لها الفساد وعدم الكفاءة التي اهدرت ثروات طائلة تكفي بناء شبكة للكهرباء لعدة دول .
على ما يبدو سيستمر الحال الى سنوات مقبلة في ظل عجز الاداء ولا مبالاة جهات مختلفة مستفيدة من استمرار الازمة الحادة وتفرعاتها .. ففي الايام الماضية اعلن عن توقيع عقد تنفيذ الربط الكهربائي الخليجي مع العراق وهذا الاعلان تكرر عدة مرات في اوقات سابقة , وسبقت هذه " الجعجعة "الاعلان عن الربط الكهربائي مع الاردن الذي لا يغني ولا يسد حاجة ملموسة مجرد اعلان اعلامي لمحدودية الكمية التي ستصدر الينا , وليس الحال بأفضل منه مع تركيا الذي اكتمل الربط الكهربائي معها الا اننا لا نعرف الى غاية اليوم هل بدء بتوريد الطاقة الينا ام لا ؟
مشاريع كثيرة على الورق ولكنها " جعجعة بلا طحن " , وبقاء الكهرباء متقطعة لساعات طوال وفي اردء حال ورهينة بيد ايران , مرة الغاز ينقطع لأجل الصيانة واخرى للحاجة اليه في البلد المصدر وتارة لا يعرف سببا لانقطاع التيار الكهربائي ..
والان تذكرت الحكومة ووقعت عقدا مع دول مجلس التعاون الخليجي لتنفيذ مشروع ربط السوق الخليجية للكهرباء مع العراق، الذي من شأنه تعزيز أمن الطاقة ويسمح لدول مجلس التعاون في تزويد العراق بنحو 3.94 تيراواط/ساعة سنوياً وبأسعار تنافسية تقل عن تكلفة الإنتاج المحلي، مما يؤدي إلى خفض النفقات العامة حسب تصريح لها , نتمنى ان لا يكون مثل سابقه , وهو على الارجح سيكون كذلك لأنه خلا من اي موعد محدد تضاء فيه بيوتنا ويقلص برنامج القطع اليومي عن بيوتنا ومؤسستنا واستقرار شبكة التيار الكهربائي .
في الواقع الطموح ان نعتمد على امكاناتنا المحلية , وهي من الوفرة لو استغلت باتباع سياسة عقلانية وكفؤة تنتشلنا من الاعتماد على الغير والتحكم بأهم مورد ومستلزم للتطوير وحماية السيادة الوطنية .
نحن بحاجة الى محطات وطنية لتوليد الطاقة الكهربية , التقليدية والنظيفة , ازرار التحكم وانطلاقها بأيدي وطنية في داخل البلد مهما كانت كلفتها .. ليس من المعقول بعد عشرين سنة من التغيير ورفع القيود والحصار ونحن نهدر ثرواتنا على استيراد الكهرباء ولا نؤمنها بما يكفي للاستهلاك , فيما يمكن بناء محطات في ظرف من ثلاث الى خمس سنوات .