اتخذت وزارة التربية الاتحادية خطوة مهمة وضرورية لتمكين البنات وتأهيلهن واعدادهن مهنيا من اجل الحصول على فرص عمل موصوفة ودخول مجالات في سوق العمل جديدة .
فقد وافق وزير التربية على فتح مدارس مهنية مسائية للبنات في عدة محافظات، للمساهمة في تطوير المهارات المهنية للفتيات وتزويدهن بالمهارات العملية التي يحتاج إليها سوق العمل , ويشكل هذا استحقاق تأخر كثيرا عن الواقع العملي في الحياة العملية الذي ولجته النساء تحت ضغط الحاجة وتامين مصدر للدخل لإعالة انفسهن واسرهن في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة , وشحة الفرص العمالة غير المؤهلة , كما ان نجاح المرأة في مهن مختلفة ورغبتها في التأهيل المهني دفعت بالوزارة الى هذه الخطوة .
الواقع ان البطالة المتفشية بين الفتيات واحد من اسبابها عدم تأهيلهن مهنيا لغياب مثل هذه المدارس والمعاهد المختصة بذلك ومحو الامية لهن , وهذه المؤسسات التربوية ستسهم في توفير القدرات والطاقات على اسس علمية تفتح آفاق فرص عمل تسمح لهن بأداء دور مميز .
من الملاحظ ان الدول التي حققت نجاحا في انخراط النساء في سوق العمل واصبحن قوة اقتصادية مؤثرة في الاقتصادات الوطنية تم من خلال التعليم واتاحة الفرص لبناء قدراتهن الذاتية للاعتماد على انفسهن , وخلق واعدد منهن كوادر وسطية للعمل في القطاع الخاص والحكومي..
لا يوجد اليوم مجالا لم تدخله النساء بفضل التعليم , والتوسع فيه يسهم بشكل فعال في التحول من حالة الخمول الى النشاط الفعال المثمر على الصعيد الفردي والوطني .
هذه المدارس ستعيد الاف البنات الى مقاعد الدراسة , لاسيما انها مسائية , وكذلك مجانية , ونتمنى العناية بمنهاجها والتركيز على الجانب العملي فيها المرتبط بالحاجات التنموية والمجتمعية ..
ومن الاهمية تشجيع الفتيات على الانتساب الى هذه المدارس والدراسة فيها , كشمولهن بالمنح المادية والتعينات في مؤسسات الدولة ومعاملها ومنح المتخرجات منها القروض الميسرة لأنشاء المشاريع الخاصة المدرة للدخل والمطلوبة في سوق العمل ..
مرة اخرى نؤكد على العناية بهذه المدارس وتوفير كل مستلزمات نجاحها والاقبال عليها لتمكين الفتيات من الاعتماد على انفسهن والمشاركة في نهضة البلاد .