الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
يحدث في ميناء الفاو الكبير
بقلم : طالب عبد العزيز
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

ميناء الفاو الكبير وما أدراك ما ميناء الفاو الكبير! كلما كثر الحديثُ عن أهميته، ونسب الإنجاز فيه كثر الحديث عن التشكيك به والتقليل من شأنه. ما ينشرُ عنه في الصحف، ويتحدث به المسؤولون في وزارة النقل وإدارة الموانئ كثير وكثير. ترى، هل هو واقع عملي أم وهمٌ وخيال؟ وسط لغط كهذا ستغيب الحقيقة مرةً، وتظهرُ جلية واضحةً مرة أخرى، لكنَّ التخوين قائم بين الأطراف السياسية، ومدير الموانئ الذي يصرِّحُ بانتمائه الى التيار الوطني الشيعي(الصدري) لا يجد فرصة مناسبة إلا وتحدث فيها عن مراحل العمل فيه، والرجل على الرغم من ذلك كله زائر دائم للمشروع، والصورة تتحدث أكثر وأكثر، والعمل مستمر ويقترب من النهاية، التي آخرها فتح الماء باتجاه النفق المغمور، الذي سيربط الطريق بين مدينتي الفاو وأم قصر.

تنشر قناة الفاو الفضائية، وهي صفحة خاصة على الفيسبوك، تفاصيل ومستجدات العمل في الميناء، ويلاحظ بوضوح مراحل ونسب الإنجاز، ومشهد العمال والآليات والحركة المستمرة صيفاً وشتاءًا تثير فضول الصحافة ووسائل التواصل، بعيداً عن تقاطعات السياسة والسياسيين. ما يهمنا في النهاية هو أنَّ الميناء أصبح واقع حال وحقيقة مطلقة، فهذا مدير عام الموانئ فرحان الفرطوسي يعلن "عن التهيئة لعمليات الإرساء، والإقلاع التجريبي، على أرصفة ميناء الفاو الكبير، والتي انتهى العمل بها بصورة كاملة." وبحسب قوله فأن الأعمال في جميع مشاريع الميناء الفاو تسير بوتيرة متصاعدة، وتم إنجاز الأرصفة الخمسة، والشركة تعمل على تكملة المشاريع المتبقية".

مؤسف نقول بأنَّ العراق يخسر من سمعته الكثير نتيجة لخلافات الكتل السياسية، ومعيبٌ أن تقوم الدولة بتعطيل الدوام في المدارس العراقية بسبب لعبة لكرة القدم، ولا يشار الى تردي الواقع الخدمي والاقتصادي والأمني في البلاد، وبعيداً عن تهم التخوين المتفاقمة بين الحزب هذا والحزب ذاك، والمسؤول هذا والمسؤول ذاك، لماذا لا نجد مكاشفات واقعية، وتحقيقات منصفة من قبل لجان حكومية وبرلمانية للوقوف على المشروع هذا أو المشروع ذاك، بدلاً عن كيل التهم، التي لا تضر الجهة والمسؤول وحده إنما تأتي بنارها على اقتصاد ومستقبل الحياة، وسمعة العراق بخاصة.

قبل كتابة هذه المادة كنت قد سمعت وقرأتُ الكثير من المقالات التي تحدثت عن الفساد والرشى وسطوة بعض الأحزاب والاسر المسلحة على كل ما له صلة بأعمال مشروع ميناء الفاو الكبير، ولا سبيل لي في الوقوف على الحقية هناك، فالمشهد ملتبس بعامة، بعد العثور على مدير شركة دايو مشنوقاً في مكتبه بخاصة قبل سنوات يخيف ويرعب، وكذلك ما حدث من قصة تهريب المدعو أحمد شايع من السجن، وصلاته بنور زهير وغيره.. إذ أنَّ جملة الاخبار الواردة من هناك لا تخلو من اللغط.

لكن، لا يمكن التعامل مع قضية كبيرة تخص الاقتصاد والحياة العراقية برمتها مثل ميناء الفاو الكبير بهذا الغموض، وبهذا التوجس والخوف، وهذه الحساسية ايضاً. ما نلمسه في تصريحات المدير العام للموانئ من جديّة ووضوح يدعو للخير، ويفتح كوةً في الظلام. لسنا طرفاً في نزاع سياسي أو تجاري، ولسنا مقاولين ثانويين، حرمنا من مناقصة ما هناك، وليس بيننا من يطمح لمنصب فيه أو يسعى لإسقاط شخصية هناك، نحن الملايين من العراقيين الذين يحدوهم الامل في اكمال الأرصفة كلها، ومعاينة الميناء وهو صاخب وعاج وضاج بحركة النقل والشحن والتفريغ، ويهمنا جداً اكتمال الربط عبر النفق المائي بين سفوان وأم قصر، وأكثر من ذلك وجود فعلي لطريق التنمية، والربط السككي مع العالم وصولا الى تركيا والمتوسط، لا على الخرائط حسب، لأن مستقبل أولادنا وأحفادنا مرهون بهذا الصرح الاقتصادي الكبير.

المدى

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 23-10-2024     عدد القراء :  525       عدد التعليقات : 0