وقع العراق مع المنظمة العربية للسياحة ومصرف التنمية الدولي مذكرتي تفاهم وتتضمن التعاون على دعم الاستثمارات السياحية في بلادنا من خلال بوليصة التأمين، وتأهيل المنشآت السياحية للحصول على أعلى علامات الجودة مع إطلاق مشروع "بطاقة السائح العربي" بالشراكة مع شركة "فيزا" العالمية .
انها خطوة في الاتجاه الصحيح نامل ان لا تبقى في اطار التوقيع وننسى تفعيلها واتخاذ الخطوات العملية التي تنقلها من حيز النيات الى المباشرة بالعمل الملموس والمنهجي على الارض ونرى مشاريع سياحية تكون صروح يشار اليها , وتكتظ وتجذب السواح الى بلادنا وتعرفهم بحضارتنا وتاريخنا .
حسب ما ورد انه سيؤمن الى السائح في المؤسسات السياحية والعديد من المزايا التنافسية , لاسيما ان السياحة اصبحت صنعة احترافية تتطلب بنى تحتية مريحة وتسويق جيد للمواقع السياحية .
الواقع ان الظروف الراهنة والمستقبلية ملائمة جدا لتنشيط وتفعيل القطاع السياحي وتجعله جاذب للسواح , فلدينا عمق حضاري يمتد الى الاف السنين , وان اثاره تستقطب الناس ويمكن الاستدلال على ذلك مما سرق منها وموجودة في المتاحف العالمية الشهيرة , فكيف الحال اذا وفرنا مستلزمات السياحة ومناخها في مواقعها وتنوع بيئتها .
الان في العراق استقرار امني نسبي , بحاجة الى التطوير والتعزيز وتفعيل القانون وفرض سطوته بحيث يشعر به القادم الينا , ونبدد المخاوف والاشاعات عما يقال عنا , فالنجاح السياحي ان تجذب اعداد غفيرة , وبالتالي نحصل منهم على انفاق يجعل حقا من السياحة رافدا مهما من روافد الاقتصاد الوطني ومساهما في تنشيط القطاعات الاقتصادية الاخرى .
بلدان اقل منا في ما تملك من ما يبحث عنه السواح , وفي ظرف سنوات قليلة اصبحت قبلة يقصدها الناس من مختلف بقاع الارض , بما فيها نحن, ونلوم انفسنا على ما نحن فيه من تخلف وفقر في الخدمات السياحية , تكسب دخلا ماديا كبيرا يشكل العمود الفقري لاقتصادها .
لا يخفى على العاملين في هذا القطاع اهمية السياسة الصحيحة الواجب اتباعها والتي تساعد على تنميتها , سن تشريعات مدرة للدخل وتمكين القطاع من تحقيق مردود مالي يمكنه من تطوير الاستثمارات وتحفيزها فيه وليس سياسة الاعفاءات السياسية البعيدة عن توفير الموارد الاقتصادية والممنوعات الكابحة , بل انه اهدارها كما يجري في السياحة الدينية والتضيق على المشاريع الوطنية وعدم استفادتها من المواسم ,بل الانفاق عليها من الدولة , بالأمس احدهم قال انه "استكان شاي لا احد يضيفنا عند سفرنا الى بلدان الجوار" , وبينما نسمع عن جوار يحقق المليارات ويعيش الاف من عمالته من مثلها واقل , ونحن نقدم لهم ما لم يجدوه في بيوتهم مجانا ..
هناك امكانية واقعية لتكون السياحة رافدا اقتصاديا مهما اذا ما عوملت كقطاع اقتصادي له قوانينه وشروطه