بداية نقدم التهنئة للشعب السوري الشقيق بسقوط طاغيتهم شبيه طاغيتنا السابق وهروبه من البلاد وانهيار نظام الاستبداد والقتل الذي كان يديره.
نأتي الى موضوع المقالة الذي هو العلم الحالي ذو النجوم الحمراء الثلاثة الذي نراه من خلال الاعلام مرفوعا حاليا في كل انحاء سوريا. فبينما يسميه السوريون علم الانتداب فانه بالنسبة لنا نحن العراقيون علم الجيش السوري الحر. وهذا هو ليس إلا مجموعة ارهابية منذ بداياته قبل اكثر من عشر سنوات. وعلمهم هذا ممنوع في العراق حيث يعتبر كل من يرفعه ارهابيا او له علاقة به ويكون مصيره الاعتقال والمحاكمة بتهمة الارهاب. وقد سقط عندنا سياسيون زينوا به صفحات مدوناتهم.
بناء على هذا على السوريين عدم توقع اننا سنرفع هذا العلم في بغداد او في اي مكان آخر في العراق كأن تكون على مبان دبلوماسية او ما شابه. وكل من يدخل العراق وبمعيته هذا العلم او الراية سيعتقل ويعامل كإرهابي. والسوريون احرار طبعا إن رغبوا برفعه في بلدهم ام لا، فهذا مما لا شأن لنا به. لكن عليهم ان يفهموا اننا في العراق لن نتهاون في امر الارهاب والارهابيين وبكل ما يرتبط بهم ويشير اليهم. وهم إن رغبوا مع ذلك في التعامل معنا فعليهم اختيار علما آخر غير هذا يكون معترفا به دوليا لتمثيل بلدهم.
بنفس السياق فاننا لا نريد رؤية اي علم آخر مما ينتشر قطعا هذه الايام في بلدهم يكون مرتبطا هو ايضا بالارهاب والارهابيين ومجاميعهم، وإلا فتعاملنا معه سيكون بنفس تعاملنا مع علم الجيش الحر. فما يسمى بقوى المعارضة السورية هي ومما رأيناه في الاعلام ونعرفه عنها كلها تتلقى دعما من دول داعمة للارهاب. ونتوقع من الاجهزة الامنية العراقية عمل جرد بالاعلام والرايات المستخدمة من قبل الارهابيين السابقين في سوريا ولواحقهم هذه الايام لوضعها في قائمة سوداء مما يتوجب منعها من الدخول الى العراق او رفعها فيه. ايضا نتوقع من الحكومة الاعلان عن موقفها من رفع اي علم للارهابيين على الحدود السورية بدلا من العلم السوري الحالي المعترف به دوليا. فكما اعلنت الحكومة عن كون مقتربات الحدود هي مناطق قتل، اي ممنوعة على كل من يقترب منها، فاننا نتوقع منها ان تعلن الموقف نفسه من رفع راية الارهاب هذه عليها.
إن ما يثلج القلب هو ما استنتجناه من محدودية انتشار علم الارهابيين هذا بين السوريين انفسهم. إذ اننا من خلال التدقيق في صور التقارير الاعلامية لم يتوضح لنا التفاف الكثير من السوريين حول هذا العلم فعلا. إذ تظهر الصور في كل مرة ما بين شخص واحد لوحده يرفعه او يلتحف به الى مجموعة من الاشخاص يرفعونه. وهذه الاعداد المعزولة بالتأكيد لا تمثل كل شعب سوريا. وهو ما يدل على وعي السوريين بما يجري في بلدهم.
امر آخر نريد اثارته هنا هو امر ما يسمى بقوات سوريا الديمقراطية او قسد. إن قسد هذه هي ايضا مجموعة منظمات ارهابية. فهي كانت قد جمعت في ثناياها على مجاميع مسلحة تذكّر اسمائها بالبعث العراقي الساقط علاوة على مجاميع اخرى ارهابية بدعم تركي. والسوريون قطعا على علم بهذا الامر. وهذا فضلا عن ما كشفناه في مقالة في نيسان الماضي عن علاقة حزب العمال الكردستاني المتحالف مع قسد بزراعة وتهريب مخدر الحشيشة منذ تسعينيات القرن الماضي. ولما لا نتعامل مع قسد فاننا لا نتعامل ايضا مع علمها. فهذه المجموعة هي اداة إن لم تكن العوبة بيد الامريكيين. وهو ما اثبتته السنوات الماضية.