الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
تكريم المستقبل في دبي

بعد ايام تنعقد في دبي القمة العالمية للحكومات التي اطلق عليها الشيخ محمد بن راشد عنوان مثير " قمة القمم " ، واذا اردت ان تعرف عزيزي القارئ لماذا سميت " قمة القمم " ؟ ، فاقرأ معي هذه الارقام التي اعلنها الوزير محمد القرقاوي رئيس هذه القمة المثيرة للاهتمام : " فخلال 12 عاما جمعت القمة اكثر من خمسة وسبعين رئيس دولة وحكومة ، و2800 وزير ، وثمانية وثلاثون الف مشارك من مختلف قارات العالم " ، اما عدد الجلسات والندوات ، فنحن ازاء آلاف الجلسات ومئات المؤتمرات وجميعها تحمل شعار " مستقبل افضل للبشرية " ، وقبل هذا ، الإصرار بأن يكون لدينا جميعا الأمل باستئناف العرب لدورهم الحضاري .

اثنا عشر عاما عمر القمة العالمية للحكومات ، وخمسة عقود عمر التطور الذي انتقلت فيه الامارات الى عصر الازدهار والتقدم ، وتتطلع اليوم الى عصر الذكاء الاصطناعي ، وعليك ان تصاب بالدهشة وانت تعرف ان في الامارات وزير شاب طموح ، وعالم بمهنته ، يتولى وزارة الذكاء الاصطناعي ، وان القيادة في هذه البلاد قررت تخصيص عشرات المليارات لجعل الامارات رائدة عالمية في هذا العلم المستقبلي. في الوقت الذي لا يزال المواطن في بلاد الرافدين ينتظر ان ينتقل من عصر القلق السياسي والمسيرات والخطب الرنانة والأوهام والقوانين الكوميدية ، إلى عصر التنمية والامان والمستقبل .

الذين يتابعون اخبار البلدان التي تسعى لرفاهية شعوبها ، سيدركون حتما ان الامارات تتربع على عرش المستقبل في منطقتنا العربية ، بينما نصر في بلادنا على منافسة افغانستان في قوانين تطارد حرية المرأة ، ولهذا عليك عزيزي القارئ أن تعيد النظر في مفاهيم الحكم، فلم تعد الدول تتباهى بالصواريخ العابرة للبيوت الأمنة ، ولا بالشعارات الثورية، فالانتصار للبلدان التي تجعل شعوبها على قائمة الأكثر سعادة .

في مرات كثيرة يعاتبني بعض القرّاء الأعزاء لأنني أكتب بإعجاب عن مدن مثل أبو ظبي ودبي وسنغافورة وطوكيو، وأقول: تأملوا حياتنا،عن ماذا نكتب؟ تأملوا الصراع على الغنائم ، والفشل الذي لا يريد أن يغادرنا ، عن ماذا نكتب؟ عن الإعمار والرفاهية التي حققتها جماعة الشفافية والإصلاح؟ عن الدولة التي يريد البعض أن يسرق مستقبلها بعد أن أصر على تحطيم حاضرها .

تراوحت الإمارات خلال السنوات الماضية بين تنمية الرفاهية وبناء اقتصاد قوي ، وبين إشاعة الثقافة والفنون بإنشاء مدن ثقافية تمتد من دبي إلى أبو ظبي ومروراً بالشارقة حيث تزدهر مكتبات المستقبل ومعارض الكتب ومتاحف الفنون.

اليوم تقاس رفاهية البلدان بما تقدمة لمواطنيها ، وحين تتربع الإمارات على عرش الرفاهية والأمان ، فهذا يعني أن القائمين على امور البلاد يدركون جيدا ان الثقافة تعطينا الرفعة وتنور العقول وتحول الأرض إلى قرية واحدة .

أنه الإيمان بان استعادة الأمل بحضارتنا ، جزء لا يتجزء من السعي الى الجلوس في المقاعد الأولى في قطار المستقبل .

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 05-02-2025     عدد القراء :  18       عدد التعليقات : 0