الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
أيّها الإسلاميّون أنّه سلام عادل

   عندما كان الإسلاميّون ومرجعهم الديني وقتها (محسن الحكيم) فرحين وهم يشاركون البعثيين وحرسهم القومي جرائم شباط الأسود، كان الشهيد سلام عادل يُعلن من خلال بيان للحزب الشيوعي العراقي مطالبته جماهير شعبنا بالتصدي للأنقلابيين. لم يكن سلام عادل ببيان الحزب ذلك اليوم يطالب بحماية الشيوعيين، بل بحماية منجزات ثورة تموز، تلك الثورة التي أنصفت الطائفة الشيعية التي يقودها الحكيم وقتها كمرجع أعلى للطائفة لأوّل مرّة في تاريخ العراق السياسي، حتّى أنّ الزعيم عبد الكريم قاسم كان قد زار يوما الحكيم في المستشفى للإطمئنان على صحّته، وهذا ما لم يفعله زعيم سياسي عراقي لا قبله ولا بعده، بل على العكس فأنّ المجرم صدّام حسين الذي حاول إغتيال قاسم في العام 1959 ، أعدم في العام 1980 الشهيد محمد باقر الصدر وأخته الشهيدة بنت الهدى، وأذلّ مرجعية النجف حينما أجبر الخوئي الطاعن بالسن على تقديم الولاء له وحزبه بعد فشل إنتفاضة آذار 1991 نتيجة أصرار الإسلاميين على رفع شعارات إيرانيّة من خلال شاشات التلفزة. كما أجبر أولاد مراجع ورجال دين شيعة من النجف وغيرها من المدن، على تقديم رسائل شكر وولاء له وحزبه وهو يدكّ المدن الشيعية ومراقد الأئمة بالصواريخ والقذائف!!

   سلام عادل ليس شهيدا شيوعيا فقط، بل شهيد وطني قدّم حياته في سبيل مبادئه وشعبه ووطنه متحملّا أقسى أساليب التعذيب على أيادي وحوش البعث والحرس القومي في مسلخ قصر النهاية سيء الصيت والسمعة. سلام عادل سليل العائلة الدينية النجفية، جسّد بصموده الأسطوري معنى النضال في سبيل وطنه وحياة الناس الفقراء. ولو عاد اليوم الى الحياة لسار في نفس الطريق، والفقراء يملأون شوارع النجف وبقية مدن العراق في عهد هيمنة المرجعية والأحزاب الشيعية على مقدرّات البلد.

   إنّ تغيير إسم شارع الشهيد سلام عادل بقرار من مجلس محافظة النجف في الثامن من شباط الأسود الى أي إسم آخر، له دلالات عدّة. منها حنين من أصدر هذا القرار الى ذكرى جرائم الثامن من شباط، ومنها حقده الدفين على سلام عادل وحزبه ، ومنها تملقا للسيد مقتدى الصدر، وكأنّ النجف خلت من شارع يطلق عليه إسم شهيد ما الا شارع سلام عادل!

   غريب أمر هؤلاء الإسلاميين وهم كانوا يعتبرون العلم العراقي لا يمت للعراق بصلة وهم في المعارضة، وإذا بهم يرفضون تغييره وهم في الحكم لأنّ المجرم صدام حسين (قشمرهم) بعبارة الله اكبر التي كتبها بين نجوم الوحدة العربية وبدمه النجس حتى وإن كان الدم طاهر بالإسلام!! وليس بغريب قرار محافظة النجف بتغيير إسم شارع الشهيد سلام عادل عليهم، وهم لا يغيّروا إسم شارع الثامن من شباط بنسخته الإسلامية، أي شارع 14 رمضان الى إسم آخر، نزولا عند قوانين المحاصصة الطائفية التي تقتسم كل شيء، حتى هواء المدن مستقبلا على ما يبدو.

   في كل بلدان العالم تكون للرموز الوطنية والتاريخية والطبيعة الجغرافيّة، والشخصيات السياسية والعلمية والرياضية وغيرهم مكانا في عقلية من يخطط تلك المدن ويطلق عليها الأسماء، فنراه يطلق أسماءا لنهر معيّن أو سلسلة جبال معيّنة، أو قائد ثورة أو سياسي أصلاحي، أو عالم أو شاعر أو فنان أو رياضي أو ملك تاريخي على شارع أو ساحة في مدينة ما، الّا في العراق الإسلامي، فهم يريدون أحتكار كل شيء حتّى الأسماء. متناسين من أنّ أسماء الشوارع ليست مقدّسة وتستبدل الى أسماء أخرى تحت ظل ظروف تختلف عن ظروف أطلاق أسمائهم المأثورة عليها. وتغيّر الأسماء هذه تجري في جميع بلدان العالم دون تمييز، ولدينا أمثلة عراقية عديدة عليها في عراقنا اليوم. فهناك شوارع وساحات بل وحتى مدن تغيرت أسمائها من نظام حكم سياسي الى آخر..

   على مجلس محافظة النجف أن يعيد النظر في قراره المستعجل بتغيير أسم شارع الشهيد سلام عادل، فلا فرق بين شهيدين أستشهدا على يد البعثيين الفاشيين، وليبحثوا عن شارع آخر ليطلقوا عليه أسم الشهيد مصطفى الصدر. وعلى مجلس محافظة بغداد أن يجد أسما آخرا غير إسم شارع 14 رمضان الذي يذكّر العراقيين بذكرى أنقلاب فتح أبواب الجحيم على بلادنا، ويا حبّذا لو سمّي شارع 14 رمضان بإسم شارع الشهيد عبد الكريم قاسم، بإعتباره جزء من الذاكرة الوطنية العراقية.

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 11-02-2025     عدد القراء :  336       عدد التعليقات : 0