الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
“الاطاريون والبعثيون وجهان لعملة واحدة “.. وهذا الدليل

” ان التاريخ سيخلد اسمي ، انني قاومت الاستعمار وانني بنيت للفقراء خمسة وثلاثين الف دار خلال عمر الثورة ، وانني ذاهب ولكني لا ادري ماذا سيحصل بعدي، هذه  هي الكلمات الأخيرة للشهيد الزعيم عبد الكريم قاسم وهو يخاطب مجرمي انقلاب 8 شباط الأسود 1963″

لا يختلف اثنان من العراقيين  الوطنيين بان الذي فجر  ثورة 14 تموز  1958  هو الزعيم عبدالكريم  قاسم، كذلك لا يختلفان بان المنجزات  في عهده  بلغت المئات واهمها  تشيد مدينة الثورة  في جانب الرصافة  ونقل اليها مئات الالاف من ابناء العشوائيات والصرائف  وتوزيعها على الكادحين والنازحين من المدن الجنوبية كالعمارة والبصرة والناصرية  وكذلك واسط،  هربا من جور الاقطاع وهم الاكثرية الشيعية كذلك الفيليين الشيعة  والذين كانوا يرزخون تحت خيمة الفقر المدقع   واطلق عليها مدينة الثورة  تمنا بثورة 14 تموز 1958، وفي هذه المدينة انتقل ابناءها من الاكواخ ومن الحياة القاسية  الى اقل حيفا  ولا نستطيع هنا ان نورد بالتفصيل منجزات هذا الزعيم ولكن نستطيع ان نقول، ومن خلال فترة حكمه وهي اقل من خمس سنوات قام  بتشيد مئات المشاريع الصناعية والتجارة  وعشرات المستشفيات والمستوصفات والمدارس  وتشريع قانون الاصلاح الزراعي   والتي بموجب هذا القانون تم توزيع الالاف من الدونمات الزراعية الى الفلاحين كما خرج من حلف بغداد والخروج من المنطقة الاسترلينية  وتشريع قانون الاحزال الشخصية  الذي  يحمي حقوق المراة  ولكن  البعثيون قاموا بابشع جريمة في التاريخ المعاصر  عندما  قاموا  باكثر الطرق وحشية  وجبنا بتصفية قائد الثورة  عبد الكريم قاسم  في 9 شباط 1963 ، بعد انقلابهم  الاسود ورمي جثته في نهر دجلة في بغداد، ولكن بقى وسوف يبقى  عبدالكريم قاسم فخرا للعراقيين لانه  لم يسرق  ولم يهرب اموالا الى الخارج  ولم يترك قصورا   انه الرافد الثالث للعراق وبقت ثورة 14 تموز يوما خالدا في ذاكرة العراقيين.

عندما جاءوا البعثيين مرة ثانية في  انقلاب 17 تموز 1968، الغوا الاحتفالية في هذا اليوم الخالد، واعتقدوا بان الغاء الاحتفال به سوف  يمحون  تلك الثورة  وزعيمها  من ذاكرة العراقيين ولكن بقت راسخة  في ذاكرة جميع العراقيين الذين  ناضلوا في سبيل العراق وانعتاقه وبعد السقوط في عام 2003، وفي عهد رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي ، تم استبدال هذا اليوم ، بيوم 3 تشرين الاول وهو الاعلان عن استقلال العراق عن بريطانيا، ولكن الحقيقة بان العراق استمر  تحت الاستعمار البريطاني لغاية ثورة  14 تموز 1958 وطرد الجيش البريطاني من العراق، واعتقد بان الكاظمي اعتقد كما اعتقد قبله بان يمحي هذا اليوم من ذاكرة التاريخ.

إحياء لذكرى الثورة  ومفجرها ،  تم تشيد تمثال   لقائد  الثورة وحديقة تحمل  اسم حديقة الزعيم عبدالكريم قاسم، في شارع الرشيد  بجانب الرصافة  وذلك في مكان تمثال احد القائمين بمحاولة  اغتيال الزعيم عبد الكريم قاسم  وهو عبد الوهاب الغريري، مع العلم بان  الدولة لم تساهم بتشيد هذا النصب بل مجموعة من  محبيه .

بالرغم من ان الزعيم عبدالكريم قاسم شيد مدينة الثورة  وكانت مدينة شيعية بامتياز، ولكن”الايطاريون” وهم من الشيعة واني لا اشك بان الكثير منهم من ابناء هذه المدينة، ولكن هل  هؤلاء الاطاريون ردو الجميل لهذا الزعيم! واولهم  مؤسسة شبكة الاعلام العراقي  والتي تجاهلت بشكل واضح ذكرى استشهاد الزعيم عبدالكريم قاسم في 9 شباط 1963 وهذه الشبكة التابعة”للاطار التنسيقي” في تهميش هذه الذكرى ليس الا استفزاز  لجميع الوطنيين العراقيين وطمس لجريمة البعث بحق  عبدالكريم قاسم والاخرين من رفاقه  بل تعمد صريح على ان الاعلام العراقي الحالي ليس الا  بقايا من حزب البعث المقبور، ولكن الاحزاب والمليشيات الاسلامية نصبت تمثالا لنازك الملائكة  والتي كانت من الد اعداء ثورة تموز  وزعيمها  عبدالكريم قاسم، اليس هذا يثير الدهشة والاستغراب!!

اما حكومة  “النجف” فقررت الغاء اسم الشهيد والمناضل  الخالد حسين احمد الرضى الموسوي”سلام عادل”(1) السكرتير  العام للحزب الشيوعي العراقي على  احد شوارع مدينة النجف الذي اطلق عليه من قبل المجلس المحلي لقضاء النجف في  2 تشرين الثاني 2014، مع العلم  بان  ادارة مدينة موسكو اطلقت اسم  الشهيد سلام عادل على شارع  في موسكو  وأقيم النصب التذكاري لسلام عادل في بداية الشارع مقابل المستشفى رقم 67 الذي نال بفضله اسم الشارع شهرة بين سكان موسكو وكتب على اللوحة التذكارية”شارع سلام عادل”

ان هذا القرار المجحف بحق الوطنيين العراقيين  والذي جاء بالتزامن مع ذكرى انقلاب  8 شباط الاسود  ليس الا  اعترافا بالبعث  والذي قاد اكبر حملة  ابادة بحق  الوطنيين   الذين ساهموا  في  انبثاق ثورة 14 تموز  1958 المجيدة،  وتاكيد بان  الاطاريون  الذين يحكمون العراق الان ومن خلال اعمالهم ليسوا سوى  جزء من البعث الذي زهق ارواح المئات  من الابرياء من الديمقراطيين والوطنيين  ومنهم  الشهيد  ابن النجف سلام عادل الذي قضى تحت التعذيب الوحشيفي احد أقبية وزنازين المظلمة  في سجون البعثيين !!

ان موقف الاطاريون للاحرار والوطنيين خسة ودنائة  لا يقل  عن البعثيين في مواقفهم، وان  شهداء العراق سوف تبقى اسمائهم  وذكراهم نبراسا ينير درب النضال كل وطني غيور على شعبه وامته ووطنه.

(1)    سلام عادل الاسم الحركي  للمناضل حسين احمد الرضى الموسوي، الذي القي القبض عليه بعد انقلاب شباط الاسود 1963 وذلك في 20 شباط  وقتل  تحت التعذيب في 7 اذار 1963 كما ازهقت ارواح المئات من الوطنيين والديمقراطيين من قبل مجرمي البعث المقبور.

  كتب بتأريخ :  الإثنين 17-02-2025     عدد القراء :  243       عدد التعليقات : 0