وحدة الصف الكردي شرط النجاة.. ودعم التيار الشيعي كان خطأً تاريخيًا
هناك شبح يطارد الطبقة الحاكمة والشعب العراقي لن يصمت إلى الأبد
أجرى تلفزيون كوردستان 24 حواراً خاصاً مع رئيس مؤسسة المدى للإعلام والثقافة والفنون، السيد فخري كريم، الذي تحدث بصراحة عن الأوضاع السياسية في العراق، والدور الإقليمي والدولي في تعقيد المشهد العراقي، إضافة إلى رأيه في القضية الكردية، وعلاقته بالرئيس مسعود بارزاني، ومستقبل العراق في ظل ما وصفه بـ"خرابة" تدار من قبل اللصوص والميليشيات.
الدور الإقليمي واستهداف الكرد
أكد فخري كريم أن أغلب الدول الإقليمية، مثل إيران وتركيا وسوريا، لعبت دوراً سلبياً في المنطقة، مشيراً إلى أن أحد أهداف هذه الدول كان وما يزال التضييق على الشعب الكردي، رغم أن الكرد، بحسب قوله، "لم يستخدموا صاروخاً أو انتحارياً في تلك البلدان". وأضاف: "الشعب الكردي لم يتمكن حتى الآن من تحقيق مبدأ تقرير المصير، رغم عدالة قضيته وسلميته".
الحكم في العراق.. فئة لا تمثل الشيعة
وفي تعليقه على الوضع السياسي في العراق، قال كريم: "الزمرة التي استحوذت على مقاليد الحكم لا تمثل الشيعة الحقيقيين، كيف يُقال إنهم يمثلون الشيعة، بينما خرج مئات الآلاف من الشيعة في انتفاضة آذار ضد هذا النظام؟". واعتبر أن الانسحاب السياسي لمقتدى الصدر "عملية غدر للعراقيين"، حيث "سلّم السلطة عملياً للإطار التنسيقي الذي لم يكن يحلم بها".
المؤسسات عاجزة عن التغيير
وعن فاعلية الانتخابات والمؤسسات الدستورية في إحداث التغيير، تساءل كريم: "لماذا البرلمان والدستور والمحكمة الاتحادية لا تستطيع أن تغيّر العراق؟ البلد يُدار من قبل طغمة فاسدة، العراق اليوم ليس دولة، بل خرابة يتحكم بها اللصوص والقتلة".
غياب رجال الدولة
أبدى فخري كريم استياءه من الطبقة الحاكمة، قائلاً: "لا يوجد رجل دولة حقيقي في العراق، رجل الدولة هو من يستطيع أن يحلّ الميليشيات، يقف بوجه الفساد، يحافظ على المال العام، ويخرج من منصبه دون ملايين ومضافات وتلفزيونات".
الدور الأميركي والإيراني
تحدث فخري كريم عن الدور الأميركي، وخاصة في عهد ترامب، قائلاً: "أميركا عندما دخلت العراق في 2003، كانت نتائجها هذا الخراب". وأشار إلى أنه سأل السفير زلماي خليل زاد عن التنسيق مع إيران، فأجابه بأن واشنطن "نسقت بالكامل" مع طهران قبل الدخول للعراق. وأضاف: "حولوا العراق إلى طوائف وقوميات ومكونات، وقراراتهم كانت كارثية كحلّ الجيش".
الحشد الشعبي والجيش
في ما يتعلق بالحشد الشعبي، شدد كريم على أن المتطوعين الذين قاتلوا داعش "وطنيون ويجب تمجيدهم"، لكن "إذا كان الحشد هو الحامي للنظام، فلماذا نحتاج إلى جيش؟"، مؤكدا أن العقيدة العسكرية يجب أن تكون "الدفاع عن الوطن، لا الولاء للسلطة أو الخارج".
التهديدات والمخاطر على العراق
أشار إلى أن العراق مهدد من جهات عدة، منها الولايات المتحدة التي أرسلت تهديدات واضحة للحكومة العراقية، ومنها دول الجوار التي "لا تنتظر إذناً للتدخل". وقال: "المنظومة السياسية الحالية لا تضع الحقائق أمام العراقيين".
إمكانية التغيير
رأى فخري كريم أن التغيير لا يمكن أن يتم إلا عبر استنهاض الشعب العراقي بكل قواه الحية، موضحاً: "لن يكون هناك تغيير حقيقي من دون تفكيك الميليشيات، تطبيق القانون، وملاحقة الفاسدين".
علاقته بالرئيس مسعود بارزاني
حول علاقته بالرئيس مسعود بارزاني، قال كريم: "أنا أعتز بهذه الصداقة، وإذا كان يقبل بي صديقاً، فهذه علامة مضيئة في حياتي، أراه نموذجاً يمكن أن يقود تحولات كبرى سواء للشعب الكردي أو للعراق".
كردستان.. نموذج يحتضن العراق
وصف فخري كريم إقليم كردستان بـ"الواحة"، القادرة على احتضان كل العراقيين، قائلاً: "كردستان نموذج يمكن أن يرتقي بالعراق نحو الأفضل، ويعزز العلاقة الكفاحية بين الكرد والعرب".
معرض أربيل بين الثقافة والاتهامات
هل أنتم سعداء بالمعرض هذا العام؟ وهل كان أفضل من الأعوام السابقة؟ وهل حضر جميع الضيوف الذين تمت دعوتهم؟
أجاب السيد فخري كريم قائلاً: "أعتقد أن المعرض، كما قال الرئيس مسعود بارزاني، هو أفضل دورة من بين كل الدورات السابقة. من حيث المشاركة، لدينا 350 دار نشر، ومئات الآلاف من العناوين، بما فيها إصدارات جديدة. هذه الدورة تميزت بمشاركة فاعلة من أقاليم كردستانية أخرى، كإيران وتركيا وسوريا، حيث حضرت دور نشر وممثلون عن هذه المناطق".
وأضاف: "الإقبال كان منقطع النظير خلال الأيام الخمسة الماضية، حتى أنه لم يكن هناك موضع قدم داخل أروقة المعرض. وهذا دليل على شغف الناس بالثقافة والكتاب، خصوصاً في كردستان".
عن إدارة المعرض والاتهامات الموجهة لمؤسسة المدى: "أود أن أوضح نقطة مهمة، لأن هناك بعض الاتهامات المسيئة، البعض يتصور أن مؤسسة المدى تحقق أرباحاً ضخمة من المعرض، وأنها (تحمل تريلات من الدولارات)، كما يقال، لكن هذا غير صحيح. المدى تتولى فقط تنظيم المعرض وإدارته، أما العائدات المالية فهي تعود لدور النشر المشاركة".
وأوضح قائلاً: "المدى تتقاضى 100 دولار فقط على المتر، بينما في الدول العربية الغنية يصل المبلغ إلى 250 دولاراً. بل إننا نقدم نسب دعم كبيرة جداً – تصل إلى 50% و25% – لعشرات دور النشر الكردستانية والعراقية. كما نوفر خدمات غير اعتيادية مقارنة بباقي المعارض".
وعن اتهام المعرض بمحاولة "تعريب كردستان"، مع كل ما نفعله، يخرج البعض ليتحدث كما لو أن هذا المعرض هو لتعريب كردستان! هل هذا معقول؟ هذه المدينة الكردية الرائعة، بلد المثقفين الكبار الذين أغنوا الثقافة العربية، تُتهم بأنها تُعرّب لأنها تستضيف معرضاً للكتاب؟ هذا ليس تعريباً، بل تعبير عن حقيقة هذا الشعب واحتضانه للثقافة، وتفاعله مع الثقافة العربية إلى جانب الكردية".
وختم كريم قائلاً: "أعتقد أن هناك التباساً كبيراً لدى البعض، لكن يكفي أن هذا المعرض يرتبط اسمه بالرئيس مسعود بارزاني، الذي يحرص في كل عام على أن يكون عرّاب هذا المهرجان. كما قلت في البداية: من يتكلم، فليتكلم، فالمعرض باقٍ، والثقافة باقية، وهذه المدينة كانت وستبقى منارةً لكل العراقيين".