الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
زعيم الثقافة

في حواره مع المثقفين العرب الذين شاركوا في معرض اربيل الدولي للكتاب ، قال الرئيس مسعود بارزاني إن : " الثقافة والمعرفة ركيزةٌ أساسية للتفاهم بين الأمم وشعوب المنطقة " .. أحب أن أضيف ، روح التسامح التي تتملك بارزاني ، هذه الروح كما قال هي سر نجاح تجربة إقليم كوردستان . منذ اللحظة الاولى للتغيير في العراق رفض مسعود بارزاني الانجرار نحو الانتقام من الخصوم ، واختيار للاقليم ان يفتح صفحة جديدة في مسيرته السياسية.

يتعامل بارزاني مع الثقافة على أنها جزء من تنمية قدرات المواطنين في الاقليم . وفي حديثه كان يُشعر المثقفين أنه جزء منهم ، يشاركهم همومهم وتطلعاتهم، ويتفهم حرصهم وقلقهم ، مصرا على ان يرعى مصالح الثقافة ، ولطالما ساعدته ذاكرته العميقة في استعادة التفاصيل ومعرفة البشر وتجاوز شطحات البعض وصغائرهم ، والنظر بعين الحكمة إلى المستقبل.

لم تشغله شؤون الاقليم وما يمر به العراق عن متعة القراءة . وكما أفاد من طاقاته التنظيمية المشهودة في الإدارة ، حرص على إبقاء فسحة دائمة للكتاب وللكتّاب الذين ما ان يلتقيهم حتى يعاملهم صديقاً وراعياً لمشاريعهم ، وحريصاً على مشاركتهم تطلعاتهم .

تتعلم أربيل الدرس جيدا، ففي زمن البناء لا مكان للمسؤول عالي الصوت . يدرك مسعود بارزاني ان الشعوب يجب ان تتخلص من سياسيي الاحقاد والمعارك الوهمية .

سيتهمني بعض القراء بأنني منحاز للكورد.. وسأواجه بنفس التعليقات التي يكتبها بعضهم: لماذا أتجرأ دائماً على انتقاد الاحزاب الحاكمة في بغداد وبعض الساسة ولا أجرؤ على مجرد الحديث عن كوردستان.. وهو تساؤل يطالبني أصحابه أن أوزع انتقاداتي بالتساوي.. إذن مطلوب مني أن انتقد طرفاً كوردياً كلما وجهت سهام نقدي إلى أي تقصير تقوم به الاحزاب القابضة على السلطة في بغداد . ولسوء الحظ فإن مواقع إعلامية ممولة من أحزاب وسياسيين تعج كل يوم بحروب وشحن طائفي يمثل شرارة لحرائق يصرّ بعضهم على إشعالها، ولسوء الحظ نقرأ كل يوم لمسؤولين كبار يدعون إلى حرب ضروس ضد إخوة لنا في الوطن، وبعضهم الآخر يريد لنا أن نعيش أجواء كوميديا سياسية ساذجة تقوم على محاولة اختراع عدو وهمي وتصدير أوهام للناس البسطاء من أن العالم كله متورط في مؤامرة ضد العراق. انا ايضا ايها السادة ، أريد أن اطرح أسئلة ، لماذا نستبدل الإعمار والرفاهية، بالخطب والثارات، وأتأمل ما قاله بارزاني: "التمسك بالتزامنا بالثقافة التي نفتخر بها، وهي ثقافة التعايش وقبول الآخر وحرية الرأي والدين والمذهب، وهذه أسس لا نساوم عليها بأي شكل من الأشكال".

في حواره مع المثقفين ، أراد بارزاني، أن يعبر عن تقديره للثقافة ، فاختار في كلمته التي القاها في افتتاح معرض اربيل للكتاب ان يستشهد بشاعر العربية الأكبر المتنبي ، ليؤكد ان الثقافة توحد وتفتح القلوب قبل العقول .

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 22-04-2025     عدد القراء :  246       عدد التعليقات : 0