الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
سفير \"كامل الدسم\"

في كل مرة تعد الدولة قائمة بسفراء جدد، لأنها تؤمن أن اشقاء، وأقارب السياسيين، أفضل "كفاءات" يمكن لها ان تحوّل سفاراتنا إلى ملتقيات سياسية وفكرية تشرح للعالم كيف استطعنا أن نبني بلادا للمستقبل، وأن نتفوق في الصناعة والعلوم والتعليم والصحة.

منذ أن ترك ساستنا "المعارضة" وجلسوا على كراسي السلطة، كان واضحاً للمواطن أنهم لن يتخلوا عن مقاعدهم، وأنهم يعدون أبناءهم وأقاربهم وأصحابهم لمناصب جديدة، لذلك تراهم يتقافزون في الفضائيات، يتبادلون الشتائم واللعنات، لكنهم يجلسون تحت قبة البرلمان لكي يفصّلوا ثوباً جديداً لمؤسسات الدولة على مقاسهم.

في خبر يكشف كيف تدار شؤون هذه البلاد ، نقرأ أن مجلس النواب والقوى السياسية تطمح بانهاء تعيين السفراء العراقيين، وان التعيين هذه المرة سيكون "( سياسيا حزبيا كامل الدسم ) . وكان من المتعارف عليه ضمن شروط الديمقراطية العراقية الجديدة ، ان تكون هناك حصة للأحزاب تبلغ 25%، مقابل 75% من السفراء يكونون من اختيار وزارة الخارجية ، إلا ان الاحزاب اصرت ان تكون الحصة بالكامل من حصتها ، لكي ترفه عن الاقارب والأحباب .

أيها السادة ليس هناك في أي مكان في العالم بلد على هذا المستوى من الكوميديا السياسية ، نبحث فيه عن مكان لشقيق "فلان" واقارب "علان".

من الدفاتر العتيقة لهذه البلاد أن توفيق السويدي نائب رئيس الوزراء أراد تعيين شقيقه عارف السويدي رئيساً لمحكمة التمييز، فلم يوافق مجلس الوزراء على طلبه بسبب خشية المجلس من الغاية التي قد يجتمع الشقيقان من أجلها. ومن الدفاتر التي يشتمها البعض أن شقيق عبد الكريم قاسم واسمه عبد اللطيف كان نائب ضابط قبل الثورة وأصبح شقيقه رئيساً ولم يحصل على ترفيع واحد.

لم يكتفِ ساستنا "منقذو" هذه البلاد، بأن يسيطروا على مؤسسات الدولة في داخل البلاد، وأن تصبح المشاريع والمقاولات من حصتهم، بل يريدون أن يعطونا درساً في الانتهازية والوصولية، وفي إنقاذ هذه البلاد بحرب تحرير من العراقيين جميعاً الذين لا يرفعون أكفهم إلى السماء شاكرين النعمة التي يعيشون بها.

في كل أعراف السلك الدبلوماسي أنه يجب أن يكون من يعين سفيراً قد أمضى سنوات في العمل الدبلوماسي، بينما نحن نتباهى بأن لدينا مرشحين لمنصب سفير أمضوا سنوات في الانتهازية والضحك على الناس.ونجد برلماننا يصر على ان يعين سفيرا هوايته الصيد بالقاذفة ، وسفير آخر يتباهى بدشداشته في اسواق موريتانيا ، وسفير طاف البلدان من مصر الى الفاتيكان الى الدنمارك وبانتظار ان يحط الرحال في جزر الواق واق ، ميزته الوحيدة انه اقارب سياسي كبير ، فيما السفارات تحولت الى منتديات عشائرية .

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 03-06-2025     عدد القراء :  165       عدد التعليقات : 0