الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
نشهد تحالفات قبل الانتخابات العراقية.. وماذا بعدها

في مواسم الانتخابات تظهرالمواقف المستجدّة بين معظم الاوساط السياسية. احزاب او جماعات او حتى اشخاص، مع انها تتسم في الاغلب برغبة الجلوس على بساط واحد مع الاخر، الا ما ندر بسبب الخلافات الايدلوجية على وجه التعيين . ويبدو مد بساط التحالف متسعاً ، يغمر اطرافه الظن بكونه (بساط الريح) الذي سينقلهم الى صوبهم المقصود دون الخشية من الزحام الصاخب ! . على العموم فالشاشة لا تعكس المستور. انما تقتصر على عرض واظهار الوجه الحسن، لعل هذا ينتج تماهياً مع الاجنحة الاخرى الراغبة في التحليق مع سرب موحد . وهذا لا يلغي العلة الكامنة في حشاشة قلب البعض في التزاحم و الشراهة بالاستحواذ على اصوات الشارع.

هكذا يبدو الحراك السياسي عادة في الايام التي تسبق الانتخابات، وكأنها متاجرة ولها سقف زمني ، ينتهي في مستهل الاعلان عن نتائج التصويت، حينذاك تنشط السمسرة وبورصة شراء ذمم بعض النواب هذه المرة.. وعلى ذات السياق الذي اشتريّ فيه الناخبون والفائزون في الدورات السابقة. مما تغدو فيه بعض التحالفات غير الرصينة عرضة لهذه الموجة المسعورة المخربة. فتدق حينها اجراس الخطر ويحذر الجميع بل يخيم الندم على البعض لضياع جهوده، بل وفقدانه لخارطة طريقه. عذراً نحن لا نأتي بما نقوله جزافاً، انما قد حصل ذلك خلال العشرين سنة الماضيات. ولهذا نتوقع تكراره لان السوق السياسي هو ذاته والسماسرة والتجار هم ذواتهم، اما المال السياسي السحت فحدث بلا حرج.. فهل من مدرك لقادم نتائج الانتخابات البرلمانية ومتعض متجنباً لمسخرة شراء الذمم من قبل برجوازية راس المال المالي ..؟ بالعراقي برجوازية المحاصصة بالمال المنهوب.

وهنا نبالي جيداً بأننا قد استقلينا قطار النقد للتحالفات قبيل الانتخابات، ونعلم ايضاً ستلاحقنا نقطة نظام لكي تُعلمنا باننا قد غدونا تجريبيين، ولم نحسب حساب لمحصّلات تقلبات الزمن. فهناك جيل حديث من المواليد الجدد يحصنهم الوعي المتزايد لدى المجتمع العراقي، وكذلك ما خلفته صراعات المصالح من رعب وخشية على مستقبل اسود مجهول لاصحاب سلطة المال والنفوذ، فضلاً عن المتغيرات الدراماتيكية في نطاقنا الاقليمي والعربي تحديداً. كل ذلك يدق على المسامع ايقاعاً لا يخفى تأثيره، ويمكن ان نردد قول ذلك البدوي الذي يقول: "لا ينبعث دخان من تحت خيمة دون نار" .. وتداعيات العملية السياسية في العراق، يثير دوام بقاؤها التساؤل: لماذا لم تلفظ انفاسها الاخيرة لحد الان ؟. رغم انها قد طاح حظها للأخر.

ان ابسط مطالعة لحالة البلد وانحطاط الاوضاع على مختلف المستويات ، نسأل: هل يمكن ان تنتج القوى المدنية الخيرة قيام تحالفات وطنية رصينة واسعة موحدة على غرار (تحالف البديل) ، وتكون جديرة بمواجهة تحديات خراب البلد، بازاحة الطغمة الفاسدة التي ساقت البلد الى الهاوية ، و اخر "مسيًرة" حارقة ستفجر الكارثة الكبرى تتمثل بانهيار العلاقة مع اقليم كردستان، ودفعه الى الانفصال غير المقبول في هذه المرحلة المأزومة. لكونه سيزيد الطين بلة. وستلحقه انفصالات مذهبية مقيتة اخرى. فيصبح العراق الابي في خبر كان للاسف الشديد.

  كتب بتأريخ :  الأحد 08-06-2025     عدد القراء :  375       عدد التعليقات : 0