أظهرت واحدة من أوسع الدراسات لآثار التغير المناخي على القارة القطبية الجنوبية ان الغطاء الجليدي للقارة، يفقد من الجليد سنوياً ما يزيد ست مرات على ما كان يفقده في الثمانينات وان هذه الوتيرة تتسارع.
واكتشفت الدراسة التي أُجريت بتمويل من وكالة الفضاء الاميركية "ناسا" ان أكثر من 1.27 سنتم أُضيفت الى مستوى سطح البحر منذ عام 1979 ولكن إذا استمرت الاتجاهات الحالية فإنها ستكون مسؤولة عن اضافة امتار في المستقبل، كما افادت صحيفة الاندبندنت.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ الفريق الدولي الذي اجرى الدراسة استخدم صوراً جوية وبيانات أقمار اصطناعية ونماذج مناخية تعود الى السبعينات في 18 منطقة من مناطق القطب الجنوبي لتكوين أشمل صورة حتى الآن عن آثار التغير المناخي.
وجد الباحثون ان القطب الجنوبي كان يفقد خلال الفترة الواقعة بين 1979 و1990 ما متوسطه 40 غيغاطن (40 مليار طن) من الجليد سنوياً.
ونقلت صحيفة الاندبندنت عن البروفيسور اريك ريغنوت من جامعة كاليفورنيا ـ آيرفن ورئيس فريق الباحثين قوله ان نتائج الدراسة "ليست إلا النهاية الظاهرة من جبل الجليد العائم، إذا جاز التعبير، ومع استمرار الغطاء الجليدي للقطب الجنوبي في الذوبان فاننا نتوقع ارتفاع مستوى سطح البحر عدة أمتار في القرون المقبلة".
وتبين الدراسة كيف تغيرت معدلات فقدان الجليد في قطاعات مختلفة من القطب الجنوبي وتساعد على تبديد الالتباس الذي قاد بعض المشككين بالتغير المناخي الى الإدعاء بأن الكتلة الجليدية للقطب الجنوبي تنمو.
وفي حين ان الجزء الغربي من القطب الجنوبي شهد فقدان جليده بمعدلات واضحة جداً وخاصة حجم فقدان جليده البحري فان بعض الدراسات اشارت الى ان الغطاء الجليدي يتزايد في الجزء الشرقي بسرعة كافية للتعويض عن فقدان جليد الجزء الغربي.
ولكن الدراسة الجديدة تبين ان فقدان الجليد في الجزء الشرقي من القطب أسهم بقسط كبير في ارتفاع مستوى سطح البحر ودعت الى مزيد من البحث لدراسة العوامل التي تؤثر في ذلك.
واكد البروفيسور ريغنوت ان الجزء الشرقي كان دائماً يساهم بقسط مهم في فقدان الكتلة الجليدية منذ الثمانينات، كما تبين الدراسة.
ولم يجد الباحثون تغيراً يُذكر في معدلات هطول الثلج في عموم القارة القطبية الجنوبية ولكن ارتفاع حرارة سطح البحر يعمل على تسريع فقدان الجليد برفع معدل ذوبان الكتل والأنهر الجليدية في اطراف القارة.
"الاندبندنت"