تعدّ الآثار كنز الشعوب ودليل على وجود حضارة، والعراق بلد الحضارات.
مدينة أور الأثرية تحكي تاريخ العراق وتقع في محافظة ذي قار على بعد 17 كيلومتر من مدينة الناصرية.
اشتهرت بالزقورة، التي هي عبارة عن معابد للآلهة في الأساطير السومرية على شكل برج مدرّج.
أصل الكلمة أكدية ومعناها المكان المرتفع.
لمحة تاريخية عن زقورة أور والمدينة
تعتبر الزقورة أقدم اهرام في بلاد الرافدين المليئة بالاسرار ومن أهمّ وأكبرالمعابد الباقية من الحضارات السومرية القديمة في العراق. ويعدّ هذا المعلم الأثري أقدم من الأهرامات المصرية وأهرامات بيرو والأنكا في المكسيك.
بناها، أوّلا، الملك أورنمو من سلالة أور الثالثة حوالي عام 2100 قبل الميلاد، وكانت مخصصة ومكرّسة لعبادة الهة القمر والحكمة "نانا".
أعيد بناءها من قبل العديد من الملوك، آخرهم نابونيدوس من بابل. غزاها الفرس عام 539 قبل الميلاد.
أمّا مدينة أور الأثرية، فيعود بها الزمن إلى أكثر من 4500 عام قبل الميلاد، وكانت عاصمة لأكبر وأعظم إمبراطورية شهدها العراق القديم: عاصمة السومريين الذين طوّروا نظام الري والأساليب الزراعية، فضلاً عن المبادلات التجارية المهمّة جداً في البلاد وخارجها. يُعرف السومريون باختراعهم مجموعة من التقنيات التي لا تزال تستخدم حتى اليوم - بما في ذلك الكتابة والعجلة والهندسة.
في الأصل كانت هذه المدينة تقع على مصبّ نهر الفرات في الساحل الجنوبي للعراق. ولكن مع الزمن، تغيّرت التضاريس وتغيّر مجرى النهر وصارت أور في منطقة نائية. وعندها أصبح من الممكن العثور على الاثار والتنقيب عنها.
بعثات تنقيب دولية لمنطقة أثرية
اكتشف الجيولوجي البريطاني ويليام كينيت لوفتوس أنقاض الزقورة سنة 1850.
عدّة بعثات تنقيب دولية عملت في ذي قارعلى مرّ السنين، أبرزها من ايطاليا، بريطانيا، فرنسا والولايات المتحدة.
أجريت أكبر التنقيبات بين 1922 و 1934 تحت قيادة عالم الاثار السير ليونارد وولي، بتكليف من جامعة بنسلفانيا والمتحف البريطاني.
ومنذ تخفيف قيود السفر بسبب جائحة كورونا، وصلت العديد من البعثات الأثرية الأجنبية إلى العراق لدعم مشاريع التنقيب المحلية.
المواقع الاثرية في أور وأهميّة الزقورة
ليست الزقورة المكان الأثري الوحيد داخل مدينة أور، اذ تضمّ محافظة ذي قار نحو 1200 موقع أثري تعود الى عدّة عصور وحضارات من بينها السومرية والأكدية والبابلية.
وتعدّ أور من أغنى المدن بالآثار المهمّة، منها بيت النبي إبراهيم ،المقبرة الملكية، قصر شولكي ومعبد دب لال ماخ الذي يعد أقدم محكمة في التاريخ، فضلاً عن زقورة أور التاريخية.
لكن تعتبر الزقورة الأهمّ في المدينة والعراق كونها واحدة من أعظم الممالك على وجه الأرض، وأكثرها دقة وتنظيما لحياة سكان بلاد الرافدين القدماء، بحسب ما تذكره التنقيبات الآثارية. انّها مخزن أسرار الحضارة السومرية ومن أروع الأمثلة على العمارة السومرية التي لا تزال موجودة.
ولقد صنّفت واحدة من أهمّ 24 موقع أثري في العالم .
هل تعلم؟
لأول مرة في تاريخها، تمّ إضاءة "زقورة أور" الأثرية في العراق خلال زيارة بابا الفاتيكان فرنسيس في اذار 2022 إحياء لهذا الحدث العالمي المهم.