الانتقال الى مكتبة الفيديو
 
85 % من صابئة العراق المندائيين غادروا البلد، و حوالي 12 - 15 الف يعيشون في أمريكا
الثلاثاء 11-06-2024
 
إيلاف - وكالات

كشف تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية ان أعداد ضخمة من طائفة الصابئة المندائيين قد غادروا العراق خلال حروب شهدها البلد وما حصل بعد الغزو الأميركي عام 2003 ومجيء داعش مشيرا الى ان 85% من تعدادهم البالغ 70,000 شخص تقريبا قد هاجروا الى بلدان أوروبية ودول أخرى موزعين بين استراليا وكندا والولايات المتحدة محاولين جهد إمكانهم الحفاظ على طقوسهم وتقاليدهم ولغتهم عبر 80 جمعية تابعة لهم حول العالم.

شهد درويش ، 23 عاما ، هي واحدة من بين 3 آلاف صابئي مندائي آخر من طائفتها المقيمين في ولاية ميشيغان الأميركية تقوم بإكمال دراستها الجامعية للحصول على شهادة ماستر بالعلوم النفسية وفي نفس الوقت تساعد عائلتها أيضا في ادارة متجر لصياغة الحلي هناك.

في شهر تموز من كل عام وعلى مدى 36 ساعة ، تشهد درويش وعائلتها الاحتفال بعيد رأس السنة المندائية الجديدة، او ما يعرف بعيد الكرصة ، حيث يبقى اتباع هذه الديانة في بيوتهم ويحظر عليهم استخدام ماء الحنفية . حيث تؤدي الصلوات يوميا وتذهب كل أسبوع مرة الى المعبد المندائي المتطوعة له وتقوم هناك بتعلم قراءة وكتابة اللغة المندائية والتحدث بها.

تقول درويش "هذا جزء مهم من حياتنا وتربيتنا".

غالبية المندائيين، الذين يتبعون النبي يحيى المعمدان، يعيشون في مدن وبلدات جنوبي العراق ويمارسون طقوسهم وثقافتهم الدينية وسط مياه نهري دجلة والفرات.

لكن الحروب التي مر بها العراق بضمنها الغزو الأميركي للبلد عام 2003 قد غير كل ذلك. وتشير التقديرات الى ان 85% من طائفة الصابئة المندائيين الذين يقدر عددهم بحدود 70 ألف شخص تقريبا قد غادروا العراق، وان كثيرا منهم انتقلوا الى بلد الجوار سوريا.

والد الطالبة شهد، بشار حربي درويش، الذي غادر العراق برفقة عائلته في العام 2006 ، يقول للغارديان "أربعة اشخاص اقتحموا محلي في بغداد وسرقوا كل شيء طلبوا مني أيضا ان اعطيهم مبلغا من المال والا فان عائلتي وانا سيتم اختطافنا جميعا".

ولكن حربا أهلية نشبت في سوريا أيضا عقب انتفاضة شعبية وقعت في العام 2011 أجبرت الكثير من الصابئة على الهجرة مرة أخرى. هذه المرة ذهب اغلبهم الى استراليا وأوروبا وأميركا الشمالية.

اليوم درويش يدير متجر صياغة في منطقة وارن في احد احياء مدينة ديترويت بولاية ميشيغان، ويعتبر احد وجهاء اكبر تجمع لابناء الصابئة المندائيين في الولايات المتحدة. ورغم المحن التي عانوها، فبالنسبة له ان الطائفة تمر بمرحلة تعافي من جديد.

وبستذكر درويش ما حصل مؤخرا بالقول "بعد ان غادرنا العراق قمنا بتأسيس أكثر من 80 جمعية حول العالم، عدد مراسيم التعميد التي نقوم بها سنويا في أوروبا قد تفوق ما كنا نقوم به في العراق قبل 2003 بعشر مرات تقريبا. هناك خمس او ست مدارس مندائية تعلم الأجيال الجديدة في استراليا والولايات المتحدة وأوروبا". وكان مهرجان قد أقيم بولاية ميشيغان في صيف عام 2023 جذب اكثر من 500 صابئي مندائي من انحاء الولايات المتحدة وكندا وتم خلاله إقامة 150 تعميدا. الزعيم الديني للطائفة المندائية، ستار جبار حلو، جاء من بغداد ضيفا ليشرف على مراسيم مهمة.

استنادا الى بشار فان ذلك يحفز على مشاركة اكبر، ويؤكد بقوله "انهم يريدون ان يتم تعميدهم ويتزوجون باشراف الشيخ الكبير. انه أمر مهم بالنسبة لسمعتك". ويقول انه لضمان استمرار طويل لديمومة الطائفة فان جمعية المندائيين في ميشيغان قد اتخذت إجراءات لإشراك صغار السن من أبناء الطائفة.

ويقول بشار "أغلب أعضاء هيئة مدراء الجمعية مشكلة من شباب واغلبهم حملة شهادات جامعية، ولهم القدرة على تقديم المزيد لطائفتنا".

وتشير الصحيفة الى انه يعتقد بان هناك 15 ألف مندائي يعيشون في استراليا والسويد مع وجود ما بين 12 الى 15 ألف آخرين يعيشون في الولايات المتحدة مع استقرار عدة آلاف أخرى عبر دول هولندا والدنمارك وكندا وأماكن أخرى.

على الرغم من الهدوء النسبي وتحسن الوضع الأمني الذي يعيشه العراق الان، فان أبناء الطائفة المندائية التي تعيش في العراق الان والتي يبلغ تعدادها ما بين 7 الى 10 آلاف تقريبا ويتمركز اغلبهم في المحافظات الجنوبية من العراق، فانهم ما يزالون عرضة للعنف والاستهداف. في آذار وقع هجوم في محافظة ميسان استهدف معبدا للصابئة المندائيين جرح خلاله شخصان من أبناء الطائفة. تقول شهد درويش ان الطائفة المندائية المقيمة في ولاية ميشيغان تستعد الان لتجمع ضخم آخر يقام في شهر تموز المقبل ومن المتوقع ان يستقطب مندائيين من بلدان بعيدة مثل السويد مع توقع ارتفاع عدد المخططين للزواج ضعف عدد العام الماضي الذي كان ستة فقط.

وتضيف درويش بقولها "خلال السنتين الماضيتين لاحظت حضور اعداد اكبر من جيل الشباب الصغار، وبدا حضورهم للمناسبات يزداد مما دعا ذلك لإقامة حفلات جديدة، هناك من يتجمع في قاعات الرقص أو تزاور عوائل فيما بينها عند بيت أحدهم الآخر. قبل لم تكن هذه المناسبات كما هي الان".

 
   
 



اقـــرأ ايضـــاً
لماذا يهاجرون؟".. كردستان تبكي ضحايا كارثة جديدة لـ "قوارب الأمل"
كم رهينة اسرائيلية على قيد الحياة؟ الإجابة صادمة!
الحر الشديد في بغداد..مقاومة بمياه النهر والمسابح وحلبة جليد
4 ملايين لاجئ عراقي في العالم
دليل البقاء على قيد الحياة في صيف بغداد.. توجيهات لمواجهة الحرارة المرتفعة
"الموت البطيء": سكان غزة يعيشون بجوار القمامة المُتعفنة والقوارض
على ماذا اتفق بوتين وكيم؟
صنفتها واشنطن إرهابية.. ما هي حركة "أنصار الله الأوفياء" العراقية؟
العراق يخسر 15% من الأراضي الزراعية
حرارة خمسينية وغبار في أجواء العراق غداً
تضامنا مع غزة.. مئات الطلاب يغادرون حفل تخرج بجامعة ستانفورد العريقة
أكثر من 100 قانون معطل في مجلس النواب العراقي
 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





للمزيد من اﻵراء الحرة