الانتقال الى مكتبة الفيديو
 
انا شاعر ... "ليلى.. ودمعة التين"
الأحد 18-08-2024
 
منتدى الرافدين للثقافة والفنون - مشيكان

كتب الشاعر عن نفسه في عام 2022

انا شاعر

جبلت

على مكارم الاخلاق

شفيف

كقطر الودق

هويتي

رباطة الجأش

والإيثار

والكبرياء.. والصدق

-

-

وانا اخترت هذه الابيات عن صديقي الشاعر المصيفي الركابي لأنها بالفعل تعكس شخصيته الشفافة، وكبرياءه وصدقه.

في يوم 16 اب 2024 أقام منتدى الرافدين للثقافة والفنون أمسية ثقافية للشاعر الجميل المصيفي الركابي بمناسبة اصدار ديوانه الشعري "ليلى.. ودمعة التين".

افتتح الشاعر بشار حربي الأمسية قائلا:

نلتقي واياكم هذا اليوم في نشاط متميز جديد لمنتدى الرافدين للثقافة والفنون في ولاية مشيكان الامريكية الذي يعتبر حجر الزاوية في رعاية المبدعين في المهجر وتسليط الأضواء على النشاطات الفنية والثقافية لنجوم العراق التي تضيء سماء الشتات. وها هو اليوم يحتفي بشاعر مبدع من شعراء المهجر الكبار، مجبول على قول الشعر والتفنن في صياغته حتى بدت قصائده كأنها القلائد المنضدات في جيد الادب العراقي والعربي عموما.

نلتقي لنحتفي بالشاعر الحبيب والأديب الأريب الأستاذ المصيفي الركابي الذي أغنى المكتبة الشعرية والقصصية بأكثر من عشرة دواوين ومجاميع قصصية، هنَّ الغر المحجّلات في ساحة الأدب العراقي. كتب الشعر حين تعرّف القلم وحين رقصت له مساحة الورقة البيضاء لتغريه أن يسطر عليها حروفه المتلألئة ذاع صيته في الأرجاء باعتباره أحد الرموز الثقافية الكبيرة. وها نحن اليوم نلتقي لنعبّر عن إعجابنا فيما قرأناه من درر قصائده في ديوانه الأخير (ليلى ودمعة التين).

وقدمت الزميلة سلاف سعيد شاجا كلمة منتدى الرافدين للثقافة والفنون قائلةً:

نحن في منتدى الرافدين للثقافة والفنون دأبنا منذ تشكيل منتدانا العمل على تقديم الثقافة العراقية من كل مشاربها لجاليتنا الكريمة في المهجر الأمريكي، متواصلين مع مبدعي الثقافة العراقية في الداخل والخارج، مؤمنين اننا جزء مهم من حركة الثقافة، ومنذ تأسيسنا فبل أربعة عشر عاماً في عام 2012، قدمنا أماسي ونشاطات كثيرة وكبيرة ومتنوعة، تجاوزت الثمانين. فكان الشعر والمسرح والقصة والموسيقى والفن التشكيلي والتراث العراقي والاستذكار السنوي لذكرى شارع المتنبي، جزء من تلك الأماسي التي ازدانت بحضور جمهور الثقافة في مشيكان.

ويقوم منتدى الرافدين بكل هذه النشاطات بدون اي دعم مادي خارجي وبالاعتماد فقط على التمويل الذاتي ومردود النشاطات.

نحن في هذا المنتدى نرى أن ثقافة كل بلد هي انعكاس لواقع تاريخي وحضاري وسياسي واقتصادي واجتماعي وبيئي، وأنها تتغير بتغير هذا الواقع، وأن للمبدعين دور فاعل في تقدم المجتمع وازدهار الوطن، ولكنهم لن يكونوا قادرين على ممارسة هذا الدور إلا بضمان حرية التعبير والرأي، وتأمين متطلباتهم المشروعة. وعليه فنحن اسسنا من خلال هذا المنتدى مشروع ثقافي يساهم في بناء بنية ثقافية ملتزمة بالإنسان والمجتمع العراقي.

إن غياب الدولة العراقية عن تكريم ورعاية المبدعين من أعمدة الثقافة والفنون واستذكار الراحلين منهم، أصبح من واجبنا، كي لا يرحلوا ولم يستذكرهم الشعب العراقي. من هذا المنطلق وباسمكم جميعا نطالب الحكومة العراقية العمل على رعاية المثقفين وشخوص الثقافة وهم وجه العراق الناصع، عراق الحضارة والتقدم، الحضارة التي أغنت الإنسانية جمعاء، فمن ارض الرافدين ابتدأ الحرف والكتابة والقصيدة الشعرية والمسرح وكافة الفنون. ان ما تتعرض له الحركة الثقافية ومبدعيها من اهمال ونسيان متعمد اليوم، هو جزء مهم لتجهيل أبناء الشعب وابعادهم عن الثقافة والابداع.

وللمنتدى موقع على الفيسبوك ترى فيه كافة نشاطاته.

والمصيفي الركابي قاص وشاعر مغترب من العراق، مقيم في الولايات المتحدة الامريكية. له العديد من الإصدارات الشعرية والقصصية، كتب في العشرات من الصحف العراقية والأمريكية، ونشرت اعماله في الكثير من المواقع الإلكترونية.

وعاد الشاعر بشار حربي لتقديم عرض رائع لديوان المصيفي الركابي "ليلى.. ودمعة التين" متحدثا عن سبع وقفات في مسيرة الكتاب، معطيا امثلة شعرية عن هذه المسيرة قائلا:

لقد ألقى الشاعر المصيفي الركابي رحاله هذه المرة في بيت (القصيدة القصيرة جداً) بعد أن مر بالقصيدة القصيرة والهايكو والتانكا والهايبون والسنريو، حاملاً معه إرث أجداده السومريين، ورائحة القصب والبردي وبيده مجداف الشعر يضرب به صفحات الغربة المتهادية بين ضفاف عمره الطويل. قرأت ديوانه الجديد، وتفكرت بمعانيه وجمالية أسلوبه وغاياته. انه المصيفي طيب القلب، نافذ البصيرة، رقيق الحاشية، دمث الخلق وعاشق الجمال. وقد تجلت كل هذه الخصال الحميدة في شعره فجاءت قصائده رشيقةً أنيقةً كاملة الهندام. هي قصائد قصيرة جداً لكن تردداتها الشعرية طويلة جداً، يصل مداها الى قلوب العاشقين الملتاعة بالشوق والحنين، وكيف يكون الشعر شعراً إن لم يزيد في وجيب القلوب ويكون رسالة نبيلة من الحبيب الى المحبوب. القصائد الشعرية القصيرة جداً أو ما يعرف بالشعر الومضي تتميز بقدرتها على تكثيف المعاني والمشاعر في بضع كلمات أو أسطر قليلة، الأمر الذي يجعل منها نوعاً فريداً من الأدب يحتاج الى براعة خاصة واقتصاد لغوي ودقة في اختيار الكلمات وإيحاء شعري مقتضب.

ومن أبرز مميزات هذه القصيدة:

1. التكثيف والاختزال: الذي يسمح بإيصال الفكرة بأقل عدد من الكلمات التي تحمل معاني متعددة ومستويات من التأويل. حيث يقول (علّني أجد بقايا عطرك في رماد رسائلي).

‎2. الإيحاء والرمزية: إذ تترك مثل هذه القصائد مجالاً واسعاً للتفسير والتأويل الأمر الذي يجعل من كل قراءة تجربة فريدة بحد ذاتها مثل: "تا الله يا ليلى إنَّ لعينيك في القلب قصة جلية كاليقين بالمعوذتين أعوذ بهما.. من سطوة النساء ومن إفكٍ الغاوين".  

3. اللحظة الشعورية: تتميز هذه القصائد بالتقاطها لحظة شعورية أو مشهد سريع مما يعطي القارئ إحساساً بتلك اللحظة دون الحاجة الى سرد مطول مثل: " لطفاً سيدتي لا تمرّي على جراحي مرور الكرام أيقظيها بقسوة...!! فإني ما تعودت الكرى بلا آلام".

4.الجمالية الصوتية والإيقاعية: وتهتم هذه القصائد رغم قصرها بالإيقاع الداخلي والجمالية الصوتية حيث تتابعُ الكلمات والوقفات الصغيرة تضفي على النص تأثيراً موسيقياً، مثل: "أَنصِت جيداً لصدقِ الودِّ في نبض الوتين ينبئك بين الحين والحين فمن نبضه يأتيك الخبر اليقين".

‎5 - التفاعل مع القارئ: بسبب قصر النصوص، تعتمد هذه القصائد على تفاعل القارئ

بشكل كبير، فالقارئ هو الذي يكمل الصورة ويفسر المعاني، مما يجعل من هذه القصائد تجربة تفاعلية بين النص والقارئ، وهذا ما نراه في: "كنت أظن أن نجمة الصبح واحدة معلقة في السماء فقط حسبت الأمر هكذا فكانت حساباتي غلط ولما تدبرت الأمر جيداً وأعدت النظر تبين لي أن التي تبدد الظلام تلك ليلى المرأة القمر".

6. البنية المكثفة: كما يمتاز هذا الشعر ببنية مكثفة وغير تقليدية، بحيث تكون القصيدة أقرب الى جملة شعرية واحدة مكتملة تحمل معنىً عميقاً رغم قصرها، حيث يقول المصيفي: "لم تعد سفينة نوح تعصمني من طوفان عشقك وأنا لستُ بكافر".

‎7. التجريد: في بعض الاحيان يكون هذا النوع من الشعر مجرداً، أي أنه يرتكز على إحساس أو فكرة مجردة دون تفاصيل سردية، مما يعزز من قيمة التأويل لدى القارئ، مثل: “عيناكِ والليلُ والشعرُ والقلم أقبيةُ الوذٌ بها من السأَم".

إن كتابة هذا النوع من القصائد ليس جديداً على الشعر العربي وكان يُعرف باسم (الأبيات) أو (الرباعيات) مثل قول الإمام الشافعي: "دع الأيام تفعل ما تشاءُ وطب نفساً إذا حكم القضاءُ"، ولكنه عاد بقوة ضمن حركة تجديد الشعر العربي التي ظهرت في منتصف القرن العشرين، حيث تأثر الشعراء العرب بتطورات الشعر الحديث في العالم، خاصة الشعر الياباني التقليدي مثل شعر الهايكو الذي يتميز بالتكثيف والاختصار، مثل: "على غصن يابس غراب يقف وحيداً في مطر الخريف". وسمي بالشعر الومضي. واليوم فقد أصبح الشعر الومضي أو ما أطلق عليه شاعرنا المصيفي (قصائد قصيرة جداً)، نوعاً أدبياً قائماً بذاته. ولو أننا نظرنا الى قصائد المصيفي الركابي في هذا الديوان وفي ديوان (فراشات ملونة)، وديوان (أطيار المواسم الأربعة)، وديوان (أثداء الطبيعة)، لوجدنا لغة مفخمّةً أضفت طابعاً جمالياً خاصاً على قصائده، وشكلت تحدياً لغوياً وأدبياً خرج منه شاعرنا الجميل ناجحاً بدرجة امتياز، وأَكّدّتْ أنه لا يوجدُ مانعاً قطعياً لاستخدامها ما دامت لا تثقل النص أو تضعف من قوته وتأثيره.

‎أما الأغراض التي كتب فيها المصيفي قصائده فقد تناولت كل صنوف الجمال. هو مبصرٌ للحياة بنعمها ومتبصرٌ فيها. يعرف كيف يصطاد اللحظة الجمالية التي لا تتكرر ويعرف كيف يوظفها بصيغة أدبية أو شعرية لائقة لا تثقل على المسامع، ولكنها تُشَنّف الآذان. المصيفي الشاعر يشبه فراشةً ملونة تتنقل بين زهور الحياة، تأخذّ من مياسمها رحيقَ الإبداع، كما أنه يُحبّ جزالةً اللفظ ورقةً المعنى ويجيدُ سلامة وسلاسةٌ التركيب فيبدو صائغاً ماهراً يخطط لصنعته ويُجيدُ سباكةً عناصر لغته وينهي إبداعَه بتشذيباتٍ بديعيةٍ ثم يركّبٌ أحجاره الثمينة على ما صاغه ليعطي لقطعته إشراقاً ومسحة جمالية لا تبارى. أيُّ جمالٍ يحويه هذا الديوان، يأخذكَ في جولةٍ أرضيةٍ ثم يحلق بك بين النجوم ويبقيك معلقاً هناك في سماءٍ أفكاره الزاهية.

وشارك في برنامج الحفل:

الشاعر إسماعيل محمد إسماعيل – عن الشاعر المصيفي الركابي

الزميل خيون التميمي – قراءة نيابة عن الروائية والناقدة فاطمة عبد الله من القدس.

قصيدة للشاعرة فاطمة هاشم

الأستاذة نغم إبراهيم – قراءة لمقدمة الديوان للدكتور مديح الصادق من كندا

وفي نهاية الحفل، قدم الشاعر المصيفي الركابي قراءة لبعض من قصائده تبعها توقيع لدواوينه الثلاثة "ليلى.. ودمعة التين" و "نصوص في عيون نون النسوة" و "الفجر ومياسم الزهر".

شارك في الحفل مجموعة كبيرة من المهتمين بالشعر والادب من العراقيين والعرب، وكانت بالفعل أمسية جميلة بجمال ليلى ودمعة التين.

نبيل رومايا

منتدى الرافدين للثقافة والفنون مشيكان

16 أب 2024

 
   
 



اقـــرأ ايضـــاً
"ثاد".. الدفعة الأولى تصل إسرائيل
"كبريت بغداد" والحلول الممكنة
«خلطة العطار» في العراق يقودها عراقجي بعد اختفاء «قاآني»..هل تنجح؟
البيئة النيابية: التلوث بالعراق هو الأعلى في العالم
الأمم المتحدة تطالب إيران بإلغاء قوانين الحجاب الإجباري
نيكاراغوا تعلن قطع علاقاتها مع إسرائيل
مسؤول محلي في ديالى يكشف عن خطر يهدد سكان الحدود مع إيران
"غضب في العراق".. 27 ألف شخص يوجهون مناشدة للحكومة: أنصفونا
العفو الدولية: تعديل "الأحوال الشخصية" قد يتسبب بتداعيات "مدمرة" للمجتمع العراقي
الحكومة ترد على «كتائب حزب الله»: نرفض تخوين الأشقاء
العراق يفقد مساحاته الخضراء.. التصحر يتسارع رغم حملات التشجير!
مصادر إطارية: «خارطة النجف» قد تنقذ العراق من ضربة إسرائيلية
 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





للمزيد من اﻵراء الحرة