الانتقال الى مكتبة الفيديو
 
العراق "غير جاهز للحرب" مع إسرائيل والتحالف الدولي سيبقى متفرجاً
الإثنين 07-10-2024
 
بغداد/ تميم الحسن / المدى

تُحرج "الفصائل" الحكومة العراقية بسبب استمرار الهجمات على إسرائيل، فيما يرجح تعرض البلاد الى ضربات بالتزامن مع الذكرى السنوية الاولى لـ"حرب غزة".

في الاثناء بدأت "الفصائل" تنفي "قصف الجولان" الاخير، فيما ظهر وكأنه "تراجع تكتيكي" حتى تتجنب الضربات المتوقعة على قادة ومواقع تلك الجماعات.

ويقول دبلوماسي سابق إن القوات الامريكية في العراق "لن تتدخل" في حال وجهت اسرائيل ضربات الى العراق.

ورجح محللون أن الوقت قد فات لتجنب البلاد الحرب، في حين تبدو سماء العراق مكشوفة أمام أي عدو.

ويوم الجمعة، قال الجيش الإسرائيلي إن طائرة مسيرة من العراق قتلت اثنين من جنوده شمالي الجولان.

وأكد المتحدث باسم الجيش، أن "الطائرة المسيّرة العراقية على الجولان تسببت في إصابة 24 جندياً ومقتل إثنين".

ويقول مصدر سياسي لـ(المدى) إن "الحكومة محرجة الآن بسبب انها لا تريد ان يتورط العراق بشكل مباشر بالحرب".

وكانت حكومة السوداني، قد نفذت إجراءات شديدة، على خلفية قصف مطار بغداد الذي يضم مستشارين أمريكيين، الأسبوع الماضي.

وأمس، دعا محمد السوداني، رئيس الحكومة، مجدداً "المجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي بدورهما الأساسي في حفظ الأمن والاستقرار"، أثناء استقباله السفير البريطاني لدى العراق ستيفن هيتشن.

وتلتزم الحكومة منذ اندلاع الازمة في غزة، المسار الدبلوماسي، وتقديم المساعدات الاغاثية للفارين من الحروب.

وحاول السوداني أثناء تواجده في نيويورك، الشهر الماضي، "الضغط على الدول" لوقف الحرب، بحسب المتحدث باسم الحكومة باسم العوادي.

وأجرى رئيس الحكومة 30 لقاءً في اجتماعات الأمم المتحدة الاخيرة في نيويورك، خلال 6 ايام، كانت "لبنان وغزة" ضمن المحاور، بحسب العوادي.

لكن مراقبين كانوا قد انتقدوا ما وصفوه "تفويت العراق فرص تجنب الحرب"، في عدم تنضيج مبادرة عراقية خاصة، أو الانخراط في مبادرات عربية، وفق أستاذ السياسات العامة في جامعة بغداد احسان الشمري.

وعلى هذا الاساس فان نسبة تعرض العراق الى ضربات اسرائيلية كما يجري في لبنان مرتفعة جدا، بسبب ضربات المجموعة التي تطلق على نفسها "المقاومة العراقية".

وتزيد التوقعات بان الضربات التي قد تستهدف بين 30 الى 35 هدفاُ قد تحدث خلال هذه الأيام بالتزامن مع الذكرى الأولى لأحداث "أكتوبر" حرب غزة.

يقول ابراهيم الصميدعي، المستشار في الحكومة، ان "العراق غير جاهز للحرب".

ويؤكد في تصريحات لوسائل اعلام محلية، أن العراق، الموقف الرسمي والمجتمع السياسي؛ "لا يريد الانخراط في حرب مباشرة مع إسرائيل".

ويوضح أن "العراق غير جاهز للدخول في حرب بسبب ضعف الإمكانيات العسكرية والاقتصادية، وحاجته للدعم الغربي".

ماذا عن الفصائل؟

تتحدث الأوساط السياسية في الاعلام عن وجود نوعين من الفصائل بالعراق؛ محلية، وايرانية، طبقاً لمرجعيتها السياسية والعسكرية.

الصنف الثاني، والذي يطلق على نفسه "المقاومة العراقية"، لا يلتزم بقرارات الحكومة، لذا هو يخطط لـ"مفاجآت قد تقلب الاوضاع" بحسب عباس الزيدي، القيادي في الحشد الشعبي.

الزيدي قال في حوار تلفزيوني ان "المقاومة العراقية لم تستخدم حتى الان 5% من الإمكانيات العسكرية التي لديها".

وتبدو اسرائيل، تأسيسا على هذه الادعاءات تخطط للرد، خصوصا بعد اعلان مقتل إسرائيليين بـ"قصف الجولان" الأخير.

لكن تقارير غربية، نقلت عن تلك الفصائل، دون أن تحدد جهة معنية، بأنها "تنفي ضرب الجولان"، فيما يبدو وكأنه تراجع خوفا من الاستهداف.

وكانت ما يعرف بـ"المقاومة الإسلامية في العراق"، أعلنت صباح الجمعة، على "تلغرام"، ضرب ثلاثة أهداف بعمليات منفصلة داخل "إسرائيل" عبر طائرات مسيرة.

واشتركت هذه الجماعات، بحسب بيانات متتالية، بضرب اسرائيل منذ توسع الحرب إلى لبنان أواخر ايلول الماضي.

واعلنت الفصائل، عدة مرات إطلاق صواريخ على إسرائيل نوع "أرقب"، وهي صواريخ كروز متطورة.

كما ذكرت انها أطلقت مسّيرات "الأرفد" من العراق تجاه إسرائيل.

وهذه المسّيرات تستخدم في الغالب في اليمن تحت اسم (صماد-2)، وفي لبنان (نورس)، ومداها يصل بين 500 و1000 كم متر. وبلغ مدى النسخة العراقية "500كم"، نقلا عن منصات تابعة للفصائل.

وتضم ما يعرف بـ" "المقاومة الإسلامية في العراق" فصائل أبرزها كتائب حزب الله والنجباء وكتائب سيد الشهداء، وهي ثلاثة فصائل مستهدفة بعقوبات أميركية.

وفي الأشهر الأخيرة، أعلن هذا التشكيل شنّ هجمات بطائرات من دون طيار على أهداف في إسرائيل.

وكان فؤاد حسين وزير الخارجية، قد شكك في وقت سابق بالبيانات التي تصدرها ما تُسمى "المقاومة في العراق" والتي تعلن فيها بين الحين والآخر شن هجمات تستهدف مناطق داخل اسرائيل.

ومنذ نيسان الماضي، أكّدت إسرائيل وقوع عدد من الهجمات الجوية من جهة الشرق من دون أن توجّه أصابع الاتهام إلى جهة محددة.

إمكانيات العراق وإسرائيل

يتحدث الباحثون في المجال العسكري عن "عجز عراقي" في منظومة الدفاع الجوي.

يقول سرمد البياتي، خبير عسكري، ان في حالة الحرب، ليس أمام العراق "سوى تلقي الضربات".

كذلك يرى الباحث في المجال العسكري، احمد الشريفي ان البلاد لا تملك "منظومات الدفاع الجوي" أو "الردع بالطائرات المقاتلة".

ولا تخفي القيادة هذا العجز. قال يحيى رسول المتحدث العسكري الحكومة، أول أمس، بأن "الأجواء العراقية غير مؤمنة بالكامل".

يحتل الجيش العراقي المرتبة رقم 45 عالميا حسب إحصائيات موقع "غلوبال فاير بور" الأمريكي 2023، المختص في الشؤون العسكرية واللوجستية.

بالمقابل جاءت إسرائيل في المرتبة 17 على صعيد العالم حسب مؤشرات نفس الموقع.

يقول غازي فيصل، رئيس المركز العراقي للدراسات الستراتيجية لـ(المدى)، أن "العراق لا يمتلك قدرات للدفاع أو الهجوم الجوي، والعقد مع كوريا الجنوبية لشراء منظومات صواريخ لا ترتقي الى منظمات (باتريوت) او (سي – رام)".

القيادة العسكرية العراقية، كانت قد ذكرت أن بناء منظومة دفاع جوي "يحتاج المزيد من الوقت".

على هذا الاساس يؤكد فيصل أن العراق لن يستطيع ان يكشف اختراق الطائرات الاسرائيلية لعدم وجود "رادارات متطورة"، كما يمكن أن تستخدم إسرائيل "طائرات إف 35 الشبح" التي لا تلتقطها الرادارات.

ويضيف "سماء العراق طبقا لتصريحات مسؤولين لا يستطيع ان يفعل شيئا في مواجهة هجمات اسرائيلي الجوية، وحتى الفصائل لا تمتلك قدرات متطورة لمواجهة هذه الهجمات".

وبحسب موقع ""غلوبال فاير بور" فان العراق يمتلك 26 مقاتلة، و33 طائرة هجومية، 16 طائرة نقل عسكري، 112 طائرة تدريب، 21 طائرة مهام خاصة، 164 مروحية بينها 40 مروحية هجومية.

بالمقابل فإن القوة الضاربة الرئيسية للقوات الجوية الإسرائيلية هي طائرات "إف-16"، كما تمتلك طائرات مقاتلة من طراز "إف-15"، وطائرات هليكوبتر هجومية أميركية من طراز أباتشي.

وأسراب الطائرات العسكرية الإسرائيلية تضم 612 طائرة، بينها 241 مقاتلة و146 مروحية، بحسب نفس الموقع.

موقف التحالف الدولي

يفترض بحسب إعلان الحكومة الشهر الماضي، أن قوات التحالف الذي تقوده واشنطن، سيخرج من العراق خلال العامين المقبلين، لكن خلال فترة بقاءه هل سيدافع عن العراق ضد الخطر الخارجي؟

يقول غازي فيصل وهو دبلوماسي سابق، أن الولايات المتحدة "لن تتدخل"، لأنها تعتبر الفصائل المرتبطة بإيران "جماعات ارهابية".

وبالتالي، وفق كلام فيصل، امريكا "في حل من اي دعم او مساندة للحكومة العراقية او القوات العراقية على اعتبار هذه الفصائل ليست جزءا من القوات المسلحة العراقية".

ويضيف: "هناك تمييز بين فصائل مرتبطة بإيران، وبين فصائل ملتزمة بأوامر الحكومة".

 
   
 



اقـــرأ ايضـــاً
"ثاد".. الدفعة الأولى تصل إسرائيل
"كبريت بغداد" والحلول الممكنة
«خلطة العطار» في العراق يقودها عراقجي بعد اختفاء «قاآني»..هل تنجح؟
البيئة النيابية: التلوث بالعراق هو الأعلى في العالم
الأمم المتحدة تطالب إيران بإلغاء قوانين الحجاب الإجباري
نيكاراغوا تعلن قطع علاقاتها مع إسرائيل
مسؤول محلي في ديالى يكشف عن خطر يهدد سكان الحدود مع إيران
"غضب في العراق".. 27 ألف شخص يوجهون مناشدة للحكومة: أنصفونا
العفو الدولية: تعديل "الأحوال الشخصية" قد يتسبب بتداعيات "مدمرة" للمجتمع العراقي
الحكومة ترد على «كتائب حزب الله»: نرفض تخوين الأشقاء
العراق يفقد مساحاته الخضراء.. التصحر يتسارع رغم حملات التشجير!
مصادر إطارية: «خارطة النجف» قد تنقذ العراق من ضربة إسرائيلية
 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





للمزيد من اﻵراء الحرة