الانتقال الى مكتبة الفيديو
 
مواقع أثرية عراقية ستدخل لائحة التراث العالمي: خطوة للحفاظ على التاريخ
الأربعاء 16-10-2024
 
المدى

تقترب مواقع أثرية عراقية جديدة من الانضمام إلى لائحة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، في خطوة تعزز مكانة العراق كموطن لحضارات عريقة تمتد لآلاف السنين.

وتأتي هذه الخطوة بعد جهود طويلة من التنقيب والترميم والتوثيق، بالتعاون مع خبراء محليين ودوليين، بهدف الحفاظ على التراث الثقافي والتاريخي الذي يعكس تنوعاً وغنى الحضارات التي قامت على أرض العراق.

ومن المتوقع أن تسهم هذه الخطوة في زيادة الاهتمام العالمي بتلك المواقع وتعزيز السياحة الثقافية، إلى جانب توفير دعم دولي لحمايتها من التهديدات البيئية والبشرية.

وأكد المختص في التراث، حذيفة الدليمي، خلال حديث لـ (المدى)، أن " إدراج مواقع أثرية عراقية جديدة في لائحة التراث العالمي التابعة لليونسكو يمثل تحولًا نوعيًا في الحفاظ على التراث الثقافي العراقي".

وأشار إلى أن "هذه المواقع ليست مجرد أطلال حجرية، بل هي شواهد على فجر الحضارة الإنسانية، العراق هو موطن لأقدم الحضارات المعروفة، مثل السومرية، البابلية، والآشورية، التي أسست للعديد من المظاهر الثقافية والمعرفية التي ما زالت تؤثر في العالم حتى اليوم".

وبين، أن "المواقع التي تسعى اليونسكو إلى إدراجها تتضمن معابد وقصور ومدنًا أثرية كانت مراكز رئيسة للسياسة، الاقتصاد، والدين في العصور القديمة، وكل هذه المواقع تعكس الإبداع البشري في مجالات مثل الهندسة المعمارية، الفنون، والتخطيط الحضري. الحفاظ عليها يعني الحفاظ على ذاكرة الإنسانية المشتركة".

أوضح المختص أن "هذا الإدراج له تأثير كبير في مستوى الهوية الوطنية، حيث يعزز شعور المواطنين العراقيين بالفخر بتاريخهم وتراثهم العريق، كما يساعد على توحيد المجتمع حول قضايا الحفاظ على التراث، خاصة في فترة ما بعد الصراعات التي أثرت إلى حد بعيد على هذه المواقع، المواقع المدرجة تُعتبر رمزًا للهوية الثقافية التي توحد العراقيين، بغض النظر عن خلفياتهم الاجتماعية أو الدينية، ويُعد هذا الإدراج جزءًا من إعادة بناء العراق كدولة موحدة تمتلك إرثًا تاريخيًا مشتركًا".

أما من الناحية الاقتصادية، شرح الدليمي، أن "إدراج المواقع الأثرية العراقية في لائحة التراث العالمي سيسهم مباشرة في تعزيز السياحة الثقافية، والسياحة الأثرية تُعد من القطاعات الواعدة التي يمكن أن تسهم في تنويع الاقتصاد العراقي بعيدًا عن الاعتماد على النفط، ثم إنَّ هذا الإدراج سيشجع المزيد من الزوار الدوليين على زيارة العراق، وهو ما سيؤدي إلى زيادة الإيرادات السياحية"، مشيراً إلى أن " ذلك سيؤدي إلى تحسين البنية التحتية المحلية وتوفير فرص عمل جديدة للسكان المحليين، بدءًا من العمل في مجال السياحة إلى الأنشطة المرتبطة بالحفاظ على التراث".

وأردف المختص في التراث، أن "إدراج المواقع في لائحة التراث العالمي لا يوفر فقط شهرة عالمية للمواقع العراقية، بل يضمن أيضًا دعمًا دوليًا لحمايتها، وهذا يشمل الحماية القانونية التي تقدمها الاتفاقيات الدولية مثل اتفاقية اليونسكو لعام 1972 بشأن حماية التراث الثقافي والطبيعي العالمي، في ظل التحديات التي تواجه المواقع الأثرية في العراق، مثل النهب والتدمير خلال النزاعات المسلحة، فإن هذه الحماية تعد ضرورية"، مؤكداً أن "هذا الإدراج سيفتح الباب أمام التعاون مع المنظمات الدولية للحصول على تمويل إضافي لمشروعات الترميم والحفاظ على المواقع، وهو أمر حيوي لضمان استدامة هذه المواقع للأجيال القادمة".

وذكر أن "إدراج المواقع الأثرية على قائمة التراث العالمي قد يؤدي إلى توفير حماية أكبر ضد التهديدات البيئية مثل التغيرات المناخية أو التصحر التي قد تؤثر سلبًا على هذه المواقع، والتعاون مع اليونسكو يعني وجود خطط لحماية المواقع ضد تلك الأخطار، من خلال تطوير برامج للحفاظ على البيئة المحيطة بالمواقع الأثرية بما يتماشى مع المعايير الدولية".

وشدد المختص على أن "إدراج المواقع الأثرية العراقية في لائحة التراث العالمي ليس مجرد مسألة فخر وطني، بل هو خطوة إستراتيجية نحو بناء مستقبل أفضل للعراق قائم على الحفاظ على تراثه الثقافي والاقتصادي وتنميته في إطار رؤية شاملة".

من جهته، كشف وزير الثقافة والسياحة عن خطة حكومية من محورين لتطوير السياحة في العراق، مؤكداً أن مواقع أثرية جديدة ستدخل لائحة التراث العالمي.

وقال الوزير أحمد فكاك البدراني، في حديث تابعته (المدى)، إن "هيئة الآثار والتراث التابعة للوزارة تعمل إضافة مواقع أخرى إلى لائحة التراث العالمي في اليونسكو؛ لأن العراق يزخر بآثار وتراث كثير؛ باعتباره أقدم وأعرق الحضارات".

وأضاف، أن "هناك كثير من المواقع دخلت اللائحة والكثير منها مرشحة، ونعمل على تأهيل مواقع أخرى جديدة لتدخل في كل موسم لائحة التراث العالمي".

وأكمل، أن "الحكومة الحالية وضعت خططاً لتنفيذ إستراتيجيات مهمة لتطوير واقع السياحة على المستويين الداخلي والخارج"، مشيراً إلى أنه "على المستوى الخارجي طُولِب دول خلال ندوات ومؤتمرات والملتقيات الخارجية برفع اللافتات السابقة التي تنصح فيها رعاياها بعدم الذهاب إلى العراق لأن العراق حالياً ينعم بالاستقرار والأمن المستتب".

وأكد، أن "العراق يفتح أبوابه للسائحين محلياً وإقليميا وعربياً وعالمياً، عبر السياحة الدينية والأثرية والترفيهية والعلاجية والبيئية والصحراوية والواجهات السياحية الكثيرة الموجودة في العراق"، لافتا إلى، "الاستمرار بخطط عمل استثمار السياحة الدينية والأثرية والأهوار".

وتابع أن "السياحة الدينية نشطة جداً، لا سيما مراقد الأئمة والمزارات المتوزعة بين بغداد والنجف الأشرف وسامراء وكربلاء المقدسة ونينوى والبصرة، وفي معظم المدن العراقية".

وبشأن السياحة الداخلية أوضح البدراني إن "هنالك عملاً على دعم واقع السياحة من خلال عدة مشاريع في الداخل، خاصة وأن السياحة مزدهرة، وتحتاج إلى مزيد من المشاريع".

 
   
 



اقـــرأ ايضـــاً
بين الأرقام والواقع.. ماذا تفعل البطالة في العراق؟
بغداد تسير على "خيط رفيع".. وارتياح من "رسائل عراقجي" رغم التصعيد
مواقع أثرية عراقية ستدخل لائحة التراث العالمي: خطوة للحفاظ على التاريخ
"ثاد".. الدفعة الأولى تصل إسرائيل
"كبريت بغداد" والحلول الممكنة
«خلطة العطار» في العراق يقودها عراقجي بعد اختفاء «قاآني»..هل تنجح؟
البيئة النيابية: التلوث بالعراق هو الأعلى في العالم
الأمم المتحدة تطالب إيران بإلغاء قوانين الحجاب الإجباري
نيكاراغوا تعلن قطع علاقاتها مع إسرائيل
مسؤول محلي في ديالى يكشف عن خطر يهدد سكان الحدود مع إيران
"غضب في العراق".. 27 ألف شخص يوجهون مناشدة للحكومة: أنصفونا
العفو الدولية: تعديل "الأحوال الشخصية" قد يتسبب بتداعيات "مدمرة" للمجتمع العراقي
 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





للمزيد من اﻵراء الحرة