أعلن الادعاء العام البريطاني، الحكم بالسجن على مهرب بشر سيئ السمعة وُصف بأنه "تاجر الموت" لإرساله آلاف المهاجرين عبر القناة الإنكليزية إلى المملكة المتحدة على قوارب صغيرة يوم الثلاثاء بالسجن لمدة 15 عاماً.
وكان ميرخان رسول، وهو كوردي عراقي يبلغ من العمر 26 عاماً، واحداً من 18 متهماً متورطين في عملية احتيال في جميع أنحاء أوروبا تركز على تحقيق أرباح ضخمة من تجارة تهريب المهاجرين.
وقد أُدين بتهم تهريب سابقة، ويقضي عقوبة منفصلة لمدة ثماني سنوات بتهمة الشروع في القتل، في قفص زجاجي مضاد للرصاص وتحت حراسة مسلحة لمعظم المحاكمة.
كان يجلس حوله، أو يشاهد القضية عن بعد في السجن، 16 رجلاً وامرأة أدينوا أيضاً بتهم تهريب بشر ذات صلة، في محكمة ليل الجنائية في شمال فرنسا.
ووصفت جولي كاروس، المدعية العامة الرئيسية، رسول بأنه "تاجر موت" بسبب العدد الهائل من الأشخاص الذين يموتون في قوارب صغيرة واهية متجهة من شمال فرنسا إلى بريطانيا.
قام أكثر من 31 ألف مهاجر برحلة على متنها هذا العام وحده - بنسبة تفوقت على عام 2023 بأكمله، ومن بين هؤلاء، لقي 56 شخصاً على الأقل حتفهم في البحر، بما في ذلك العديد من الأطفال الصغار والرضع.
وقالت كاروس: "هذه قضية تشبه الأذرع المتشابكة"، مشيرة إلى أنها "تتضمن تجار موت" مثل رسول الذي يُعتقد أنه هرب نحو 10 آلاف مهاجر إلى إنكلترا.
وقالت إن عصابته أثقلت القوارب الصغيرة حيث تولت المسؤولية عن أكبر عدد من القوارب على طريق القناة الإنكليزية بين عامي 2020 و2022.
في بعض الأحيان كانت القوارب مكتظة بما يصل إلى 15 ضعفاً من الأشخاص على متنها أكثر مما صممت السفن لحمله.
وكانت العصابة تتقاضى ما يعادل نحو 2000 جنيه إسترليني عن كل عميل عراقي و3000 جنيه إسترليني عن كل عميل فيتنامي، وقد ضمن هذا "أرباحاً هائلة" تصل إلى 50 ألف جنيه إسترليني عن كل قارب يتم إطلاقه، وما يصل إلى 3 ملايين جنيه إسترليني سنوياً.
كما سيطرت العصابة على معظم المعابر عبر القناة من الساحل الفرنسي، حيث كانت تجلب المعدات والعملاء من جميع أنحاء أوروبا، وفق ما نقلت صحيفة "التلغراف".
فيما كان رسول قوياً جداً في عالم الجريمة لدرجة أنه كان قادراً على التحكم في عصابته من زنزانته في فرنسا.
أفادت المدعية العامة كاروس: "لقد وجدنا ثلاث هواتف محمولة في زنزانته"، مضيفة أن المكالمات الهاتفية التي تم اعتراضها أثبتت أن رسول "كان يتفاخر كثيراً عن عمله".
وأوضحت أن المكالمات التي تم اعتراضها في زنزانته أظهرت أنه كان ينظم عبور القناة "ليلاً ونهاراً"، مما أثبت دوره كـ"زعيم الشبكة"، وأيضاً "شعوره بالقوة المطلقة"، وفقاً للمدعية العامة.
وكان المتهمون الآخرون متهمين بتنظيم نقل المهاجرين إلى الشواطئ، والإشراف على نفخ القوارب، وتسهيل صعود الركاب على القوارب، أو إدارة توريد القوارب وتوصيلها. وكانت الشبكة تدير مثل عمل تجاري، حيث كان رسول يفضل الجالية الفيتنامية، التي كانت تدفع أكثر من غيرها، حسب التحقيق.
وقد بدأت الموجات الأولى من الاعتقالات في عام 2021، ثم في تموز/ يوليو 2022، أدت عملية مشتركة بين فرنسا وألمانيا وبلجيكا وهولندا والمملكة المتحدة، بتنسيق من وكالتي يوروبول ويويورجست، إلى 39 اعتقالاً.
وسيتم محاكمة ثلاثة متهمين آخرين مرتبطين بشبكة رسول في آذار/ مارس 2025.