ذكر موقع البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة أن المناخ أصبح يمثل قضية بقاء بالنسبة الى العراق، مشيرا الى ان مشاركته في قمة المناخ في العاصمة الاذرية باكو، تؤكد ان المناخ اصبح بندا حاسما على جدول اعمال البلد برغم الحاحية التحديات الداخلية والإقليمية الحالية.
واعتبر البرنامج الانمائي للامم المتحدة في تقرير له على موقعه الالكتروني ترجمته وكالة شفق نيوز؛ ان مشاركة العراق في قمة باكو للمرة الثالثة على التوالي، يعكس التزامه بمعالجة أزمة المناخ العالمية، واولويتها ضمن جدول أعمال حكومة محمد شياع السوداني.
ورأى التقرير؛ أن هذا الالتزام العراقي جاء من شعور العراقيين وخصوصا هؤلاء الذين يعيشون في المناطق الجنوبية والوسطى، بتأثيرات مباشرة للتغير المناخي لموجات الحر التي لا سابق لها، والشح الحاد في المياه، والتراجع الكبير في الموارد الزراعية.
ولفت التقرير الدولي إلى أن هذه العوامل تجعل مستقبل العراق وقابليته للحياة يعتمدان على الاستجابة السريعة للتغيير المناخي، مما يجعل مشاركة العراق في مؤتمر باكو بمثابة شهادة واضحة على رؤيته إزاء هذه القضية الحيوية.
واوضح التقرير ان قصة التغيير المناخي في العراق تمثل تحديا كبيرا، مشيرا إلى أنه مع اقتراب عدد السكان من 43 مليون نسمة، فإن الضغط على الموارد يتزايد، وكل صيف يحل يأتي أكثر سخونة من الذي سبقه وتتجاوز درجات الحرارة 50 درجة مئوية.
وذكّر التقرير بأن الدراسات تشير إلى أن حوض بلاد ما بين النهرين، الذي يعتبر مهد الحضارات، يمكن أن يصبح غير مؤهل للسكن في حال تواصلت درجات الحرارة العالمية في التزايد بالمعدل الحالي، مضيفا ان العراق يواجه أيضا شحا في المياه بسبب انخفاض الإمدادات في نهري دجلة والفرات، ما يمثل تحديا خطيرا، لأن نحو 70% من المياه العذبة في العراق تعتمد على هذين النهرين.
وبعدما اشار التقرير الى ان هذه العوامل بالاضافة إلى موقع العراق والأزمات المتواصلة تجعله من بين الدول الأكثر تأثراً بالمناخ، لفت الى ان مشاركة العراق في المؤتمر ليست مشاركة تقليدية، حيث تم انتخاب العراق قبل شهور قليلة فقط لتمثيل المجموعة العربية في المفاوضات الفنية الرئيسية بشأن تغير المناخ في بون، وهو ما يمثل انجازا كبيرا، مضيفا أن تصرفات الحكومة العراقية تظهر أن معالجة التغير المناخي "ليست مجرد سياسة للعراق، وانما اصبحت مسالة بقاء".
وختم التقرير بالتأكيد على أن البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة يعتبر "حليفا ثابتا" للعراق في مسيرته حول المناخ، مذكرا بأنه منذ انضمام العراق الى اتفاق باريس في العام 2021، دعم البرنامج الحكومة العراقية من خلال المساعدة في تطوير مساهماتها المحددة وطنيا، وتدريب الوفد المفاوض، والعمل جنبا الى جنب مع الحكومة، وخصوصا عبر وزارة البيئة.
وتابع قائلا إن تسليط الضوء على دور العراق في مؤتمر الامم المتحدة للمناخ في باكو، يمثل خطوة حاسمة تعكس تحول البلد من دولة تنجو من الصراعات الى مدافع استثنائي عن المناخ لمستقبل المنطقة.