الانتقال الى مكتبة الفيديو
 
رصاص مباشر: مقتل سلوان موميكا خلال بث حي بعد حرقه المصاحف
الخميس 30-01-2025
 
إيلاف

في حادث هزَّ السويد والعالم، قُتل الناشط السويدي المثير للجدل سلوان موميكا، المعروف بإحراق المصاحف، برصاص مجهولين داخل شقته في منطقة هوفشو، جنوب السويد، بينما كان يبث بثًا مباشرًا على وسائل التواصل الاجتماعي. الجريمة التي التقطتها عدسات الكاميرات انتشرت بسرعة، مثيرة تساؤلات حول الدوافع ومن يقف وراء العملية.

مشهد درامي

وفقًا للشرطة السويدية، وقعت الجريمة في تمام الساعة 11:11 مساءً بتوقيت السويد، بعد تلقي بلاغات عن إطلاق نار داخل مبنى سكني. وعند وصولها إلى المكان، عثرت السلطات على موميكا مصابًا بعدة طلقات نارية وقد فارق الحياة على الفور.

الجريمة وقعت في سودرتاليه، إحدى ضواحي ستوكهولم، حيث كان موميكا يقيم في شقة ضمن مبنى سكني هناك. وتعد هذه المنطقة من الضواحي التي تضم جاليات مهاجرة كبيرة، ما يفتح باب التكهنات حول ما إذا كانت البيئة المحيطة قد لعبت دورًا في استهدافه.

الحادث كان مرعبًا بكل المقاييس، إذ ظهر موميكا في البث الحي وهو يتحدث قبل أن يسمع صوت إطلاق النار ويسقط أرضًا، ليقطع البث فجأة، ما أثار صدمة بين متابعيه. وانتشرت مقاطع الحادث بشكل واسع عبر الإنترنت، ما دفع الشرطة للتحرك بشكل سريع.

شكوك تحيط بالجريمة

وأعلنت السلطات اعتقال خمسة أشخاص يشتبه في تورطهم في الجريمة، لكن لم تتضح بعد علاقتهم المباشرة به. فيما لم تصدر حتى الآن أي معلومات حول ما إذا كان الهجوم انتقاميًا أو مدفوعًا بأسباب سياسية أو دينية.

من هو سلوان موميكا؟

سلوان موميكا، لاجئ عراقي سابق وناشط ملحد معادٍ للإسلام، أصبح شخصية مثيرة للجدل بعد تنظيمه مظاهرات علنية قام خلالها بحرق نسخ من القرآن، وأحيانًا لفها بلحم الخنزير وركلها في الشارع، ما أدى إلى موجة استياء دولية.

وقد واجه موميكا مرارًا اتهامات بارتكاب جرائم كراهية وتحريض ضد مجموعة دينية، وكان من المتوقع أن يمثل أمام المحكمة في ستوكهولم صباح اليوم التالي لمقتله، ما يجعل توقيت الجريمة موضع تساؤل كبير.

لم يكن موميكا الناشط الوحيد الذي أثار الغضب من خلال إحراق المصحف، إذ تعاون في عدة مناسبات مع راسموس بالودان، الناشط السويدي-الدنماركي المتطرف الذي قام بأعمال مشابهة. وقد تم اتهامهما معًا بارتكاب جرائم تحريض على الكراهية الدينية في صيف 2023، بعد أن نفذا وقفات احتجاجية أحرقا فيها المصحف أربع مرات، بما في ذلك أمام مسجد في ستوكهولم.

كان من المقرر أن تعقد محكمة في ستوكهولم جلسة للنظر في التهم الموجهة لموميكا، والتي تتعلق بـ التحريض على الكراهية ضد مجموعة دينية. ومع تأكيد وفاته، أعلنت المحكمة تأجيل قرارها، ما يطرح تساؤلات حول مصير القضايا القانونية التي كانت مرفوعة ضده.

ردود فعل دولية وأمنية

أثارت تصرفات موميكا موجة من الغضب العالمي، خاصة في الدول الإسلامية، حيث نظمت احتجاجات حاشدة ضد السويد بسبب سماحها له بحرق المصاحف في العلن. أبرز تلك الاحتجاجات كان في بغداد، حيث اقتحم المتظاهرون السفارة السويدية مرتين في يوليو 2023، وفي المرة الثانية، أشعلوا النيران في المجمع الدبلوماسي بالكامل.

وقد دفع هذا التصعيد بالسلطات السويدية إلى رفع مستوى التحذيرات من الإرهاب إلى الدرجة الرابعة على مقياس من خمسة، مما يشير إلى تهديد خطير على الأمن القومي، وأكدت أجهزة الاستخبارات أن السويد أصبحت هدفًا ذا أولوية للجماعات المتطرفة.

لم تقتصر التداعيات على الاحتجاجات الشعبية، بل أدت إلى توتر سياسي حاد بين السويد وعدد من الدول الإسلامية. وكانت عدة دول، مثل العراق والسعودية وتركيا وإيران، قد استنكرت سماح السلطات السويدية بهذه الأفعال، ما تسبب في أزمة دبلوماسية كبرى، خصوصًا بين السويد والعراق، حيث استُدعي السفير السويدي في بغداد عدة مرات، وتم التهديد بقطع العلاقات الدبلوماسية.

لماذا لم يتم ترحيله؟

في تشرين الأول (أكتوبر) 2023، ألغت مصلحة الهجرة السويدية تصريح إقامة موميكا بعد اكتشاف معلومات غير صحيحة في طلبه الأصلي، ولكن رغم ذلك لم يتم ترحيله إلى العراق بسبب طلب رسمي قدمته بغداد لاستعادته.

وبسبب المخاطر التي قد يتعرض لها هناك، منحته السلطات السويدية تصريح إقامة مؤقتًا إلى حين البت في قضيته، مما جعله عالقًا في وضع قانوني معقد بين بلدين لا يريدانه.

مصير التحقيقات

الشرطة لم تستبعد أي فرضية، وتتعامل مع جميع السيناريوهات الممكنة. وانتشر مقطع الجريمة بسرعة مذهلة عبر منصات التواصل الاجتماعي، مما زاد من الغموض حول دوافع الجريمة. وبينما سارعت بعض المنصات إلى حذف الفيديو، استمرت مشاركته على نطاق واسع، مما أدى إلى تحليلات متضاربة حول ما إذا كان الجاني شخصًا تصرف بمفرده أم أن العملية كانت مخططة مسبقًا ضمن شبكة أكبر. الشرطة لم تؤكد بعد صحة هذه الفرضيات، لكنها أشارت إلى أن الجريمة تم تنفيذها بأسلوب احترافي، ما يفتح الباب أمام احتمال كونها جزءًا من تصفية حسابات سياسية أو دينية.

وبينما تواصل السلطات التحقيق، يبقى السؤال الأكبر مطروحًا: هل كان موميكا ضحية انتقام بسبب أفعاله الاستفزازية؟ أم أن الجريمة جاءت ضمن سياق تصفية حسابات سياسية أو دينية؟

 
   
 



اقـــرأ ايضـــاً
تفاصيل "التسوية" مع الفصائل.. العين على رئاسة الحشد
رصاص مباشر: مقتل سلوان موميكا خلال بث حي بعد حرقه المصاحف
فصائل تريد مواقع "مؤثرة بالقرار السياسي" مقابل التخلي عن السلاح
أميركا تنسحب رسمياً من اتفاقية باريس للمناخ
ثانية قبل منتصف الليل.. العالم يقترب أكثر من "الكارثة"
بغداد ترفض الحرب.. وأنقرة تضغط من أجل مقاتلة حزب العمال
تحذيرات حقوقية.. المجتمع العراقي قد يشهد حالات جديدة ضحيتها الأطفال الإناث
رائد فهمي يبحث مع البطريرك لويس ساكو المستجدات السياسية وتعزيز التعايش السلمي
قانون الأحوال الشخصية في العراق.. تعديل قانوني أم انتكاسة حقوقية؟
الاتحاد الديمقراطي العراقي يشارك في تأبين الراحل باسم بلو قائم مقام تلكيف السابق
اكتشاف ملياري برميل نفط في العراق
"تحالف المحاصصة والفساد النيابي" يمرر القوانين الجدلية خلافاً للدستور
 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





للمزيد من اﻵراء الحرة