الانتقال الى مكتبة الفيديو
 
شباط الأسود.. بيان من الاتحاد الديمقراطي العراقي
السبت 08-02-2025
 
الاتحاد الديمقراطي العراقي

تمر هذه الأيام الذكرى الثانية والستون لانقلاب 8 شباط 1963 الفاشي الذي أعاد العراق للعهود المظلمة، أكثر من ستين عاما مضت على تلك الجمعة المروعة لدخول مجرمي البعث بعربات تقودها مخابرات الدول الامريكية والأوربية والإقليمية. لينقضوا على منجزات ثورة الرابع عشر من تموز ونهجها الوطني الديمقراطي وانحيازها لفقراء لعراق وعموم أبنائه.

وبالرغم من أن الضحية الاولى كانت الشيوعيين واليساريين العراقيين، عن طريق البيان رقم 13 سيء الصيت، والذي دعا الى قتل الشيوعيين وابادتهم، لكن من دفع ثمن تلك التسعة أشهر السوداء ايضا هم بنات وأبناء العراق من اقصاه الى اقصاه وبكل مكوناته وفئاته. وأوقف ذلك الانقلاب التطور والتقدم الواعد لوطننا وكفاءاته العلمية والبشرية المدنية.

لقد أغرق الانقلابيون شوارع البلاد وسجونها ومعتقلاتها بدماء وآلام عشرات لآلاف من خيرة بنات وأبناء شعبنا، من وطنيين وديمقراطيين ومستقلين شرفاء. وجرى تحويل مدارس وملاعب رياضية ومبانٍ حكومية كثيرة في اجزاء واسعة من البلاد الى سجون ومعتقلات لتستوعب تلك الاعداد الهائلة من المعتقلين والسجناء الابرياء، الذين لا ذنب لهم سوى حبهم لشعبهم ووطنهم.

لقد مضى اثنان وستون عاما على جريمة شباط الأسود التي شكلت عملية اجهاض واسعة لأفاق تطور اجتماعي اقتصادي عمراني سياسي شامل وواعد، دشنته بلادنا بعد الرابع عشر من تموز، وقصمت تلك الردة الفاشية ظهر العراق جراء ما لحق البلاد من خسارة للألاف من خيرة ابنائها وكوادرها بين شهيد وسجين ومطارد ومشرد ومفقود. ولا تزال بلادنا حتى اليوم تدفع الثمن الباهظ الذي كلفها اياه ذلك الخراب المريع، خصوصا وان البعثيين عادوا مجددا الى السلطة بعد سنوات من تلك الصفحة السوداء، وأكملوا في عهد المقبور صدام حسين ما لم تسعفهم فترة حكمهم القصيرة الاولى على تحقيقه كاملا.

لقد اظهر البعثيون وحلفاؤهم في انقلابهم الدموي ذاك، مدى حقدهم على كل ما هو خيّر واصيل ونزيه في ارض الرافدين، وسجلوا ريادتهم وتفوقهم، وبامتياز، في ادخال مفاهيم وقيم وسلوكيات القتل وسفك الدماء وانتهاك الحرمات والتصفيات الجسدية في التعامل مع خصومهم السياسيين، وأدخلهم التاريخ جراء تلك الريادة من اوسع ابوابه في سجله المخزي الأسود.

اليوم ونحن نستذكر بأسى وحزن عميقين احداث 8 شباط 1963، الدامية وطيوف شهدائه وضحاياه الخالدين، وصور البطولة النادرة التي سجلوها في مواجهة الجلادين، علينا أن نتعلم ونستعيد العبر والدروس، لكي نخرج من أعقد الأزمات السياسية والاجتماعية التي يمر بها الوطن اليوم.

إن غياب الديمقراطية الحقيقية والتعددية السياسية والحزبية والحياة الدستورية الصحيحة في العراق، والتجاوز على الحريات العامة، والميل للانفراد بالسلطة، وتهميش الآخرين من القوى الوطنية واغفال تضحياتها، والاستمرار بنهج المحاصصة الطائفية البغيضة، والاستهانة برأي الجماهير، وعدم الاستماع لأصوات التشرينيين والكشف عن قتلة شهدائهم وتعويض جرحاهم، ان هذا كله كفيل بخلق الأجواء للاستمرار بتدمير النسيج الاجتماعي العراقي وتحويل العراق الى مستنقعات خلفية لدول الجوار، ومنعه من التقدم والتعافي ليواكب شعوب العالم في النمو والازدهار.

المجد لشهداء الوطن.

الاتحاد الديمقراطي العراقي

8 شباط 2025

 
   
 



اقـــرأ ايضـــاً
قرار ترامب يوقظ مخاوف الانتحار والعنف الأسري بين نازحي العراق
الأمم المتحدة تدعو واشنطن لرفع العقوبات عن قضاة المحكمة الجنائية الدولية
بعد تحقيق لشفق نيوز.. العراق يتحرك صوب "كنزه المنسي
نقابة الصحفيين بالبصرة تتحرك بعد حادثة درجال وتؤكد اتخاذ إجراءات قانونية بحقه
أمريكا تنسحب من سوريا بسرعة وتترك 40 ألف "داعشي" على حدود العراق
بينها دول عربية.. ترامب يحظر دخول مواطني عدة دول إلى الولايات المتحدة
العراق أكثر الدول العربية إستيراداً من تركيا
القوى السياسية تتحدث عن 4 مصادر لتسرّب "المال السياسي" إلى الانتخابات
البيئة تتحرك نحو "كارثة بن نجم" وتصدر توصيات عاجلة
على خارطة الطائرات المسيرة.. هل يحجز العراق مقعده أخيراً؟
"الوزاري الخليجي" يطالب العراق باحترام سيادة الكويت ويؤكد المضي بالربط الكهربائي
في أول زيارة بعد "أزمة الحشد".. الرئيس اللبناني في بغداد بشأن الديون والإعمار
 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





للمزيد من اﻵراء الحرة