الانتقال الى مكتبة الفيديو
 
فصيل «انتحاري» جديد في العراق يدعو لتحرير «سوريا" وترامب يثور على «الحوثيين»
الإثنين 17-03-2025
 
بغداد / تميم الحسن / المدى

مرة جديدة يُكشف عن تشكيل مسلح في العراق، في ثاني حادثة خلال أسبوع، لكن هذه المرة يدعو الفصيل المجهول إلى تنفيذ عمليات «استشهادية» انتحارية.

وتزايد ظهور الجماعات المسلحة مع حالة التوتر في العراق بسبب اعتراض «اليمين الشيعي» على السياسة الخارجية للحكومة بشأن التعامل مع الملف السوري، والتهديدات الأمريكية المحتملة.

وبعد بدء متغير جديد في المنطقة تمثّل بإعلان «ترامب» العمليات العسكرية ضد الحوثيين في اليمن، أعلنت مجموعة مجهولة في العراق تأسيس لواء «قوات درع العباس الاستشهادية».

وظهر شخص في مقطع فيديو متحدثًا عن أهداف التشكيل لحماية العراق والعقيدة، فيما خاطب المواطنين العراقيين وأبناء الحشد الشعبي، داعيًا للانضمام إلى «المشروع الجهادي».

ونهاية الأسبوع الماضي، أعلنت الحكومة ملاحقة مجموعة مسلحة جديدة باسم «تشكيلات علي الشعبية» تطارد السوريين في العراق.

ولفتت وسائل إعلام محلية إلى كلمة «الاستشهادية»، التي ترد لأول مرة في اسم فصيل شيعي، وهو ما قد يُشير إلى احتمال قيام هذه المجموعة بعمليات «انتحارية».

وقالت وسائل الإعلام إن الشخص الذي ظهر في فيديو إعلان «الفصيل الاستشهادي» هو كرار فتاح الصبيحاوي، الأمين العام للتشكيل الجديد، كما أن البيان الذي أذاعه الأخير تمت قراءته بشكل موحد من قبل عدة أشخاص، معلنين أنه «بقلم الأمين العام للقوات كرار فتاح الصبيحاوي»، رغم السخرية من خطابه من قبل مدونين على «السوشيال ميديا».

وظهر الصبيحاوي في مقاطع فيديو سابقة وهو يتواجد في سوريا عند مرقد السيدة زينب، وفي مقاطع أخرى وهو يجلس لدى واثق البطاط، قائد فصيل جيش المختار.

و»البطاط» كان قد أُعلن عن اغتياله في 2014، لكنه عاد مؤخرًا إلى الظهور في الإعلام بكثافة، ويقدم خطابًا معاديًا لإيران، رغم أنه كان في السابق من حلفاء طهران.

ووفق ما يبدو من حساب الصبيحاوي على مواقع التواصل، فإنه يروج لنيته «العمل على تحرير مرقد السيدة زينب من الإدارة السورية الجديدة»، كما تظهر له مقاطع فيديو وصور أثناء تواجده في إحدى مديريات ومحافل هيئة الحشد الشعبي.

الاعتراض على «الشيباني»

وجاء ظهور هذه المجموعة الجديدة بعد وصول أسعد الشيباني، وزير الخارجية السوري الجديد، إلى بغداد، واعتراض مجموعة «اليمين الشيعي».

واعتبرت هذه المجموعة، التي تضم نوابًا مستقلين مقربين من فصائل، وآخرين تابعين لنوري المالكي، زعيم دولة القانون، زيارة «الشيباني» بأنها «تطبيع مع الإرهاب».

واستقبل محمد شياع السوداني، رئيس الحكومة، الشيباني في بغداد، فيما لم يلتقِ مع قيادات «الإطار التنسيقي».

وهددت مجموعة «اليمين الشيعي» في بيان السبت الماضي باستجواب وزير الخارجية فؤاد حسين بسبب زيارة «الشيباني».

ومنذ أكثر من أسبوع، ظهرت خصومات بين الحكومة وقيادات في «الإطار التنسيقي»، بسبب التعامل مع قضية سوريا، وتهديدات «ترامب».

وتحاول بغداد أن «تمنع الفصائل» من العودة لما يُعرف بـ»وحدة الساحات»، في الأشهر الأخيرة، بحسب سياسي شيعي تحدث لـ(المدى).

وتواجه الحكومة عراقيل في «دمج الفصائل»، فيما يُعتقد أن التواصل مع الإدارة الأمريكية أصبح «صعبًا للغاية»، بحسب السياسي الشيعي.

ويخشى في العراق من تفعيل «وحدة الساحات» من جديد بعد انطلاق العملية العسكرية ضد الحوثيين في اليمن.

انتقال جغرافية الأحداث

ويعتقد إحسان الشمري، أستاذ الدراسات الستراتيجية والدولية في جامعة بغداد، أن ما يجري في اليمن هو «بداية الخيار العسكري لترامب تجاه إيران، وابتدأ بحلفاء إيران الذين تبقوا في اليمن».

ورجّح الشمري لـ(المدى) أن «هذه الحملة العسكرية قد لا تتوقف عند جغرافية الحوثيين في اليمن، بل يمتد الأمر إلى طبيعة التوجهات بالنسبة لإدارة ترامب، خصوصًا وأن هذه الضربات تزامنت مع رفض إيراني (غير نهائي) لرسالة الرئيس الأمريكي».

ورفضت إيران طلب ترامب بوقف «دعم الحوثيين»، بحسب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، فيما كانت طهران قد رفضت في وقت سابق دعوة الرئيس الأمريكي للمفاوضات حول «البرنامج النووي».

بالمقابل، رفض الحوثيون وقف الهجمات على البحر الأحمر، فيما قال ترامب أثناء إعلان العمليات العسكرية فجر الأحد، إن وقت الحوثيين «قد انتهى».

وبحسب الشمري، فإن ما يجري في اليمن ستكون له تداعيات على العراق، الذي قد يكون «المحطة القادمة»، على حد وصفه، وتابع: «إيران لم تعد تمتلك مساحة نفوذ وأذرعًا وحلفاء إلا في اليمن والعراق».

وبيّن الشمري أن هذه الهجمات هي رسالة صريحة إلى إيران، لكنها أيضًا رسالة إلى حلفائها في العراق، الذين يجب أن يأخذوا الأمر على محمل الجد.

وترتبط الجماعات العراقية التي تطلق على نفسها «المقاومة» بعلاقات مع الحوثيين، أثناء الحرب الأخيرة في «غزة» ولبنان.

هل سترد الفصائل؟

ويرى الشمري، وهو يرأس أيضًا مركز التفكير السياسي، أن الفصائل العراقية تدرك أنه «لم يعد هناك هامش للمناورة، فقد اختلف الأمر مع طبيعة إدارة ترامب، فهم (الفصائل) لم يعودوا يتعاملون مع إدارة فيها مرونة مثلما كان في إدارة بايدن، أو التغاضي في الكثير من الأحيان»، لافتًا إلى أنه «يبدو الآن القرار الأمريكي هو انكفاء إيران في المنطقة بشكل كامل وإنهاء نفوذها».

ويشكك رئيس مركز التفكير في أن «الفصائل» ستعود مرة أخرى إلى «مبدأ وحدة الساحات»، الذي وضعته طهران أثناء الحرب في «غزة» نهاية 2023.

ويقول الشمري إن «طبيعة المواقف الأولية لا تشير إلى التصعيد من قبل الفصائل، فضلًا عن أن الفصائل الماسكة بالعراق بانتظار تسوية وصفقة قد لا تغامر (عدد من الفصائل) باتخاذ الخيار العسكري».

لكن، والكلام للشمري، «إذا ما أدركت هذه المجاميع أن الضربة حتمية تجاهها، فقد تعمل على استهداف المصالح الأمريكية في العراق»، محذرًا من أن هذه الأعمال سوف «تكلف العراق الرسمي الشيء الكثير، خصوصًا وأن عودة الهجمات ستحرج السوداني بشكل كبير جدًا، وتخرب محاولات الأخير بإجراء تفاهمات مع إدارة ترامب».

العلاقة مع «الحوثيين»

وفي 13 حزيران العام الماضي، أعلن عبد الملك الحوثي، قائد جماعة «أنصار الله» (المعروفة أيضًا باسم الحوثيين)، أنهم يعملون مع «المقاومة الإسلامية في العراق» لشن هجمات ضد إسرائيل من مرتفعات الجولان.

وفي نفس العام، أفادت وسائل إعلام محلية بأن جماعة الحوثي افتتحت «ممثلية» لها في بغداد، بعد أيام من زيارة ممثل الجماعة في العراق، أبو إدريس الشرفي، المقيم في العراق منذ عام 2016، والتي شملت زيارة ميدانية لمواقع تابعة لـ»الحشد».

ويصف نايف الشمري، وهو عضو لجنة الأمن في البرلمان، سياسات ترامب تجاه المنطقة، بأنها أشبه بـ»مسدس أبو البَكَرَة؛ بلا أمان».

ويقول النائب الشمري، في مقابلة تلفزيونية تعليقًا على الأحداث الأخيرة في اليمن، إنه «قلق، ولا يمكن معرفة ما في جعبة ترامب، فإنه في أي ساعة قد يثور»، محذرًا من «إيقاف الدولار والغاز الإيراني».

ويقلل «الإطار التنسيقي» من حجم التهديدات الأمريكية على العراق، ويتهم قيس الخزعلي، زعيم العصائب، بعض السياسيين العراقيين بـ»تحريض ترامب» لاستهداف البلاد.

ويقول إحسان الشمري إن «ترامب أدرج العراق ضمن العقوبات على إيران فيما يتعلق بالنظام المالي وملاحقة نفوذ طهران في المنطقة».

وأضاف: «بدأت المقدمات بعدم إعفاء العراق في مجال الطاقة من الغاز الإيراني».

وتوقع الشمري أن يتكرر «السيناريو اليمني» في العراق، خصوصًا مع التشدد الإيراني بعدم الذهاب نحو تسوية مع «ترامب»، أو إذا ما قررت الفصائل الرد بطريقة أو بأخرى على التوجهات الأمريكية بشأن العراق.

وفي وقت لاحق، أعلنت «كتائب حزب الله» في العراق «تضامنها الكامل» مع اليمن، بحسب بيان صدر عن الفصيل أمس.

 
   
 



اقـــرأ ايضـــاً
بدائل وفرص.. العراق بين تبعات العقوبات وأزمة الطاقة
"كنز ثقافي هائل".. ما هي مؤسسة "سميثسونيان" التي طالها أمر تنفيذي من ترامب؟
حكومة جديدة في سوريا.. ماذا نعرف عن أبرز الوزراء؟
بعد حل USAID.. نحو 90% من المنظمات العراقية مهددة بالإغلاق
العراق يوافق على تزويد لبنان بالوقود لـ 6 أشهر
كُشفت الآن... رسالة "الفرصة الأخيرة" من ترامب إلى خامنئي
"المحاصصة".. سوريا تستنسخ تجربة عراقية في تشكيل حكومتها الجديدة
الصليب الأحمر تحذر من خطر يتفاقم في العراق وتضرب مثلاً بـ"الديوانية"
الفاتيكان "ممتعض" من إيقاف المساعدات الأميركية: تضر بمسيحيي العراق
وجّه رسالة للقوى السياسية.. ساكو يعتبر تمثيل المسيحيين "خاطئ" ويطالب بسجل انتخابي خاص
"رئة العراق" بخطر.. مستويات التلوث ترتفع وسط تنامي "المدن الجزرية
قانون هيئة الحشد الجديد.. رئيسها سيكون بدرجة وزير وتتحول لـ"ذراع أمنية"
 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





للمزيد من اﻵراء الحرة