محادثات إيران وأميركا تعقد في غرفتين منفصلتين وبينهما وسيط عماني

اختتمت إيران والولايات المتحدة جولتهما الثانية من المحادثات النووية في روما، السبت، على أن تجرى الجولة الثالثة من المحادثات السبت المقبل في سلطنة عمان، بحسب التلفزيون الرسمي الإيراني، الذي أشار إلى أن أجواء محادثات الجولة الثانية كانت "بناءة وإيجابية".

وتجري إيران والولايات المتحدة محادثات لحل خلافهما المستمر منذ عقود بشأن الأهداف النووية لطهران، في ظل تهديد الرئيس دونالد ترامب بإطلاق عمل عسكري إذا فشلت الدبلوماسية.

ومن المقرر أن يتفاوض وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ومبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف بشكل غير مباشر من خلال وسطاء من سلطنة عمان، بعد أسبوع من جولة أولى في مسقط وصفها الجانبان بأنها بناءة. وذكرت وكالة رويترز أن عراقجي وصل إلى روما صباح السبت لبدء المحادثات النووية.

وفقًا لوزارة الخارجية الإيرانية، تُعقد المحادثات حاليًا في غرفتين منفصلتين. ويتولى وزير الخارجية العماني نقل الرسائل بين البلدين. ووصل وزير الخارجية الإسرائيلي رون ديرمر إلى روما يوم السبت.

سعت طهران إلى تقليص آمال التوصل إلى اتفاق سريع، بعد أن تكهن بعض المسؤولين الإيرانيين بإمكانية رفع العقوبات قريبًا. وصرح المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي هذا الأسبوع بأنه "ليس متفائلًا ولا متشائمًا بشكل مفرط".

وقف البرنامج النووي الإيراني

من جانبه، قال ترامب للصحفيين يوم الجمعة: "أنا أؤيد منع إيران، بكل بساطة، من امتلاك سلاح نووي. لا يمكنهم امتلاك سلاح نووي. أريد لإيران أن تكون عظيمة ومزدهرة ورائعة".

وأعاد ترامب، الذي انسحب من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران وست قوى عالمية خلال ولايته الأولى في عام 2018 وأعاد فرض عقوبات صارمة على طهران، إحياء حملة "الضغط الأقصى" على إيران منذ عودته إلى البيت الأبيض في كانون الثاني (يناير).

تريد واشنطن من إيران وقف إنتاج اليورانيوم المخصب بدرجة عالية، والذي تعتقد أنه يهدف إلى بناء قنبلة ذرية.

كتب وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني على موقع X: "روما تصبح عاصمة السلام والحوار. لقد شجعتُ (عراقجي) على اتباع مسار التفاوض ضد الأسلحة النووية. وتأمل الحكومة الإيطالية أن يتوصل الجميع معًا إلى حل إيجابي للشرق الأوسط".

ويعتقد بعض الخبراء أن التوصل إلى اتفاق دون الحصول على فكرة واضحة عن المخزون النووي الإيراني يعني أن المسؤولين الأميركيين لن يكون لديهم أي فكرة تقريبا عما إذا كانت الجمهورية الإسلامية ستلتزم بالخطوط الأساسية الموضحة في الاتفاق.

قال ديفيد أولبرايت، رئيس معهد العلوم والأمن الدولي، لصحيفة وول ستريت جورنال : "أُعطي ترامب مهلة شهرين لإبرام اتفاق". وأضاف: "على إيران أن تبدأ تعاونًا أكثر شمولًا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتعزيز الثقة بأن أي اتفاق سيكون محكمًا".

من المقرر أن يزور سلطان عُمان هيثم بن طارق آل سعيد موسكو يوم الاثنين، بعد أيام من انطلاق جولة من المحادثات النووية بوساطة مسقط بين الولايات المتحدة وإيران. وأفاد الكرملين أن السلطان سيجري محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الثلاثاء.

أفادت وكالة الأنباء العمانية الرسمية والكرملين أن لقاءات السلطان خلال زيارته لموسكو ستركز على التعاون في القضايا الإقليمية والعالمية، دون تقديم مزيد من التفاصيل. وأضاف الكرملين أنه من المتوقع أن يناقش الزعيمان أيضًا العلاقات التجارية والاقتصادية.

التفاوض على بعض القيود

وكتب علي شمخاني، عضو مجلس تشخيص مصلحة النظام في الجمهورية الإسلامية ومستشار المرشد الأعلى الإيراني، في منشور على تويتر يوم السبت أن الفريق الإيراني في روما لديه "السلطة الكاملة" للتوصل إلى اتفاق.

فريق إيران في روما يتمتع بصلاحيات كاملة للتوصل إلى اتفاق قائم على تسعة مبادئ: الجدية، الضمانات، التوازن، عدم التهديد، السرعة، رفع العقوبات، رفض النموذج الليبي/الإماراتي، احتواء مثيري الشغب (مثل إسرائيل)، وتسهيل الاستثمار. لا للتنازل.

وقد نشر شمخاني نفس المنشور باللغة العبرية.

وتقول طهران، التي قالت دائما إن برنامجها النووي سلمي، إنها مستعدة للتفاوض على بعض القيود مقابل رفع العقوبات، لكنها تريد ضمانات قاطعة بأن واشنطن لن تتراجع مرة أخرى كما فعل ترامب في عام 2018.

منذ عام 2019، انتهكت إيران وتجاوزت بكثير حدود الاتفاق النووي لعام 2015 بشأن تخصيب اليورانيوم، حيث أنتجت مخزونات أعلى بكثير مما يقول الغرب إنه ضروري لبرنامج الطاقة المدنية.

وصف مسؤول إيراني كبير، طلب عدم الكشف عن هويته، موقف إيران التفاوضي بأنه "خطوط حمراء" تتمثل في عدم الموافقة مطلقًا على تفكيك أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم، أو وقف التخصيب تمامًا، أو خفض مخزونها من اليورانيوم المخصب إلى ما دون المستويات المتفق عليها في اتفاق عام 2015. كما ترفض إيران التفاوض بشأن القدرات الدفاعية، مثل الصواريخ.

وفي حين قالت كل من طهران وواشنطن إنهما عازمتان على مواصلة الدبلوماسية، لا تزال هناك فجوة واسعة بينهما بشأن النزاع المستمر منذ أكثر من عقدين من الزمن.

وتفاعل ويتكوف وعراقجي لفترة وجيزة في نهاية الجولة الأولى الأسبوع الماضي، لكن المسؤولين من البلدين لم يجروا مفاوضات مباشرة منذ عام 2015، وقالت إيران إن محادثات روما ستعقد أيضا بشكل غير مباشر من خلال الوسطاء العمانيين.

وعرضت روسيا، وهي طرف في الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، "المساعدة والتوسط ولعب أي دور" يكون مفيدا لإيران والولايات المتحدة.