الانتقال الى مكتبة الفيديو
 
تلة جصّان.. حكاية قرية عراقية قاومت عوامل الزمن لألف عام
الجمعة 25-04-2025
 
شفق نيوز

على ارتفاع نحو 10 أمتار عن سطح الأرض، تتربع تلة جصّان – أو ما يعرف محلياً بـ”تل الجبل” – في قضاء جصّان بمحافظة واسط، كواحدة من أقدم المناطق السكنية في جنوب العراق.

هذه التلة ليست مجرد مرتفع جغرافي، بل تجاوزته لتكون ذاكرة حية لأكثر من ألف عام من الحياة والبناء والمقاومة في وجه الطبيعة.

نشأة قديمة وتخطيط فريد

بُنيت التلة قبل أكثر من ألف عام، وتضم أكثر من 600 بيت شُيّدت من الطين وجذوع النخيل، ما يعكس نمط البناء البيئي والتقليدي الذي اعتمد عليه سكان المنطقة لمواجهة الفيضانات.

وتحيط بالبقعة ثلاث بساتين خضراء، وكانت التلة أشبه بقلعة طبيعية، تُشبه من حيث الفكرة قلعة أربيل، وقد جرى بناء سور بارتفاع 4 أمتار حولها لحمايتها من الغزوات في العصور السابقة.

سكن وكرم وتقاليد

التلة كانت مركز ضيافة واستراحة للضيوف من مختلف المحافظات، وكانت تُعرف بكرم سكانها وتلاحمهم، كما ارتبطت بأمثال شعبية بقيت حية في الذاكرة، من أشهرها: "جصّان يا أمّ النهل، يا أمّ المحنة، نزوروچ صبح وعصر ونذكر أهلنا".

وتحدث أحد كبار سكانها، غني حمود، عن تمسك الناس بتقاليدهم قائلاً: "نحن أهل (الشرجي)، معروفين بعلاج العصب السابع، ولدينا، فإن الفرح والحزن يجمع الكل، فعندما يموت جار، التلفزيون يبقى مغلقا سنة كاملة احترامًا للجيران وغيرها من العادات".

من أعلى التلة إلى الحي الحديث

مع توسع البناء وانتقال الأجيال إلى الأحياء الجديدة، بدأت أعداد سكان التلة تتراجع من نحو 500 بيت إلى أقل من 50 بيتًا اليوم.

لكن ما زال بعض السكان يفضلون البقاء في بيوت أجدادهم على التلة، متمسكين بجذورهم رغم غياب الخدمات والحداثة.

ذاكرة المدينة وغزالها الغائب

في السابق، كان نهر “الكلّال” يمر بالقرب من التلة، ما جعلها في مرمى الفيضانات، لكن مع مرور الزمن والتغيرات المناخية، جف النهر، وغاب الغزال الذي كان يزين سهول جصّان، ومع ذلك، بقيت ذاكرة المكان حاضرة في الأزقة، والمقاهي القديمة، والمدرسة الوحيدة، ووجوه من تبقى من أهلها.

مقاهٍ لها جمهورها

اشتهرت التلة في الماضي بوجود ما بين 5 إلى 7 مقاهٍ شعبية، منها مقهى المعلمين، ومقهى الفلاحين، ومقهى الكسبة، ومقهى العمال، وكانت المقاهي بمثابة نوادٍ اجتماعية يومية، يجتمع فيها أبناء الحي بحسب المهنة والاهتمام.

إرث شعبي بحاجة للتوثيق

تلة جصّان اليوم ليست مجرد منطقة سكنية قديمة، بل إرث حضاري وإنساني، بحاجة إلى التوثيق، والحماية، وربما الإحياء، فهي تختصر قصة شعب بنى بيديه، وصبر على الجفاف والفيضان، وورث الأمانة من جيل إلى جيل.

 
   
 



اقـــرأ ايضـــاً
تلة جصّان.. حكاية قرية عراقية قاومت عوامل الزمن لألف عام
"الإطار" يخشى خسارة الانتخابات أمام السوداني: المسؤول يستقيل قبل ترشحه!
في عيد الأرض، البيئة العراقية في خطر
45 درجة مئوية.. العراق "يكتوي" بأول موجة حارة الجمعة المقبل
المالكي يتعثر أمام "حلفاء السوداني".. ومفاجآت في اللحظات الأخيرة قبل الانتخابات
العراق.. رئيسا الجمهورية والحكومة ينعيان البابا فرنسيس
اعتراضات شيعية على "ضيوف القمة".. هل دخل الرئيس السوري الانتخابات العراقية؟
الغبار يعود إلى الأجواء العراقية مجدداً
البابا بين الحشود في ساحة القديس بطرس في رسالة الفصح
الآلاف يخرجون في أنحاء الولايات المتحدة في مظاهرات مناوئة لترامب
نهاية الجولة الثانية في روما والثالثة خلال أيام في سلطنة عمان
الصدر يرد على رئيس الجمهورية بشأن الانتخابات ويوجه رسالة للعراقيين
 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





للمزيد من اﻵراء الحرة