بمناسبة انسحاب القوات الامريكية من العراق.

في احد ايام شباط 2003 وقبل دخول القوات الامريكية الى العراق باقل من شهرين عندما كان جورج دبليو بوش يهدد ويحشد القوات لدخول العراق، اخبرنا زميلنا صائب شونية (ابو رعد) بقيام تظاهرة كبيرة في مدينة ديترويت تنظمها نقابات العمال في المدينة ضد الحرب.

اجتمع زملاء الاتحاد الديمقراطي العراقي في مشيكن وقررنا المشاركة في التظاهرة ضد دخول الولايات المتحدة الامريكية في الحرب ضد العراق، وكان رأينا واضحا، نحن مع التغيير ومع ازالة صدام وحزب البعث ولكن ليس بيد قوى خارجية وانما بأيدي عراقية. وكنا نطالب المسؤولين الامريكيين حينها برفع الحصار عن الشعب العراقي ومساعدة العراقيين واحزابهم الوطنية وقوى المعارضة للقيام بالتغيير داخليا لبناء دولة ديمقراطية ومجتمع مدني.

وقد كان لزملاء الاتحاد الديمقراطي موقفا ثابتا من الحرب. ففي خلال الحملة التي كانت تقودها حكومة بوش لكسب التأييد للحرب، زار في تلك الفترة (بداية 2003)  وفد من وزارة الدفاع الامريكية ولاية مشيكن والتقى بمجموعة من الناشطين العراقيين في الولاية وكنت أنا احدهم،  وجرت مناقشات طويلة مع الوفد حول مستقبل العراق وما يجب عمله لبناء عراق ديمقراطي وحكومة مدنية. وفي اليوم التالي علمت بأنني واحد من اربعة اختارهم وفد وزارة الدفاع للذهاب الى واشنطن للقاء مسؤولي وزارة الدفاع وعلى رأسهم بول وولفويتز الذي كان يتولى منصب نائب وزير الدفاع الأمريكي حينها.

بعد الحوار مع زملائي في الاتحاد الديمقراطي العراقي في مشيكن قررت رفض الدعوة وعدم الذهاب الى واشنطن للقاء وولفويتز . كان رأينا ان العساكر والجيوش الاجنبية ربما سوف تحل مشكلة العراق الانية (اي التخلص من نظام صدام) ولكنها لن تبني النظام المنشود في العراق اي النظام المدني الديمقراطي ولن تبني وطن سعيد للعراقيين. وأثبتت الايام صواب رأينا.

اما الذين ذهبوا الى واشنطن لتلبية تلك الدعوة فقد شكلوا النواة الأولى لهيئة إعادة اعمار العراق تحت ولاية الحاكم المدني بول بريمر.

وعودة الى تظاهرة ديترويت في شباط 2003، فقد خرجت مجموعة من زملاء واصدقاء الاتحاد الديمقراطي العراقي للمشاركة بالتظاهرة حاملة لافتات باللغة العربية والانكليزية تقول:

"لا للحرب... لا لصدام ... نعم للديمقراطية"

"صدام يجب ان يذهب"

"العراق بحاجة لحقوق الانسان لا للحروب"

وخرج الالاف من العمال الامريكان وعوائلهم في تلك التظاهرة معبرين عن عدم رضاهم لدخول القوات الامريكية للعراق ومعلنين رفضهم بشكل عام للحروب في اي مكان.

وكان الاتحاد الديمقراطي العراقي التجمع العراقي والعربي الوحيد المشارك في تلك التظاهرة ، وحسب ما اذكر كان ذلك اليوم من أبرد ايام ولاية مشيكان الامريكية المعروفة بقسوة شتاءها. وسارت التظاهرة في الشوارع الرئيسة في مدينة ديترويت لعدة ساعات وانتهت بتجمع كبير وكلمات من الساسة والمسؤولين عن التظاهرة.

شارك في التظاهرة من زملاء الاتحاد كل من نبيل رومايا وجميل ميزي وصباح شلال وسمير عتو وعامر جميل وعامر حسن وسعد كاظم وحيدر الجبوري والمرحوم صائب شونية واخرين لا تسعفني الذاكرة بأسمائهم.

وسجلت عدسة كامرتي هذه اللقطات لذلك اليوم الشتائي القارس من شباط  قبل حوالي التسع سنوات لمجموعة من زملاء الاتحاد يحملون هموم شعبهم  في قلوبهم رغم بعدهم عن الوطن بألاف الاميال.

1 كانون الثاني 2012

Nabil_roumayah@yahoo.com