الانتقال الى مكتبة الفيديو
 
الأحد 30-09-2012
 
فهد الصكر
لا يعرفنا سوى من استطاع الحب ، فنحن نحب المعرفة ونعشقها ، ونستمر بترميم الاغلفة كي تصل اليكم دواخلنا ، هؤلاء نحن ..نحصد الشوك المتجذر في طرق الجمال ، نحصده بالحرف والكلمة والفكرة ، حتى يكتمل نصاب الفهم ". نحن مجموعة من الشباب نحاول تفسير الالواح الطينية والورقية والتكنولوجيا ، وفي الوقت عينه ، نحاول الفهم ، فإن كان اول كتاب عودة للماضي فالثاني هو الذهاب الى الامام ، ما يهمنا هو أن نقرأ ، نعم ، "أنا عراقي .. أنا أقرأ".

بهذه المفردات عرفوا أنفسهم للعراق والعالم ، وتوجهوا إلى الشباب وكبار السن والاطفال والنساء ، وهم يحملون زاد المعرفة والفكر دون مقابل ، بغية إلفات النظر و السعي إلى إعادة الصلة والعلاقة مع الكتاب – القراءة ، بعد أن غادرت الكثير من الناس بفعل الممارسات الفاشية التي أرادت لهذا الشعب أن يغرق في الجهل ، كي تسد عليه طريق معرفة حقوقه وانسانيته في عالم متغير. جاء هذا الكرنفال على أرضية ضفاف دجلة عصر أمس الأول، بحضور لافت للنظر من الادباء والمثقفين ورجال السياسة والفن ، وعامة الناس، خاصة منهم الشباب الذين دهشوا لهذا الكرنفال الذي هو الاول من نوعه في العراق ، في ممارسة معرفية بعيدة عن الاطر الرسمية ، يقودها هؤلاء الشباب بانتماء خالص لروح الوطن وشعبه . ولتسليط الضوء على هذه الفعالية تجولت "طريق الشعب" بين الجموع الغفيرة لاستطلاع آراء الحضور، حتى اننا اقترفنا ذنبا حين قطعنا متعة القراءة على البعض، واقتحمناهم بالسؤال أو طلب الرأي . كان أول المتحدثين ، أحد أعضاء اللجنة التنظيمية لهذا الكرنفال، علي الجاف: " نحن متفائلون كثيرا بالحملة منذ أن شرعنا بها قبل أكثر من ستة أشهر ، إذ نعتقد أن الكتاب هو الاساس للقادم من الايام في خضم صراعات جعلت من نسب الوعي متدنية ، ووسط تجاهل للحركة الثقافية ودور المثقف الفاعل في المجتمع " وأضاف " الحملة ستتواصل في المحافظات، وسندخل الجامعات والمدارس، وهدفنا نحو القراءة هو جلب أو سحب أكبر عدد ممكن من الشباب لصناعة جيل مثقف وواعٍ ". الصحفي والاعلامي عبد المنعم الاعسم: " هذه ظاهرة اعتراضية بالمعنى الحضاري ، بمعنى ما، فهي تمضي بالضد من تيار الجهالة والتخويف من الكتاب ، وبالضد من كم الافواه وتعمية العيون. إنها ظاهرة اقتحامية أيضا، بمعنى إنها تدس نفسها في شبكة المستحيلات، وهي رسالة يقول فيها العراقي " أنا أقرأ فأنا غير ميت". الكاتب والباحث الاسلامي السيد أحمد القبانجي:" ظاهرة حيوية من جهات عدة ، إنها غير رسمية خرجت من باطن الشعب وتحديدا من الشباب ، وتعبر عن أن العراق يخطو نحو التطور والمعرفة ، وتجاوز الحاجات الاولى مثل الاكل والامن والصحة، وراح هذا الانسان يصب في سيل التطور البشري (المعرفة ) " وأضاف " وبإيحاء آخر تدلل على طابع منفتح على أنواع المعرفة، واذا ترى أطيافا مختلفة من الشعب العراقي يلتهمون روافد المعرفة ، هذا يعني أن الحرية روافدها كثيرة ، ويقينا لا تنال الامة حريتها الا من خلال المعرفة وتنوعاتها ". الشاعرة كواكب كريم: " خرجت من هذا الكرنفال المعرفي بانطباع رائع ، وأتمنى أن تجد هذه الفعالية صداها في جميع المحافظات، لكي تشجع الشباب على إعادة الصلة مع الكتاب في ظل الثورة المعلوماتية التي أبعدت الكثير منهم عن الكتاب والقراءة". عضوة رابطة المرأة العراقية زينة فاضل: " هذا الكرنفال قمة الروعة ، وأشعر أنه فجر شيئا مكتوما في دواخلنا ، وهو بعيد عن التمييز بين طبقات المجتمع ، كذلك وجدت تنوع أدوات المعرفة من خلال الكتب التي افترشت ضفاف دجلة ، وما فاجأني هو إني حصلت عن كتاب كنت أبحث عنه يعالج حقوق الانسان ، وهو يقع ضمن منهاج عملي". الشاعر المغترب في كندا كريم شعلان: " كرنفال جميل ، وهكذا فعاليات تدلل على روح الحياة واتقادها لدى هؤلاء الشباب ، وإن هذه المرحلة تحتاج الى هكذا فعاليات، إذ إن القراءة هي أفضل ما ينير للاجيال الوعي والفكر والبقاء ، ويجب أن تكثف وتولد شبيهاتها أيضا ، من أجل أن تكون هناك قدرات للتفكير لهذه الاجيال التي تحاصرها الايديولوجيات المبطنة والطائفية. نحن بحاجة الى الفكر ولا يتحقق ذلك إلا بالقراءة ". الموسيقي دريد الخفاجي: " لفت انتباهي وجود أجيال مختلفة من واقع اجتماعي مختلف ، برلمانيين ومسؤولين سابقين وطلاب مدارس ، ويبدو إن النخبة الثقافية في الوطن تشعر بالحاجة الدائمة الى تنظيم لقاءات عفوية تزيد من توطيد صداقاتهم مع الناس ومن ذوي الاختصاصات الاخرى. مثل هذه اللقاءات قد توفر فرصا كثيرة وتدفع إلى التفكير والتخطيط لمشاريع فنية وثقافية بين الاختصاصيين ، وهذا الكرنفال يوفر محبة الناس للكتاب والثقافة ، ويشجع من لم تكن له رغبة في ممارسة القراءة ، لأن الكثيرين من الناس يدفعهم التشجيع الى خوض هذه التجربة. وهكذا مبادرات هي من وجهة نظري تشبه ردة فعل ضد أشكال النزاعات والعنف ". الشاعر ياس السعيدي: " من الطبيعي إن هذه التظاهرة ، هي محاولة جادة لإرسال مجموعة من الرسائل ، لعل أبرزها اثبات ان هذا الوطن ليس عشا للدخان ولا وكرا للقتلة ، الرسالة الثانية ، هي أن الكتاب ما زال حيا فيما يخص الحضور. ويسعدني أن الاحظ ان الحضور الشبابي كبير، ولعل هذا الحضور هو خطوة اولى ، من يحضر اليوم من الشباب سيقرأ غدا ، باختصار إنك تصنع إنسانا قارئا . بالتالي أنت تصنع إنسانا غير قابل للقتل". هذا وعلى هامش هذا الكرنفال ، أقيم معرض للرسم، شارك فيه العديد من الفنانات والفنانين بأعمالهم الفنية التي جسدت الحدث المعرفي (أنا عراقي .. أنا أقرأ). وتحدثت الفنانة التشكيلية أيناس غازي عن مشاركتها في الرسم الحر: " لوحتي عن امرأة أشبه بالملاك وهي تشارك الشباب فرحة القراءة ، وهو عمل فني حفزني عليه هذا الكرنفال الذي أشهده لأول مرة في حياتي". كذلك أقيم معرض للصور الفوتوغرافية ، وكان هناك أيضا جناح خاص لكتب الاطفال الذين بدت الفرحة على وجوههم وهم يطالعون في مدونات الطفولة التي وفرها لهم شباب ( أنا عراقي .. أنا أقرأ ).

 
   
 



اقـــرأ ايضـــاً
تهنئة من الاتحاد الديمقراطي العراقي
المعتقلون الفلسطينيون.. أجساد عارية وعيون معصوبة وقطع غيار بشرية
إضاءة ومساهمة في مؤتمر نسائي هام بالسليمانية
تصويت بغالبية كبرى في الجمعية العامة تأييدا لعضوية فلسطين في الأمم المتحدة
صراع الممرات: طريق التنمية من منظور تاريخي وباب التعاون بين بغداد وانقرة
"النجباء" توعدت بالانتقام وفصائل عراقية تقصف إيلات
اللجنة الثقافية في الاتحاد الديمقراطي في كاليفورنيا تضيّف الدكتور سلام يوسف في (قراءات في ملحمة كلكامش)
نصف عام و كرسي رئيس البرلمان خالٍ.. من سيظفر بـ المطرقة ؟
بايدن يوجّه أقوى رسالة إلى إسرائيل
صحيفة إسرائيلية تصف تأخير شحنات الأسلحة الأمريكية لإسرائيل بـ"الضربة" وتؤكد: القادمة أكثر إيلاماً
الشرطة تفكك مخيم اعتصام موالٍ للفلسطينيين بجامعة جورج واشنطن
خلال يوم.. 7 مجازر إسرائيلية توقع أكثر من 250 ضحية في غزة
 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





للمزيد من اﻵراء الحرة