الانتقال الى مكتبة الفيديو
 
مدرسة الموسيقى والبالية ببغداد تستعيد آلاتها المحطمة
الأربعاء 31-12-1969
 

أطفال عراقيون يتحدون الموت بالرقص والموسيقى
عمر العبادي:بغداد 25 ابريل نيسان /رويترز/ - نهبت عصابات مسلحة كانت تجوب الشوارع في يوم ما الات التشيللو بينما حطم مفجرون انتحاريون القاعات المكسوة جدرانها بالمرايا التي كان يتدرب فيها راقصو الباليه.
لكن حب هذا الفن دفع مجموعة من الطلبة الى الاستمرار في الذهاب الى مدرسة الموسيقى والباليه في بغداد.تقول ميديا سرمد البالغة من العمر 14 عاما كان جدي يعزف على الة الكمان لذا شجعتني اسرتي على ان اتعلم العزف عليها. أحب ان اعزف اعمال موتسارت .
أريد الاستمرار في هذه المدرسة رغم الاوضاع السيئة. يوما ما أريد أن أكون مؤلفة موسيقيةوتقع المدرسة بالقرب من قاعدة عسكرية كانت هدفا لكثير من الهجمات الانتحارية وهجمات بقذائف المورتر التي يشنها مسلحون يسعون للاطاحة بالحكومة التي تدعمها الولايات المتحدة.وكانت المدرسة التي افتتحت عام 1969 واحدة من المراكز الفنية العراقية المرموقة. لكنها الان تكافح لتبقى أبوابها مفتوحة وسط الفوضى التي تعم ارجاء بغداد بعد ثلاث سنوات من الغزو الامريكي.ويحرس رجال مسلحون بالبنادق بوابات المدرسة فيما يدخل اطفال يحملون حقائب الات الكمان او يرتدون تنورات قصيرة المبني.ورغم وقوعها في منطقة خطيرة يقول الطلبة وهم خليط من المسلمين وكذلك المسيحيين انهم يجدون السلوى في المدرسة بعيدا عن حمام الدم اليومي في بغداد الذي دفع البلاد الى شفير حرب اهلية.وتقول بلسم عماد ذات العشر سنوات وهي ترتدي تنورة حمراء براقة وقميصا أبيض عندما ادخل قاعة الباليه انسى كل شيء عن الفوضى بالخارج .ويملا الصوت الشجي لكمان جنبات أحد فصول الدراسة. وفي قاعة الباليه يرقص الفتيان والفتيات ازواجا يتدربون باناقة على حركاتهم فيما يوجههم المعلمون.لكن مديرة المدرسة ناجحة نايف تقول ان العنف القى بظلاله. وتخلف طلاب لان كثيرين منهم يخشون ان يقتلوا وهم في طريقهم الي المدرسة.وحطمت انفجارات نوافذ ومرايا المدرسة. واجتاح مسلحون فناء المدرسة للاحتماء خلال معارك مسلحة بينما كان الطلبة يعزفون على الالات الوترية وترقص الراقصات على انغام بيانو ضخم.وكحال الكثير من المباني في بغداد نهبت المدرسة في الايام التي اعقبت سقوط حكم صدام حسين.وقالت ناجحة انه قبل الحرب كانت المدرسة تواجه مشكلة صعوبة قبول كل من يتقدم للالتحاق بها. ويضم المركز الان 200 طالب وما زال قادرا على الاستمرار جزئيا بفضل المعونات الاجنبية.واضافت فقدنا الكثير من الطلبة الموهوبين.ويقول بلال عوف /12 عاما/ الذي يعزف على الة المزمار ان اسرته انتقلت من منطقة الدورة الخطيرة بعد تلقي تهديدات بالقتل وهو امر شائع هذه الايام فيما يمزق العنف الطائفي العراق.واردف اذا لم نذهب للمدرسة وجلسنا في المنزل ستموت الثقافة العراقية .وتقول ايثار ماجد /8 سنوات / التي تعزف التشيللو انها احيانا تحتاج ساعات للوصول الى المدرسة وتؤخرها متاهات نقاط التفتيش وامتار من الاسلاك الشائكة التي تعج بها بغداد.يحضرني أبي الي المدرسة. كنت خائفة من الانفجارات واطلاق النار في البداية لكنني اعتدت عليها مع الوقت. احب عزف الموسيقي والانضمام لاصدقائي هنا .وفي ايام مجدها كانت المدرسة توفد طلابها الى روسيا والمجر وتشيكوسلوفاكيا في علامة على صلات الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين الطيبة مع دول الكتلة الشيوعية السابقة.وحضر اساتذة من دول اوروبا الشرقية لتدريس الموسيقى والباليه للطلبة العراقيين لكنهم غادروا جميعا بسبب الحرب والعقوبات في تسعينات القرن الماضي.ورغم صعوبات الحياة يقول الطلبة انهم يحلمون بيوم ينضمون فيه الى الاوركسترا السيمفوني الوطني العراقي او يرقصون فيه امام جمهور في مسرح بغداد القومي.تقول رولا فالح البالغة من العمر 14 عاما احب الباليه. انه المكان الذي استطيع فيه التنفس .

 
   
 


اقـــرأ ايضـــاً
بيئة كوردستان: انبعاثات "النشاطات البشرية" أكبر عوامل التغير المناخي
"ليس هناك خطأ".. منظمة الصحة العالمية تحسم عدد القتلى في غزة
أخطر مهربي البشر.. سلطات كردستان تعلن اعتقال "العقرب"
تعليق أمريكي على تخريب "مساعدات غزة"
مصر تلغي اجتماعاً مع مسؤولين عسكريين اسرائيليين
تهنئة من الاتحاد الديمقراطي العراقي
المعتقلون الفلسطينيون.. أجساد عارية وعيون معصوبة وقطع غيار بشرية
إضاءة ومساهمة في مؤتمر نسائي هام بالسليمانية
تصويت بغالبية كبرى في الجمعية العامة تأييدا لعضوية فلسطين في الأمم المتحدة
صراع الممرات: طريق التنمية من منظور تاريخي وباب التعاون بين بغداد وانقرة
"النجباء" توعدت بالانتقام وفصائل عراقية تقصف إيلات
اللجنة الثقافية في الاتحاد الديمقراطي في كاليفورنيا تضيّف الدكتور سلام يوسف في (قراءات في ملحمة كلكامش)
 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





للمزيد من اﻵراء الحرة