الانتقال الى مكتبة الفيديو
 
تضاد تشكيلي.. يجمع خمسة فنانين من مدارس مختلفة
الأربعاء 14-10-2015
 
عبدالجبار العتابي

في تجربة جديدة، اشترك خمسة فنانين تشكيليين عراقيين في تنظيم معرض فني حمل عنوان (تضاد تشكيلي) يضم اساليب مختلفة نالت استحسان الجمهور.

جمعت المصادفة خمسة فنانين تشكيليين فقرروا اقامة معرض مشترك على الرغم من اختلاف الاساليب والمدارس ليجربوا هذه التجربة التي احتضنتها قاعة الفنون التشكيلية في المركز الثقافي البغدادي، والتي اكدوا انها تجربة اولى لمشروع مستقبلي كما اشاروا الى هذا المعرض ما هو الا استراحة بعد طول عناء للون كاد ان يكون قاتما فابتعد ليولد معرضنا ونحن نتوسم منه ان يكون واحة غناء لقادم الايام وايقونة تحكي ان الحياة لابد منها من ان تستمر بضربة فرشاة فستحيا حتما.

كما انهم كتبوا في (فولدر) المعرض: حين يتسم الخراب مع الحرب اليومية في ظل هذيانات مدينة غادرها الفرح يصبح مجرد التفكير بالامل امر واقع، من هنا وفي ظل انكسارات كبيرة واسقاطات اكثر لامست حتى احلام الطفولة وقد فقدت معناها يأتي (تضاد تشكيلي) كنوع من التحدي لصناعة الجمال عبر مدارس واساليب فنية مختلفة تبناها كل من للفنانون:أسماء الدوري، حسن الصباغ، آوات كريم، محمد السبع، فهد الصكر،ولكل واحد منهم رؤاه واسلوبه وطريقة معالجة مواضيعه الفنية لكنهم ينشدون للحياة والحب كمعادل موضوعي لهذا الضياع وهو يتخذ من بغداد محطته ومدن اخرى.

مشروع مستقبلي

  فقد اكد الفنان فهد الصكر ان الهدف من المعرض زرع شيئا من الجمال، وقال: تضاد تشكيلي يعني الاختلاف في الاساليب والرؤية التشكيلية لكل عمل اتخذه الفنانون المشاركون في المعرض، فلكل واحد منه اسلوب وتكنيك معين في استخدام اللوحة التشكيلية وجاء التضاد كنوع من التحدي في ظل هذه الانكسارات والاسقاطات التي تحيط بالعاصمة بغداد وفي ظل الخراب الذي يحيط بنا كمثقفين. واضاف: اردنا ان نزرع شيئا من الجمال والبسمة وشيئا من الامل لدى المتلقي العراقي، لذلك جاء تضاد كمشروع مستقبلي ايضا سيجمع فنانين ومثقفين وادباء سيحيطون ثيمة المشهد التشكيل المغاير في العراق بعد عام 2003.

هدفنا واحد

 اما الفنان اوات كريم فقال: شاركت بست لوحات بالاكريليك وبحجم واحد تتناول موضوعات عاطفية اجتماعية ما عدا لوحة واحدة تناولت فيها موضوع الهجرة من وجهة نظر المهاجر وليس من وجهة نظر العامة، وهذه المشاركة تعد نواة لجماعات فنية مستقبلا وستكرر داخل العراق. واضاف: ما تميز به المعرض هو اختلاف الرؤى وتناول الموضوعات ومعالجتها ما بين فنان واخر وهدفنا الوحيد هو ان تتطور الحركة التشكيلية العراقية بعد حالة من الركود ونسعى الى ان تكون هناك مشاركات اكثر وانتشار اكثر واوسع.

تحد للظروف

فيما عبرت الفنانة اسماء الدوري عن سرورها بالمشاركة وقالت: شاركت بست لوحات في تضاد تشكيلي الذي اعده تحديا للالم والخراب والوجع، وقد حرصنا من خلال اعمالنا ان يكون الجمال اقتحام للالم والدمار، وعنوان المعرض يعطي انطباعا ان كل فنان له اسلوبه الخاص وتعبيره المختلف واستطعنا ان نزرع الامل في نفوس المتلقين من خلال تنوع اعمالنا بالوانها وتقنياتها المختلفة. واضافت: المعرض هو تحد لكل ما يجري حولنا، وانا اراه يمثل الامل بالنسبة لي، فضلا عن انني لا اعتبر اللوحات لوحات بقدر ما اعتبرها زهورا وأعده عرسا في ظل ظروفنا الحالية. وتابعت: المصادفة كانت وراء اجتماعنا واقامتنا للمعرض، فزميلي محمد السبع سبق ان شاركت معه في سمبوزيوم في لبنان وطرحت عليه فكرة ان نقدم عملا مشتركا ومن ثم اشترك معنا زميله حسن الصباح ثم اوات عبد الكريم وهكذا اجتمعنا وقررنا اقامة المعرض في هذا المكان الجميل ملتقى الادباء والفنانين والمثقفين.

تجربة رائعة

اما الفنان محمد السبع فقد اكد انها تجربة رائعة، وقال: مشاركتي في المعرض بعد ان اجتمعنا وقررنا نحن الفنانين الخمسة الذين ننتمي الى مدارس مختلفة واساليبنا متباينة ما بين التنقيط والتجريد والسريالي والطرق على النحاس، والفكرة طرحت من اجل ان يكون الفنانون مع بعضهم البعض بمدارسهم الفنية كافة. واضاف: لوحاتي تناول البغداديات باساليبي الخاصة التي استخدمها التدوير الناعم واقلام السوفت وعندي التنقيط المتداخل. وتابع: التجربة جديدة بالنسبة لي ان اشترك مع فنانين ولكنني اعتقدها تجربة رائعة واتوقع ان يقلد الفنانون الاخرون هذه التجربة الممتعة.

تنشيط للحركة الفنية

مسك الختام كان مع الناقد التشكيلي قاسم العزاوي الذي اكد على اهمية التجربة لاسيما في الوقت الحالي، وقال: قدم هؤلاء الفنانون الخمس معرضا مشتركا تحت اسم (تضاد تشكيلي) وان كان ليس تضادا لانهم يقصدون التضاد في الاساليب وهذه حالة بديهية طالما المعرض مشترك فبالتأكيد هناك تضاد في الاساليب التشكيلية، وانما تضاد كأسم فقد جمع في الثمانينيات مجموعة من القصاصين تحت عنوان (اصوات عالية) وكان ذلك تضاد في الاساليب ايضا.

واضاف:المعرض تنوع ما بين الشغل النحاسي وهو يقترب من الفن البيئي والتزييني بلوحات شناشيل وغيرها لتأكيد وتوثيق بغداد باساليب جميلة وهناك اسماء الدوري ما زالت على اسلوبها القديم الطباعي على التعبيري على عدة اساليب واعتقد انها بحاجة الى موجهات تشكيلية لتؤكد بصمتها، اما الفنان اوات اعماله بسيطة وجميلة، واشتغل حسن على المنمات والزخارف وكأنني اراى لاول مرة رجلا يشتغل به لان النساء هن من يعملن به لكنه اجاد كثيرا وبشكل عام في هذا الظرف ان يقام مثل هذا المعرض الجميل فهو لتنشيط الحركة التشكيلية وهذا شيء يفرحنا، وعلى العموم المعرض مفرح والمستويات متفاوتة وبحاجة الى تجارب اخرى.

 
   
 



اقـــرأ ايضـــاً
المعتقلون الفلسطينيون.. أجساد عارية وعيون معصوبة وقطع غيار بشرية
إضاءة ومساهمة في مؤتمر نسائي هام بالسليمانية
تصويت بغالبية كبرى في الجمعية العامة تأييدا لعضوية فلسطين في الأمم المتحدة
صراع الممرات: طريق التنمية من منظور تاريخي وباب التعاون بين بغداد وانقرة
"النجباء" توعدت بالانتقام وفصائل عراقية تقصف إيلات
اللجنة الثقافية في الاتحاد الديمقراطي في كاليفورنيا تضيّف الدكتور سلام يوسف في (قراءات في ملحمة كلكامش)
نصف عام و كرسي رئيس البرلمان خالٍ.. من سيظفر بـ المطرقة ؟
بايدن يوجّه أقوى رسالة إلى إسرائيل
صحيفة إسرائيلية تصف تأخير شحنات الأسلحة الأمريكية لإسرائيل بـ"الضربة" وتؤكد: القادمة أكثر إيلاماً
الشرطة تفكك مخيم اعتصام موالٍ للفلسطينيين بجامعة جورج واشنطن
خلال يوم.. 7 مجازر إسرائيلية توقع أكثر من 250 ضحية في غزة
"بحر تحت التلال".. غاز المنصورية ينتظر الاستخراج وجهات داخلية وخارجية تعرقل
 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





للمزيد من اﻵراء الحرة