عد ناشط مدني، اليوم الأربعاء، أن مبادرة أمينة بغداد، ذكرى علوش، بمواجهة المتظاهرين والاستماع إلى شكاواهم ومطالبهم وجهاً لوجه، خطوة "ايجابية" تؤسس لتعامل "سليم" مع الحراك الشعبي المطالبة بـ"الحقوق"، مبيناً أن علوش أقرت بحاجتها لمدة أطول لمعالجة التداعيات السلبية التي ورثتها في ظل حاجة العاصمة لمشاريع كثيرة لتطوير بناها التحتية، في حين أكدت أمينة بغداد على "شرعية وواقعية" مطالب المتظاهرين معتبرة أنها تتطابق مع توجهها ومن "أهم أولويات" عملها.

وقال الناشط المدني جاسم الحلفي، في حديث إلى (المدى برس)، إن "مجموعة من المواطنين والناشطين تظاهروا أمام أمانة بغداد للمطالبة بتحسين الخدمات في العاصمة"، مشيراً إلى أن "أمينة بغداد، ذكرى علوش، بادرت بخطوة ايجابية تمثلت بالنزول للقاء المتظاهرين وجهاً لوجه، للاستماع إلى وجهة نظرهم ما يؤسس لتعامل سليم مع التظاهرات السلمية المطالبة بالحقوق".

وأضاف الحلفي، أن "المتظاهرين أكدوا على أن بغداد تعاني من سوء الخدمات وتهرؤ بناها التحتية وشحة مياه الشرب في بعض الأحياء وعدم سحب مياه الأمطار من أخرى"، مبيناً أن "علوش أقرت للمتظاهرين بأن حداثة توليها المنصب، منذ ستة أشهر، حال دون تمكنها من معالجة التداعيات السلبية للمدة السابقة لاسيما أن مشاكل بغداد تحتاج مشاريع كثيرة لتطوير بناها التحتية تستغرق وقتاً أطول".

وأوضح الناشط المدني، أن "علوش أكدت للمتظاهرين أن ملفات الفساد في أمانة بغداد مفتوحة حيث تحقق هيئة النزاهة بشأنها منذ شهر ونصف، وأن القضاء سيقول كلمته ويعلنها للرأي العام"، لافتاً إلى أن "أمينة بغداد شكت من عدم تلقيها الدعم الكافي كونها مستقلة لا تنتمي لأي جهة سياسية، وناشدت المتظاهرين مساندتها لإنجاح عملها".

وذكر الحلفي، أن "المتظاهرين أبلغوا علوش وقوفهم معها ودعمها شريطة أن يعرفوا احتياجاتها وما تريده لتتمكن من أداء واجبها بنحو أفضل للارتقاء بواقع بغداد لاسيما بعد أن تم اعتبارها في ذيل العواصم العالمية مؤخراً".

ورأى الناشط المدني، أن "أمانة بغداد بحاجة لتخصيصات مالية أكثر وآليات تخصصية فضلاً عن تطهيرها من الفساد المستشري في مفاصلها"، مؤكداً أن "علوش لم تتطرق في حديثها مع المتظاهرين إلى شخصيات أو جهات تعرقل عملها".

من جانبه قال المتحدث باسم أمانة بغداد، حكيم عبد الزهرة، في حديث إلى (المدى برس)، إن "أمينة بغداد حرصت على لقاء المتظاهرين للاستماع منهم مباشرة واطلاعهم على واقع الحال والعقبات التي تواجهها"، عاداً أن "المتظاهرين تفاعلوا مع الأمنية وتفهموا الظروف التي تواجهها".

وأكد عبد الزهرة، أن "أمينة بغداد أكدت على شرعية وواقعية مطالب المتظاهرين المتمثلة بمحاربة الفسادين والمقصرين وتحسين الخدمات وأبلغتهم أن ذلك يتطابق مع توجهها ومن أهم أولويات عملها".

وكشف المتحدث باسم أمانة بغداد، عن "إجراء الأمنية الكثير من التغيرات وشكلت العديد من اللجان لمحاسبة المقصرين وإعادة الهيكلة"، عاداً أن "قيادات أمانة بغداد تشعر بوجود حالة من التقارب والتفاهم مع المتظاهرين، لاسيما أنها تتحسس معاناة المواطنين وأن منازل الكثير منها تعرضت للخراب نتيجة مياه الأمطار".

وتعهد عبد الزهرة، بأن "تقوم الجهات القيادية في أمانة بغداد بدراسة مطالب المتظاهرين والعمل على تنفيذ ما يمكن منها في الوقت الراهن".

يذكر أن أمطاراً غزيرة هطلت على العراق الاسبوع الماضي، أدت إلى غرق غالبية مدنه، ومنها العاصمة بغداد، في مشهد مؤسف يتكرر سنوياً في ظل قدم المجاري وعدم تنفيذ مشاريع أخرى جديدة أو تلكؤ العمل بها نتيجة ضعف المتابعة والفساد المستشري.