انطلقت في محافظة واسط، أمس الأربعاء، فعاليات مهرجان المتنبي للشعر العربي الـ13 باسم (الشاعر غني العمار) بمشاركة 40 شاعراً من مختلف المحافظات، وفيما أكد محافظ واسط مالك خلف الوادي سعيه لجعل هذا المهرجان عالمياً في السنوات المقبلة، شدد وكيل وزير الثقافة جابر الجابري على ضرورة أن يتخلى المثقف من اللباس السياسي والطائفي.وقال محافظ واسط مالك خلف الوادي في كلمة له خلال حفل افتتاح مهرجان المتنبي للشعر العربي الـ13 باسم (الشاعر غني العمار) الذي أُقيم على قاعة الإدارة المحلية في مدينة الكوت بمشاركة 40 شاعراً من مختلف المحافظات العراقية، وحضرته (المدى برس) إن "إقامة مهرجان المتنبي الثالث عشر على أرض واسط يمثل تحدياً كبيراً لقوى الشر والعدوان التي تريد النيل من إرادة العراقيين وشق وحدتهم"، مبيناً أن "الاحتفاء بأبي الطيب المتنبي بات تقليداً سنوياً في محافظة واسط التي تضم قبر الشاعر الكبير".وأضاف الوادي، أن "مهرجان المتنبي الثالث عشر وأإن أُقيم بمشاركة محددة للشعراء والأدباء بسبب إجراءات التقشف المعروفة لكننا نعمل ونسعى لان يكون المتنبي مهرجاناً عالمياً في السنوات المقبلة".

من جانبه قال وكيل وزير الثقافة جابر الجابري في كلمة له خلال المهرجان، إن "إقامة المهرجان في هذه الظروف بالذات يمثل رداً ثقافياً وفكرياً وأدبياً على الأفعال الرخيصة للعصابات التكفيرية التي عبثت بأرض العراق وأرثه وتراثه الخالد"، محذراً من "الفاتكيين الجدد الذين يحاولون الوقوف في مسيرة الثقافة العراقية ويهدفون إلى طمس الهوية الثقافية العراقية".وشدد الجابري، على ضرورة أن "يكون المثقف قابعاً تحت مظلة السياسيين ، بل عليه التجرد من اللباس السياسي والطائفي والعرقي وأن يجعل من الثقافة العراقية بكل ألوانها لباساً له فيما يكتب ويقرأ وينشد شعرا".وفي سياق متصل، أوضح رئيس اتحاد الأدباء والكتاب في محافظة واسط إسماعيل سكران في حديث لـ (المدى برس) أن "حفل افتتاح المهرجان تضمن قصائد لنخبة من الشعراء المشاركين في المهرجان مع تقديم أوبريت فني لمديرية التربية في المحافظة"، مؤكداً أنه "ستكون هناك جلسات شعرية أخرى في قضاء النعمانية قرب ضريح الشاعر أبي الطيب المتنبي يتم خلالها إلقاء عدد من القصائد".وكان محافظ واسط مالك خلف الوادي أعلن، يوم الأربعاء (16كانون الاول 2015) عن تحديد الـ23 من شهر كانون الاول الحالي موعداً لإقامة مهرجان المتنبي الـ13، وأكد انها ستكون باسم (الشاعر غني العمار)، وفيما اشار إلى أن فعاليات المهرجان ستستمر ليومين، لفت الى تحمل الحكومة المحلية تكاليف المهرجان بالتنسيق مع جامعة واسط.وكان محافظ واسط مالك خلف الوادي أعلن الاثنين (14 كانون الاول 2015) عن إقامة مهرجان المتنبي الشعري بدورته الثالثة عشرة في محافظة واسط أواخر الشهر الجاري، وفيما رفض إقامة المهرجان في محافظة أخرى كونه مهرجاناً "واسطياً"، تعهد بتمويله ضمن الإمكانيات المتاحة.

ويقام مهرجان المتنبي في محافظة واسط كل عام بالتنسيق ما بين الحكومة المحلية ووزارة الثقافة إضافة الى اتحاد الأدباء في العراق، وكانت المهرجانات السابقة تقام من دون بصمها باسم شخصية أدبية من الشخصيات الثقافية والفكرية في محافظة واسط لكنه في السنوات الثلاث الأخيرة أخذ يُطلق على كل دورة من دورات المهرجان تسمية أحد أدباء واسط وحمل المهرجان الأخير (الثاني عشر) اسم الناقد الدكتور حاتم الصكر.وتطلق تسمية المهرجان تيمّناً بالشاعر أحمد بن الحسين بن عبد الصمد الكندي الكوفي المكنى بالمتنبي المولود عام 301 للهجرة في محلة تسمى كندة من أعمال الكوفة في جنوب العراق، الذي كان مصرعه على يــد أحـد الذين هجاهم وهو فاتك بن أبي جهل الأسدي قرب موقع "دير العاقول" بقضاء النعمانية (40 كم شمال مدينة الكوت).

يذكر أن أول ندوة نُظمت بجوار قبر المتنبي كانت في عام 1963، وشارك فيها أدباء ونُقــاد عراقيون وعرب، وتلوا فيها بحوثاً ومحاضرات عن شاعرية المتنبي، حضر الندوة آنذاك الشاعر الفلسطيني محمود درويش والشاعر العراقي الكبير محمد مهدي الجواهري وعدد من النقاد والمؤرخين.