دعا بطريرك الكلدان في العراق والعالم، اليوم الخميس، المسيحيين لتكريس صلاة العيد من أجل الموصل وبلدات سهل نينوى وباقي مدن العراق "المغتصبة" والدعاء لتحريرها وعودة أهلها إليها، مؤكداً ثقته بقرب ذلك ليتمكن المسيحيون وسائر الذين هجروا أو نزحوا من "دفن معاناتهم ومآسيهم" مع "التكفيريين والمتطرفين والإرهابيين".
وقال البطريرك لويس روفائيل الأول ساكو، في حديث خاص وجهه عبر (المدى برس)، قبيل انطلاق قداس صلاة العيد، هذه الليلة، في عموم الكنائس العراقية والعالمية، إن "الصلاة ينبغي أن تكرس من أجل تحرير الموصل وبلدات سهل نينوى والمدن العراقية الأخرى المغتصبة من قبل عصابات داعش، ليعود أهلها إلى بيوتهم".
وأعرب ساكو، عن "القناعة التامة بقرب تحرير تلك المدن والمناطق ليعود اهلها إليها ويدفنون معاناتهم ومخاوفهم مع نهاية التكفيريين والمتطرفين والإرهابيين الذين لا مستقبل لديهم"، مشيراً إلى أن "صلاة العيد ينبغي أن تكون حافزاً لآلامنا المشتركة وقوة دافعة للتغيير في داخلنا وحوالينا، بنحو يجعلنا نتشبث بالحياة وبأرضنا والبقاء فيها لأننا منها، مثلما ينبغي أن تنعش رغبتنا بالعمل والتعاون مع اخوتنا المواطنين الآخرين الطيبين".
وطالب البطريرك، بضرورة "عدم نسيان أن يسوع المسيح ولد بعيداً عن أرضه مثل الكثير من المهجرين العراقيين، ثم هدد مثلهم وهاجر، لكنه عاد إلى الناصرة واستقر فيها وعمل وعلم ثم صلب وأقامه الله ممجدا وهو ما يزال يؤثر حتى اليوم في حياتنا"، مبيناً أن "العراق والمنطقة تشهد اليوم ظروفا صعبة حيثُ ترتفعُ وتيرةُ العنف والنزاعات، وتتفاقم مأساة الفقر والظلم والتهجير، ويتصاعد عدد القتلى والجرحى والمهجّرين والمهاجرين".
وأوضح ساكو، أن "سنة 2015 الحالية كانت الأسوأ للمسيحيين، فقد عانوا كثيرا من الفكر المتشدد المُمنهج ضدهم، خاصة الإكراه في قانون البطاقة الوطنية الموحدة، ومحاولات فرض الحجاب على المسيحيات، واستيلاء بعض الميليشيات على دورهم، وقيام مجهولين بانتهاك حرمة مقابرهم في كركوك"، مؤكدا أن "الكنيسة أعربت عن الاستياء الشديد لتلك الانتهاكات ورفضت استقبال المهنئين بعيد الميلاد المجيد تعبيراً عن مدى حزنها".
وذكر البطريرك، أن "المسيحيين سيبقون متمسكين بالرجاء أساساً في حياتهم كأفراد وجماعة ولأن احتفالهم بعيد ميلاد المسيح، إنما هو احتفال بالرجاء الذي أعلنته الملائكة ليلة ميلاده بالسلام على الأرض، فإن هذا الوعد ينعش فيهم الْامل بغد أفضل، ويفتح أعينهم على فجر جديد، ورجاء نختبر حضورَ من يملا قلبَنا بفرح الحياة".
وكانت بطريركية الكلدان في العراق والعالم، أعلنت في،(الـ17 من كانون الأول 2015 الحالي)، عن اقتصار أعياد الميلاد المجيد العام الحالي على "الصمت والدموع" مراعاة للظروف الحالية، وفي حين أكدت على تمسك مسيحيي العراق بأرضهم ووطنهم، عدت أن وضعهم الحالي هو "الأسوأ" نتيجة احتلال بلداتهم من قبل (داعش) وما يعانونه من "إهمال وتمييز".
يذكر أن مسيحيي العراق والعالم يحتفلون في مثل هذه الأيام سنوياً، بذكرى ميلاد السيد المسيح (ع)، وعيد الفصح المجيد، وأعياد رأس السنة الميلادية.
ويعاني المسيحيون العراقيون بعد سنة 2003 من الاستهداف والتهميش لكن الاستهداف الأكبر هو نزوحهم بعد احتلال تنظيم (داعش) للموصل وتعرض بلداتهم لسيطرة التنظيم وتدميره لأقدم الكنائس، ما أدى إلى نزوح و هجرة عشرات الآلاف منهم.