أطلق عدد من الناشطين المدنيين في محافظة واسط، اليوم السبت، من كنيسة أم الأحزان في محافظة ميسان مبادرة للتعايش السلمي بين مختلف مكونات المجتمع العراقي، وفيما قدموا التهاني للمسيحيين بمناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية، أكدوا تشكيل فريق لدعم الأقليات ونشر مطالبهم المشروعة أمام الرأي العام.
وقال رئيس مجموعة راصدين الناشط المدني مهند القريشي في حديث الى (المدى برس)، إن "وفداً من الناشطين المدنيين بمحافظة واسط ضم 25 ناشطاً قاموا بزيارة كنيسة أم الأحزان بمحافظة ميسان لتقديم التهاني للمسيحيين في عيدهم والإعلان عن إطلاق مبادرة للتعايش السلمي بين مكونات المجتمع العراقي"، مبيناً أن "الهدف من هذه الزيارة هو تعميق روح الإخوة بين جميع مكونات الشعب العراقي والعمل على ترسيخ أهمية التعايش السلمي واحترام الثقافات والديانات والتنوع العرقي والطائفي".
وأضاف القريشي، أن "هذه الزيارة هي الأولى من نوعها وكانت الى كنيسة أم الأحزان في محافظة ميسان لعدم وجود كنيسة للمسيحيين في محافظة واسط برغم أعداد المسحيين فيها تكاد تكون معدومة باستثناء عائلة واحدة تمت زيارتها وتقديم التهاني لها بأعياد الميلاد".
من جانبه أكد الناشط المدني سيف البدري في حديث الى (المدى برس)، إن "هذه الزيارة عززت التقارب والألفة بين مكونات المجتمع العراقي وأعطت دلالة كبيرة على عمق النسيج الوطني العراقي لما تميزت به من تطابق في الأفكار والرؤى بشأن حفظ الهوية العراقية"، مشيراً الى، انه "تم إطلاق مبادرة تعنى بالتعايش السلمي بين مختلف المكونات العراقية وسنعمل على تعزيز هذه المبادرات بتبادل اللقاءات والزيارات ومشاركة بعضنا البعض في المناسبات كافة".
وتابع البدري، أن "وفد نشطاء واسط التقى أيضا مسؤول كنائس الجنوب في العراق القس عماد كذلك ممثل طائفة الصابئة المندائيين في محافظة ميسان"، مؤكداً أنه "تم خلال اللقاء الاتفاق على تشكيل فريق لدعم الأقليات ونشر مطالبهم المشروعة وجعلها أمام الرأي العام".
يذكر أن مسيحيي العراق والعالم يحتفلون في مثل هذه الأيام سنوياً، بذكرى ميلاد السيد المسيح (ع)، وعيد الفصح المجيد، وأعياد رأس السنة الميلادية.
ويعاني المسيحيون العراقيون بعد سنة 2003 من الاستهداف والتهميش لكن الاستهداف الأكبر هو نزوحهم بعد احتلال تنظيم (داعش) للموصل وتعرض بلداتهم لسيطرة التنظيم وتدميره لأقدم الكنائس، ما أدى إلى نزوح و هجرة عشرات الآلاف منهم.