حذر عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي من الفتنة، منوها إلى أن الفتنة لو نشبت ستجعل الأمة في آخر السلم الحضاري وإنها لن تقتصر على بقعة محددة إنما ستلتهم الأمة بكاملها، داعيا إلى دول العالم إلى الجلوس على طاولة الحوار وإعادة توزيع الأدوار فيما بينها وجعل العام القادم عاما لتسوية الإقليمية الكبرى.
ورأى الحكيم في المؤتمر الدولي للوحدة الإسلامية المنعقد في طهران الأحد أن "الوقت قد حان للخروج بتوصيات جدية ترفع إلى منظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة وسائر المنظمات الدولية ذات العلاقة لتجريم الخطاب الطائفي والخطابات التكفيرية والتحريض ونشر الكراهية وملاحقتها قانونيا في كل ارجاء المعمورة وإيقاف قنوات التحريض والفتنة والزام شبكات التواصل الاجتماعي باغلاق حسابات الاشخاص الذين يحرضون على الكراهية والعنف والطائفية والتطرف باعتباره التحدي الاكبر الذي يواجه الأمة الإسلامية في تارخيها، محذرا من الفتنة المعلوماتية الطائفية العابرة للحدود والمنسوب العالي من الكراهية الذي يجتاح عقول الشباب المسلم".
ولفت الى ان "الطوائف تعني تعدد القراءات وهي مصدر اثراء وغنى لانها تحقق التنوع وهو الاساس الذي يعبر عن حاجة مجتمعية حقيقية تربط البعض بالاخر اكثر مما تؤدي الى الفرقة، عادا الخطر يكمن في الانتهازية والعصبية وتغليب المصالح الفئوية على المصالح العامة" مبينا ان "المتعصبين ابعد الناس عن التدين وان الطائفية ليست دينا انما مشروعا سياسيا لتفكيك الناس وضربهم ببعضهم".
وقال الحكيم ان العلمانية ليست نظاما للحكم بقوله "قد تكون صفة لنظام ديمقراطي او دكتاتوري لانها لاتعالج مشكلة تغلب القوي على الضعيف وتفقد المجتمع حصانته ومناعته المتمثلة برصيده الروحي والمعنوي فتشكل اطارا اجتماعيا يخاطر بالسمة الانسانية للانسان".
ونوه الى ان منطقة الشرق الاوسط الاسلامي تمر اليوم بتحولات كبيرة وهناك من يتحدث عن {سايكس – بيكو} جديدة، معربا عن اعتقاده بان المنطقة ليست امام تغيير في الخارطة الجغرافية لهذه المنطقة وانما امام تحولات وتغيرات جديدة للنفوذ وتوزيع للادوار.
وحث الدول الاسلامية في المنطقة الى "الجلوس على طاولة الحوار وان تضع بنفسها حدود ومساحات الادوار فيما بينها ولا تترك للقوى الدولية هذا الشأن والعبث بمقدرات الشعوب حسب اهوائها ومصالحا" مضيفا ان الشرق الاوسط الاسلامي تمثله دولاً اسلامية عليها الاتفاق فيما بينها على رؤية متصالحة مع بعضها ومدركة لمصالحها ومتفهمة لاحتياجاتها ومتطلبات بلدانها المتعددة وفق رؤية قابلة للتطبيق خلال 50 سنة المقبلة.
ودعا الى "طاولة حوار شرق اوسطي يعيد للمسلمين زمام المبادرة ويلملم جراحاتهم"، معللا ذلك بالقول "لاننا كامة اسلامية، نواجه مصيرا واحدا ووجودا مترابطا واعدائنا لايفرقون بين احدا منا ويخططون للنيل منا جميعا عبر الوقيعة فيما بيننا".
وحول الانتصارات المتحققة على يد القوات العراقية من الجيش والشرطة والحشد الشعبي اكد عمار الحكيم ان "العراق حقق الانتصارات الكبرى على الارهاب الداعشي واستعاد 23% من اراضيه المغتصبة من قبل داعش ومستمر بتحرير 17% المتبقية من هذه الارض المنتهكة ويسعى جاهدا للقيام بعملية التحرير بكامل الطاقة العراقية على تنوع مشاربها".
واوضح ان "الشيعي والسني والمسلم والمسيحي والصبائي والايزيدي والتركماني والكردي والشبكي يقاتلون جنبا الى جنب وامتزجت الدماء فيما بينها للدفاع عن الارض والعرض وحول العراق التحدي الارهابي الى التمسك والوحدة الوطنية والعمل جار على اعادة النازحين الى مناطقهم المحررة"، مشددا على "اهمية الحل الامني الى جانب الحل السياسي"، مؤكدا ان "الحل العراقي حل لليمن والبحرين وسوريا ولبنان وجميع البلدان الاسلامية الملتهبة"، داعيا فصائل المقاومة الاسلامية في فلسطين الى توحيد الكلمة في مواجهة الكيان الصهيوني فالنصر قادم في فلسطين والعراق وجميع الدول اذا توحدت الكلمة".