الانتقال الى مكتبة الفيديو
 
على حافة الحزن
الأربعاء 31-12-1969
 
جميل سالم
أيها الليلُ ، يا مرفأ الحزن ِ ، خذني بعينيك ، ليس سواك َيدثرني بابتساماته ِ،ليس  سواك َيلفُ كياني بأرجوحة ِالحب ِ، كم مرة ًكنت َعانقتني ، ولكنني يا صديقيَ أغفلت ُكل تفاؤل ِعينيك َ، كنت ُأظنكَ تخدعُني ، وساومتُ روحي بحبك َ، يا ليلي المتقرن َمثل نجوم ِ المساء الكليل ِ،
وأغفلت ُأنك َموطن َحزني ، تشبعتُ بالندى المتألق في مقلتيك ، وأذعنت ُ للأمر ِهذا المساءْ ، أحببتُ فيك الصراحة َ، وأحببتُ فيك جنوني ، وسامرتُ فيك بقايا الندامةِ حتى ظننت ُبأنك تهملني ، وفعلا توجست ُفيك بقايا التنازل ِعن وحشتي ، وأسعدني أنك ألان تطوي همومَ الصفحات ِالأليمةِ ، كنت ُ أظنك تمضي بعاصفة ِالبحر دون شراع ٍ، وتعصف ُ بالريح حين تحاول ُأن تثني عزمكَ، ولكنني أيها الليلُ يا سيدي ، أفرغت ُأحشائي على عتباتِ جنونكَ هذا المساءْ ، وأيقنتُ أنكَ لازلت َ ذاك الغلامُ المعبأ بالسذاجة ، والمعبأ بالحزن مثلي ، ترسمُ خطوط بياناتك في خرائط من نحاس ، وتغمضُ عينيك كي لا تراها ، لأنها توجع فيك  ابتسامة َعينيك ، أيها الليلُ دعني أحاولُ ترتيبَ أمري وأمركَ ، كلانا سيهرب ُمن ناصية ِالحب، أنت تهربُ من دمعة ِالحب ِفي مقلتيَّ ،وأنا أهرب ُمن فرحة ِالحزن ِبين أضلاعك َالموهنات ْ، هل لنا أن نتصارحَ يا صاحبي ؟؟ إذنْ لأقلْ أنكَ أهملتني منذ يوم تعرفتُ فيك على وهن ِالحزنِ ، وخلتُ بأن راودك الشرُ يوما لتقتلني ، وأصدقك القول ُ إني جفلتُ وخفت ُ وكدتُ أ ُفارق ُروحك لولا ارتباطي بدائرة الحب ، أصدقكَ القول حاولتُ أن أقنعَ الروح أنكَ توهمها أو أنك كنتَ تجربها ،  ولكنَّ أرضية َألاقتناع تجاوزها موهن ُالحزن بين الأصابع ، حتى بدا للجميع جذام المنية ، لأنكَ يا صاحبي لا تجيدَ رسم َعناوين أرصفة َالحزن في بقايا جنون محبيك ، أنت َأهملتهم ومضيت َتصافحُ  بعضَ العناوين في دفتر التلفون ،وقارنت َأي الأسماء تصافح ُحزنك َفي هذي اللحظة ، فاخترتَ ألأسوأ منها ، ومضيت تلونُ حزنكَ يا صاحبي حسب المقاسات ، في البدء كنت ظننتكَ تلهو بنا مثلما كنت من قبلْ، وأيقنت أنك لم تتغير يا صاحبي ، فمازلت َ ذاك الصبي الغرير ، ليس يلائم روحك غير الرضوخ وقول النعم ، ولم تكن ْ غير أرجوحة للتجاوز وامتهان الذليل .أيها الليل يا صاحبي المتكلس بالحزن ، كم كنتُ يوما ً أتمنى الندى المتجمعَ في مقلتيكَ يصابحني بابتسامته، ثم يمضي بأرجوحة ِالحب ِفي وهج ِالفجر ِ، يزرعنا مثل ورد َالبنفسج في حديقة ِأحلامه ِ، ثم يمضي  إلى غاية من ترانيم صدق ِالطفولة ِوانتماء ِالشباب ، أنت يا صاحبي تـُمعنُ في حوافي التجاوز ، ثم لا  تستسيغُ حواشي الخروج عن القاعدة ، لهذا ترى كل أغصانكِ المورقةِ ، ليس أكثر من هالة ٍللنزوح ِعن  بعض ماضيك .أيها الليلُ ، يا صاحبي المتكلس ببعض غباء النجوم ، تريث قليلا ً ولا تدع الأرضَ تحت أقدام عاشقيك تمور ، أنت علمتَ كل الندى أن يكون أليفا ً، لماذا ترى كل هذا الجنون ؟؟ أيها الليلُ يا صاحبي المتكلس بالـ لا سماع ، إياك أن تفرط بمن لا يعرفك غيرك ، أحترس مرة ً واحدة ً، ودع غبائك جانبا ً ، فليس هناك أحبُ إليك من أصدقائك الأوفياء ْ.

 
   
 


اقـــرأ ايضـــاً
بيئة كوردستان: انبعاثات "النشاطات البشرية" أكبر عوامل التغير المناخي
"ليس هناك خطأ".. منظمة الصحة العالمية تحسم عدد القتلى في غزة
أخطر مهربي البشر.. سلطات كردستان تعلن اعتقال "العقرب"
تعليق أمريكي على تخريب "مساعدات غزة"
مصر تلغي اجتماعاً مع مسؤولين عسكريين اسرائيليين
تهنئة من الاتحاد الديمقراطي العراقي
المعتقلون الفلسطينيون.. أجساد عارية وعيون معصوبة وقطع غيار بشرية
إضاءة ومساهمة في مؤتمر نسائي هام بالسليمانية
تصويت بغالبية كبرى في الجمعية العامة تأييدا لعضوية فلسطين في الأمم المتحدة
صراع الممرات: طريق التنمية من منظور تاريخي وباب التعاون بين بغداد وانقرة
"النجباء" توعدت بالانتقام وفصائل عراقية تقصف إيلات
اللجنة الثقافية في الاتحاد الديمقراطي في كاليفورنيا تضيّف الدكتور سلام يوسف في (قراءات في ملحمة كلكامش)
 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





للمزيد من اﻵراء الحرة