الانتقال الى مكتبة الفيديو
 
الفنـان ســامي كمـال غاب عن أنظار الجلادين وبقي الوطن همه الاوحد
الأربعاء 31-12-1969
 
عن فنانين مغيبين
بقلم قاسم حسن - هولندا
منذ فترة وانا اتابع وبشكل غير عادي اخبار فنانينا المبدعين الذين اجتهدوا وناضلوا وبشكل مثابر وملتزم في مجالات اختصاصاتهم  ومع الاسف الشديد لم اجد من التفت اليهم منصفا مشيرا الى نتاجاتهم وجهدهم ومثابرتهم في ترسيخ قواعد يتميز بها بلدنا وساحته الثقافية.طاردوهم ولاحقوهم وغضبوا عليهم ومنعوهم واعتقلوهم واخيرا شردوهم الى حيث هم في شتات المنفى ومنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر!
سامي كمال واحد من هؤلاء وهو أحد فناني الأغنية العراقية ، الذين أبدعوا خلال عقد السبعينيات أغنيات لها مذاقها العراقي البحت والتي  مازالت في الذاكرة لجمالياتها الموسيقية وعذوبة الحانها ومغزىكلماتها ، أغنيات متجددة نحتاجها في كل مكان وزمان ، ولها من الملامح العراقية المتجذرة في خصوصيتها .
أكثر ما يشدنا في أغاني هذا الفنان الرائع هو المذاق العراقي السلس مع لحنه الممتع. و الكثير منا يتذكر الفنان سامي كمال في أغنيته الشهير (رايح يارايح وين) والحاصلة على جائزة أفضل أغنية عام 1977-1976 ، والتي لابد من الاشارة هنا الى ملحنها المرحوم الفنان الراحل كمال السيد(ولنا وقفه مع هذا الفنان الراحل) والذي منحه اسمه الفني .وأصالته العراقية وموسيقاه التي تفيض منها الحانه وصوته الشجي ، وهذا  ما نتلمسه في أغانيه على مدى ثلاثة عقود من العطاء.والفنان سامي كمال متمرس في الغناء منذ أواخر ستينيات القرن الماضي ، حيث دخل الاذاعة كمنشد في فرقة المنشدين الصباحية.كان للملحن والفنان الراحل كمال السيد دور في تقديمه الى الساحة الغنائية العراقية كصوت غنائي جديد في عام 1974 بأغنيته المشهورة " مدللين " من كلمات الشاعر إسماعيل محمد إسماعيل، وبعدها توالت الالحان والاغاني التي لها طابعها الشجي والعراقي الاصيل نظرا لنجاحاته المبهره والتي يفتخر بها العراق وشعبه وتغنت بها الاجيال حيث غنى سامي العديد من ألحان المرحوم كمال السيد مثل أغنية " أحبه وأريده " للشاعر كاظم اسماعيل كاطع و " الحب ضاع " كلمات كريم العراقي، وأغنية " بين جرفين العيون " من كلمات الشاعر مهدي عبود السوداني، هذه الأغاني التي اطربتنا والراسخة في ذاكرة العراقيين بصورتها الشعرية الدافئة والرقيقة والشجية.تعرض هذا الفنان كغيره من الفنانين والمبدعين العراقيين  في اواخر السبعينيات الى التعسف والاضطهاد والمطاردة والاعتقال وابعاده من الساحة الفنيه آنذاك مما اضطره كسائر الغالبية من المبدعين الى مغادرة العراق متوجها  الى المجهول ...المجهول هو المنفى حيث لم وللن يكون  احد منا انه يتوقع انه هذا المنفى هو كما آل اليه الحال ليمتد الى اكثر من ربع قرن من الزمان كان الهاجس هو المكان الآمن البعيد عن عيون المخبرين وسطوة الجلادين فكانت اولى المحطات في بيروت المحترقة، بيروت العائمة على النار ، بيروت الحرب، بيروت المرصد ونقطة الانطلاق من جديد نحو الوطن وهنا كان سامي وغيره من الذين غادروا معه وقبله وبعده من المبدعين خاصة استجمعوا قواهم من جديد ليأسسوا لمرحله مؤقتة(في ذلك الوقت) . وبهذا الوجود المؤقت في هذه المحطة من المنفى لم يهدأ له بال الا ان يقول كلمته، وينشد ، ويغني ، ليشارك زملاءه في المسرح والموسيقى ، أنتج وغنى ولحن العديد من الالحان التي تغني للوطن وتنبذ المنفى وتدعو للعودة مشاركا في المهرجانات الفلسطينية والوطنية  اللبنانية حيث كانت اغانيه تنشد الوطنوكغيره لم يسلم من مطاردة  مخابرات النظام  الفاشي في بغداد وعملائه حيث ينتشرون وبشكل مكثف في تلك البقعه المحرره من بيروت آنذاك حيث كان التحرك مقيدا ومجازفة لما للنظام من عيون امتدت الى مؤسسات وطنية لبنانية وفلسطينية وبدأت عملية الاغتيالات والملاحقات ، والاختطافات ، فما كان عليه الا ان ينجو مرة اخرى الى محطة اخرى من هذا المنفى  وينتقل الى محطته الثانية في المنفى ( اليمن الديمقراطية) وهناك ساهم بشكل مباشر وقوي في النهضة الموسيقية في هذا البلد حيث عمل كمدرسا للموسيقى  واسس فرقة غنائية انتجت الكثير من الاغاني العربية واليمنيه ولم يغب عن باله همه العراقي الذي رافقه في رحلته حيث شارك زملاءه الفنانين المبدعين الذين التحقوا به في هذه البقعة من  منفى العراقيين المبدعين أمثال ( الفنان حميد البصري وشوقية والمرحوم كمال السيد وحمودي عزيز وجعفر حسن) وشاركهم تأسيس اول فرقه موسيقيه غنائية عراقية في المنفى وهي ( فرقة الطريق العراقية) " هذه الفرقة التي انتجت اجمل الاغاني الوطنية العراقية التي تغنت بالوطن والناس واخذت على عاتقها الوصول بالاغنية العراقية الى مستواها الحقيقي بعد ان دمرت السلطة الفاشية في العراق روحها وفرغتها من محتواها الانساني.غادر اليمن الى سوريا  بعد ان قضى فيها عدة سنوات محطته الثانيه في المنفى " وهناك التحق برفيق دربه كمال السيد وزملاء منفاه الفنان كوكب حمزة والفنان المطرب فلاح صبار  وآخرين ليأسسوا من جديد فرقتهم الموسيقية والغنائية ( فرقة  بابل الغنائية ) عام 1983 حيث كانت هذه الفرقة وزميلتها فرقة الطريق في اليمن صوتا عراقيا حقيقيا للانسان العراقي المنفي حيث كانت الاغاني الوطنية والتراثية تشكل المصدر الروحي الملهم لهاتين الفرقتين.قدم الفنان سامي كمال لهذه الفرقه  العشرات من الاغاني والالحان اضافة الى عمله مع الشبيبة الفلسطينية التي اسس لها فرقة مهمة ( ولنا حديث آخر عن نشاط الفنان عربيا)نظرة سريعة على عناوين اغانيه ومجموعاته الغنائية التي صدرت له في بيروت وعدن ودمشق نرى ان الوطن ، الامل ، الحب ـ العودة ، الغربة ، التحريض على معاداة الفاشية والعنصرية والشوفينية لنظام فاشي  قل نظيره في تاريخنا في عالمنا القديم والحديث حيث كانت مجموعتة التي صدرت في دمشق عام 1984 شاهدا على ذلك والتي تشدنا للوطن وتنشد الحرية وتحمل كل المعاني التي ذكرت....فكانت ( لبغداد).. ( دكيت بابك ياوطن) ..(صويحب) التي اشتهر بها..(يــابــحــر ) ... (مشتــاكَ) ..(دكَيت بابك ياوطن) ..( شلون بيه وبيك يبنادم)  وغيرها الكثير .. الكثير...اين انتم واين نحن من هــذا الفنان ومتى ... ومتى ننصف مبدعينا الذين اعطوا للانسان والوطن الكثير...تحيه اليك ... ياسامي ... فنانا ... وانسانا ....ومناضلا.... تحية لك منا ومنهم.... حيث الوطن الجريح لاتنسى هذا الفنان. 

 
   
 



اقـــرأ ايضـــاً
بيئة كوردستان: انبعاثات "النشاطات البشرية" أكبر عوامل التغير المناخي
"ليس هناك خطأ".. منظمة الصحة العالمية تحسم عدد القتلى في غزة
أخطر مهربي البشر.. سلطات كردستان تعلن اعتقال "العقرب"
تعليق أمريكي على تخريب "مساعدات غزة"
مصر تلغي اجتماعاً مع مسؤولين عسكريين اسرائيليين
تهنئة من الاتحاد الديمقراطي العراقي
المعتقلون الفلسطينيون.. أجساد عارية وعيون معصوبة وقطع غيار بشرية
إضاءة ومساهمة في مؤتمر نسائي هام بالسليمانية
تصويت بغالبية كبرى في الجمعية العامة تأييدا لعضوية فلسطين في الأمم المتحدة
صراع الممرات: طريق التنمية من منظور تاريخي وباب التعاون بين بغداد وانقرة
"النجباء" توعدت بالانتقام وفصائل عراقية تقصف إيلات
اللجنة الثقافية في الاتحاد الديمقراطي في كاليفورنيا تضيّف الدكتور سلام يوسف في (قراءات في ملحمة كلكامش)
 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





للمزيد من اﻵراء الحرة