الانتقال الى مكتبة الفيديو
 
الموؤدة
السبت 25-08-2018
 
قحطان محبوب مندوي

الموؤدة

شعر: قحطان محبوب مندوي

قصيدتي مُهداة للعزيزة هيام

وللمحجبات قسرا، وبالأخص البرلمانيات العراقيات وأنتظرُ رَدَهنَ

كفــــــاكِ يا حرةً وأداً وحِرمانـــــــا     ثوري اسفري حطمي سِجناً وسجانا

تَحـــرري، بددِي أوهامَ  شـــــعوذةٍ     وفجري في دمِّ الأرذالِ بركـــــــــانا

ضَعي العبــــــاءة بالتنورِ ضــارمة     وبالحجابِ ارفدي النيرانَ نيرانــــــا

مذ الفِ عامٍ ونصفٍ ما لبستِ سوى    ثوبِ الســــــــوادِ ولا بَدلتِ ألوانـــــا

هالت عليك الرزايا هولَ نقمتِــــــها     ومن جنونِ الأذى لاويتِ شـــيطانــا

منــــــوعليك، وأنتِ الخبز، من قتر،    وحمــــــلوكِ من الأوصابِ  أطنانـا  

تُقايَضيـــــــــــــنَ بدياتٍ مهـــــاترةً    وتــــوهَبينَ لِدرءِ الثأرِ قربانـــــــــــا1

ومـــــا تفيقينَ من ظيمٍ وحـــــــالكةٍ      حتى يعاورُكِ الدجـــــــالُ نِقصـــانا

مافي سُــــفوركِ من عَارٍ ولا عَورٍ     ولا النـداءُ لحقٍ شَـــــــذَّ أو هانـــــــا

وما دعوناكِ للفحشـــــاءِ ماجنـــــة      فآدمٌ جاءَ هذي الأرض عُريــــــــانا

ليــــــسَ العفافُ بأثوابٍ وأقنعـــــةٍ      فكــم مُحَجبةٍ سـَـــــــاءت وكم صانا؟

يُعمي التقيدُ روحَ البنتِ مُكــــــرهة     والســـــيفُ يصدأ قيدَ الغمدِ كســلانا

ويرخصُ الماسُ تحتَ العفرِ مندثرا     وكــــم نبيغٍ قضى زوراً وعدوانــا؟

و"دزديمونة"ماتت وهي طــــاهرةٌ      وخلفت للورى "هيلين" أحزانــــــا2

العارُ لو لصَّ مســوؤل أمـــــــانَتـه      والخزي فيمَ اغتنى سُـــــحْتاً وبُهتانا

مَنْ ليــــس يردعهُ طيبٌ ولا شرفٌ      لا يســــــقيمُ ولا ترجوهُ  إحســـــانا3

ثوري، فديتك، لا تثنيــــــك عاثرةٌ    كفــــــاكِ ذلاً واجــحـافاً وأشـــــــجانا

ياصنوَ من حَيّرَت وغدا بجــرأتهِا    ونبلَ من مــــــاتَ تعذيـــــباً وما لانـا4

أنتِ الحبيبة أضمــــتني بعفتِــــــها    حتى قطــعت  فيافي العمـرِ ظمـــــآنا

الأم أنـــــــتِ  نجياتٌ  خَصْــــائلها    ودونكِ البـيتُ مهــجوراً وحـــزنــانـا

يَغفى الأنــــامُ وعينُ اللهِ هانئــــــة     ونورُعطفِكِ مثــل النـــجم سَــــهرانا

يا شــمـعة الكــون يا أغلى نفائسهِ     يا حقــلَ وردٍ ويا نـــــهراً وبســــتانا

لو لم تكرمك دنيــــانا بحكمــــتِها      لما ســــــقتكِ شـذا، شهدا، وريحـــنا  

ولا كسـَـــتكِ من الأطيابِ أعذبِها     ثــــغراُ ونَـــهدا وإغراءً وســــيقانـــا

وطيبة وحنـــاناً رقـــــــة  ونـدىً     جـــلَّ العظيمُ الذي ســـــواكِ إنســـانا

لا ترهبي وصمة هوجاءَ ســـــافلة     عاشَ النجيبُ نجيبــاً حيثما كــــــانا

صوني عفافك لا تدنينَ فاحشــــة       وحاذري، من صغيرِ النفسِ، ثعبانا

في يومِنـــــا يعتلي وغدٌ ومنفصمٌ     والضبعُ يســتأسـدُ الضرغامَ أحيانـــا5

د.قحطان مندوي

نيسان، 2018

1.  في العراق تُوهَبْ المرأةُ لحل النزاعات، جرائم القتل غالبا، بدون مهر أو زفة أو احتفال، وتسمى

"الفُصْلّية" كلمة عامية. ولها معان كثيرة. فهي  تُفصل عن أهلِها، أو تَفصُلُ بين خصمين بالزواج منها.

أو من الفَصلْ= الدية.

2: دزديمونه: ألفتاة الفاتنة في تراجديا شكسبير المشهورة "عطيل""أوثللو" وقد  تخلت عن والدها السناتور"باربينتيو" من أجل حبيبهاعطيل الموريتاني الزنجي الذي إتهمها بالخيانة وقتلها ظلما،

ثم قتل نفسه من أجلها بعد معرفة الحقيقة. هيلين او هلن المرأة الخائنة التي سببت حرب "طروادة" ومردوداتها في ملحمة هومر"الإليادة."

3. كتب الشاعر الجواهري من براغ "قصيدة مملحة" مخطبا وزير الداخلية صالح مهدي عماش الذي ضيق الخناق على الشابات اللواتي يرتدين التنورات القصيرات،عام68 -69،  وبعد القصيدة سمح لهن عماش حتى بإرتداء الميني جيب، أي القصيرة جدا. وقد أحدثت القصيدة ضجة كبيرة في المجتمع العراقي يومها وصارت حديث الساعة.  منها:

أترى العفافَ مقاس أقمشةٍ     ظلمـتَ إذن عَفــــافا

هي في الضمائر  لا تخاط     لا تقــص ولا تكـافى

من لم يخف عقب الضمير    فمن ســـواه لن يخـافا

وقبل مئة عام كتب الشيخ الجليل الشاعر محمد الزهاوي قصيدته المشهورة يطالب بسفور المرأة يقول مطلعها:

إسفري فالحجاب يبنة فــــــهر   هو عار في ألإجتماع وخيم

إسفري فالسفور للناس صبح    زاهر والحجاب ليـــــل بهيم

لا يقي الفتاة حـــــــــــــــجا ب    بل يقيها تثقيفها والعــــلوم

4. الإشارة هنا للسيدة زينب بنت الإمام علي بن أبي طالب ووقفتها الشجاعة أمام يزيد بن معاوية بعد سبيها ومقتل أخيها الحسين بن علي.

5. الضرغام: ألأسد

 
   
 

Guest

تسلم ايدك دكتور قحطان وعاش لسانك وصح مبدع وشاعر قدير تختار قصائدك في وقت يحتاجها الوطن وهو في محنة بين الصوص ولاشرار


سرمد الهلالي Guest

تحية طيبة معطر بأكليل من ورود الياسمين الى الدكتور والخال العزيز قحطان محبوب كم انته رائع قد قرئة قصيدتك فاخذة كلماتها المرصونه ترن في اذني وتذوب في قلبي شفاعتا ولوعتا وحبا الى وطن استابحته الاشرار والصوص والمخربين قصيدة رائعة شكرا لك شاعرتا الكبير ودمة لنا ضخرا...


Guest

عزيزي أبا أحمد، دمت أخا طيبا محبا للأدب والإنسانية جمعاء. نحن بحاجة لرجال طيبين ومخلصين لوطنهم مثلكم. الطامة الكبرى يا صديقي ليس بشلل نصف العراق،ممثلا بنسائه، بل كل العراق مشلول الآن. رجاله لا يعرفون القراءة والكتابه، وليس للثقافة والوفاء للوطن أثر يذكر، ليس فقط بين عامة الناس وإنماقادته ايضا. سيحتاج العراق لوقت طويل جدا لينتج رجال أشاوس مثقفين يعملون لصالح الوطن، ويضحون بحياتهم من أجل مبادءهم السامية. أتمنى لك وللعائلة الصحة والسلامة.


خيون التميمي

الأخ العزيز ابا يوسف د قحطان
عند قرائتي للقصيدة وقبل اكمالها جائت القصيدتين الشهيرتين للشيخ الرصافي وشاعر العرب الأكبر الجواهري وبعد اكمال القصيدة وجدتهن في المتن، قصيدة رائعة وجريئة في زمن النكوص الى التخلف، كم نحن بحاجة لمثل هذه القصيدة، تحياتي لك ودم شاعرا مبدعا




اقـــرأ ايضـــاً
الأمطار تغير خارطة الموارد المائية في العراق.. "عززت السدود ودعمت الأهوار"
اعتقالات وإزالة خيام اعتصام.. ماذا يحدث في الجامعات أميركية
مشروع يعيد اشجار العراق "المهاجرة" بـ 100 الف شتلة
تسجيل 333 انتهاكاً بحقهم.. صحفيون عراقيون يكسرون صمتهم في اليوم العالمي لحريتهم
جمال الأجواء يجذب السيّاح إلى بحيرة سد دهوك: ارتفاع منسوب المياه انعشها
جرف الصخر العراقية.. أهمية عسكرية استثنائية
التجارة الأوكرانية: العراق تعاقد مع شركة وهمية لتطوير حقل "عكاز الغازي"
امرأة عاشت قبل 75 ألف عام بالعراق.. اعادة تكوين رأس "شانيدار زد"
مؤرخة أميركية: ما تشهده الجامعات غير مسبوق "منذ حرب فيتنام"
يعملون في عيدهم.. 1 أيار "يوم بلا فرحة" لعمال العراق
التغير المناخي "يُهجّر" 100 ألف عراقي من مناطقهم
مداهمات واعتقالات في جامعة كولومبيا.. والسبب غزة!
 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





للمزيد من اﻵراء الحرة