صدر عن دار ميزر يوم 2 فبراير (شباط) 2019 كتاب "أيام لا تُنسى" للشاعر والكاتب همام عبد الغني المراني. يتناول المؤلف بعض جوانب سيرته الذاتية التي ترتبط بفترة مهمة من تأريخ العراق المعاصر، فيوثّق لأحداث كان هو مساهم في معظمها ومعايش لها؛ وبالتالي فهو بهذا المعنى يوثّق ما مرّ ببلاده من دمار وما عاناه الشعب من آلام وويلات. يتناول الكتاب الأحداث السياسية والعلاقة بين أهم الأحزاب التي كان لها دور في تلك الفترة، وبصورة خاصة الحزب الشيوعي العراقي ونضاله من أجل عراق حر مزدهر.
يتحدث المراني عن بدايات النضال وتعرفه على اتحاد الطلبة ومن ثم انغماره في الكفاح من أجل الشعب والوطن من خلال الحزب الشيوعي الذي انتمى إليه وناضل في صفوفه سنيناً طويلة. هنا يتعرف القاريء على المسيرات الجماهيرية والمضاهرات والإضرابات، على دور التنظيمات الطلابية، العمالية والخاصة في تلك الفعاليات الجماهيرية. كما يتطرق إلى ما تعرض له، هو ورفاقه، من تعذيب والى تنقله بين السجون والمعتقلات، فمن أقبية أمن البصرة إلى أمن بغداد، ومن سجن نكَرة السلمان إلى سجن الرمادي.
ولم تسلم عائلته من كل ذلك، فقد أعتقلت زوجته وواجهت بصبر وشجاعة كل تلك الآلام والمعاناة. ولقد وضعت إبنهما البكر، زيدون، بسجن النساء في بغداد.
يروي الكاتب أوقاتاً صعبة مرّت على حزبه، فقد تعرض إلى انقسام أضعفه، إضافة إلى المحاولات المستمرة من قبل الحكام المتعاقبين لإنهاء دوره وتصفيته. فيوصف، مثلاً، مقاومة الإنقلاب الدموي في 8 شباط 1963 التي حدثت في الكريمات والكاظمية والتي شارك بها شخصياً. وينتقل إلى دوره ورفاقه في محاولات حثيثة لإعادة التنظيم الحزبي في بغداد وربطه بتنظيم المحافظات.
يورد همام المراني أمثلة عديدة على بطولة رفاقه الذين استشهدوا تحت التعذيب البربري محتفظين بكرامتهم ورافعين رؤوسهم ولم يفرّطوا بالأمانة، فصانوا حزبهم في أشدّ وأصعب الظروف.
في هذه السيرة يلتقي القاريء بأسماء أشخاص يعرفها أو سمع عنها، بعضهم استشهد والآخر ما يزال حياً، كان للمؤلف علاقات نضالية معهم، منهم مثلاً: محمد سعيد الصكار، سامي أحمد العباس، عبد الوهاب طاهر، كاظم فرهود، سليم فخري، أحمد الحلاق، إبراهيم علاوي، محمد صالح العبلي، هندال، ناجي لازم العيداني، عبد علوان الطائي، سليم اسماعيل، باقر إبراهيم الموسوي، عايدة ياسين، أم بشرى، آمنة عبد الوهاب، بهاء الدين نوري، عامر عبد الله، آرا خاجادور، جاسم حلوائي، ناصر عبود، سلام الناصري وغيرهم العديد من الكوادر الحزبية.
وعن الشعار العتيد "وطن حر وشعب سعيد"، الذي رفعه وما يزال الحزب الذي قضى المؤلف فيه جلّ سنين عمره، يتحدث عن الطريق الذي سلكه الحزب وعن تقييم سياساته وأساليب نضاله وما رافق ذلك من مشاكل ومصاعب وعن مواقف بطولية عصيّة على النسيان.
الغلاف من تصميم المهندس رمزي الدهيسي.