الانتقال الى مكتبة الفيديو
 
الإطار يهرب من مسؤولية التصويت على مرشح الحلبوسي وزلزال يضرب التحالفات
الثلاثاء 16-01-2024
 
بغداد / تميم الحسن / المدى

تدريجياً بدأ الاطار التنسيقي يتراجع عن موقفه في جلسة انتخابات رئيس البرلمان في ساعة متأخرة من ليل السبت-الأحد.

ووجد التحالف الشيعي نفسه متهما بالوقوف مع "البعثية" بسبب التصويت على شعلان الكريم الذي يواجه تهمة "التمجيد" للنظام السابق. وحتى الان لم تصدر مواقف جديدة بشأن الجولة الثانية لاختيار رئيس البرلمان، التي تعطلت بسبب مشاجرة مفتعلة داخل قاعة الاجتماع.

واعتبر مراقبون ما جرى في الجلسة الاخيرة بمثابة إعلان "وفاة ائتلاف ادارة الدولة" الذي ضم القوى الفائزة بعد انتخابات 2021.

وكان الاطار الشيعي قد لجأ الى تعمد اثارة الفوضى داخل قاعة الاجتماع، بحسب بعض التقديرات، بعد انقسام حاد داخل التحالف بسبب التصويت لرئيس البرلمان.

وأعلن البرلمان فجر الاحد، رفع جلسة امتدت لأكثر من 6 ساعات، لانتخاب رئيسٍ جديدٍ له، لأجل غير مسمّى.

وجاء ذلك عقب مشاجرة بين النواب ورئيس المجلس بالوكالة محسن المندلاوي، القيادي في الاطار الشيعي، وفق مانقلته مقاطع فيديو من داخل قاعة الاجتماع.

وظهر نواب من "الاطار" في تلك المقاطع يطالبون المندلاوي بـ"رفع الجلسة"، لمنع تطور الأحداث بعد تعطل الجولة الثانية لانتخاب بديل الحلبوسي.

وعقدت الجولة الثانية لانتخاب رئيس مجلس النواب، بعد تأخيرٍ امتد لعدة ساعات بعد انتهاء الجولة الأولى أول امس السبت.

وكانت الاجواء قبل الجلسة توحي باتفاق "الاطار" على محمود المشهداني، رئيس البرلمان الاسبق، المدعوم من نوري المالكي زعيم دولة القانون.

لكن المفاجأة اظهرت تصويت 152 نائباً لصالح شعلان الكريم، مرشح الحلبوسي، الذي تعرض الى حملة اعلامية منظمة قبل ساعات من الجلسة اتهمته بـ"البعثية" و"الداعشية".

وتداولت مقاطع فيديو قديمة لـ"شعلان الكريم" وهو يمجد النظام السابق، فيما حصل المشهداني على 48 صوتا فقط.

وبحسب مصادر مطلعة "جرى انقلاب" داخل الجلسة من طرف الاطار الشيعي، بسبب اتفاق سابق مع الحلبوسي على بقاء المنصب من حصة الكتلة السُنية الاكبر.

وكان الأمين العام للاطار التنسيقي عباس العامري نفى قبل ساعات من جلسة السبت، تسلم الاطار اسم مرشح رئاسة البرلمان شعلان الكريم.

ونقلت وسائل الاعلام المحلية عن العامري "بيانا مقتضبا" جاء فيه اعلان تسلم شعلان الكريم كمرشح لرئاسة البرلمان.

وتمتلك كتلة شعلان الكريم (تقدم) 44 مقعدا في البرلمان، فيما لم يصوت للمشهداني سوى نواب المالكي وعصائب اهل الحق بزعامة قيس الخزعلي وكتلة حقوق التابعة لكتائب حزب الله.

وانتهت الجولة الأولى من التصويت، في وقتٍ متأخر من مساء السبت، وخلف شعلان الكريم، النائب سالم العيساوي مرشح تحالف السيادة (خميس الخنجر) بـ97 صوتاً.

فيما حصل النائب عامر عبدالجبار على 6 أصوات وحل رابعا بعد المشهداني، والنائب طلال الزوبعي على صوت واحد.

وبعد بدء الجولة الثانية تفاجأ الجميع بتقديم نواب طلبا لتعديل قانون مجلس النواب وتحويله من الرئاسة من "رئيس ونائبين" الى "هيئة رئاسة" لتبدأ المشاجرة داخل الجلسة.

واعترف فهد الجبوري، القيادي في تيار الحكمة بزعامة عمار الحكيم بعد تردد، ان التيار صوت لـ"شعلان الكريم" و"اتهم بالتخوين".

وقال الجبوري في لقاء متلفز، بان تيار الحكمة لم يكن يعلم بمقاطع الفيديو التي نشرت حول تمجيد الكريم للنظام السابق.

وارسل النائبان في "الاطار" يوسف الكلابي وفالح الخزعلي، طلبا الى المحكمة الاتحادية لاصدار "امر ولائي" لايقاف ترشح شعلان الكريم.

وبنفس الاسلوب كان قد اوقف التحالف الشيعي، ترشيح هوشيار زيباري، القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني، لرئاسة الجمهورية في 2022.

بالمقابل "تبرأ" ائتلاف النصر بزعامة حيدر العبادي، رئيس الوزراء الاسبق وشريك الحكيم، من التصويت لـ"شعلان الكريم".

وقال الائتلاف في بيان بانه: "ينفي ما نشرته مواقع إعلامية صفراء حول تصويت نواب ائتلاف النصر لصالح مرشح حزب تقدم، وهو محض افتراء ولا أساس له من الصحة، وتقف خلفه قوى سياسية معروفة الأجندات ورخيصة المواقف".

واكد البيان "مواقفه الوطنية الثابتة في مقارعة الإرهاب والبعث اللذان هما وجهان لعملة واحدة، وأنّ مَن يحرضّ اليوم ويضلل الجمهور هو ذاته من مكنهم وكان وما زال حضناً لهم".

وشدد البيان على أنّ "الذين صوتوا لصالح خيارات بعثية والذين تآمروا ليصل التصويت إلى هذا المنحدر، يعرفون أنفسهم جيداً، وأرادوا استباق الأمور برمي دائهم على غيرهم".

هذا التراجع عن دعم مرشح الحلبوسي، يفسره احسان الشمري الأكاديمي ورئيس مركز التفكير السياسي بأنه "حالة وفاة لائتلاف ادارة الدولة" الذي تشكل في أعقاب سيطرة "الاطار" على السلطة.

ويقول الشمري لـ(المدى) ان "الانقسام الذي جرى داخل الاطار التنسيقي وحالة الاستقطابات في جلسة اختيار رئيس البرلمان تشير الى تشكيل تحالفات جديدة تختلف عن التقليدية".

وعن موقف القوى الشيعية والسنية من المرشحين، يؤكد الشمري وهو استاذ السياسات الدولية في جامعة بغداد ان "المواقف ثابتة من الطرفين" ولا يوجد تنازل عن اي من المرشحين البارزين المشهداني والشعلان.

ويرى الشمري ان موقع رئيس البرلمان "سيتيح للسُنة قوة سياسية وقاعدة جماهيرية لذلك لن يتنازل عن موقفه".

بالمقابل يتحدث الشمري عن ما اسماه "اصرار اليمين المتطرف في الاطار التنسيقي" الذي يتزعمه المالكي وبعض المقربين على توجيه الجميع لانتخاب من يراه هو الافضل للمنصب.

وكانت الاتهامات في الجلسة الاخيرة قد وصلت الى انباء دفع "رشاوي" للمصوتين لصالح شعلان الكريم.

ويقول محمد سلمان الطائي النائب السابق لـ(المدى) ان حديث دفع المبالغ "تناقله النواب في جلسة البرلمان الاخيرة والذين صوتوا لصالح المشهداني، وهم بالعشرات".

وكانت مبالغ الرشاوى التي ذكرت تتراوح بين 100 الى 200 الف دولار، فضلا عن سيارة "تاهو" والتي يقدر سعرها بأكثر من 60 الف دولار.

ويعتقد الطائي، والذي كان في السابق مستشاراً للحلبوسي، ان حظوظ شعلان الكريم قد تراجعت بشكل كبير.

ويقول ان "القوى الشيعية لن تغامر امام الجمهور بالتصويت على الكريم مرة اخرى، كما ان مقتدى الصدر، زعيم التيار الصدري، سيتربص بالموقف ويستخدمه في الانتخابات المقبلة".

وبمناسبة انباء بيع وشراء الاصوات، اعاد الصدريون في منصات اخبارية تابعة للتيار التذكير باحداث تشكيل الحكومة، وقالوا انه "ايام الثلث المعطل كان سعر النائب 3 ملايين دولار".

 
   
 



اقـــرأ ايضـــاً
بيئة كوردستان: انبعاثات "النشاطات البشرية" أكبر عوامل التغير المناخي
"ليس هناك خطأ".. منظمة الصحة العالمية تحسم عدد القتلى في غزة
أخطر مهربي البشر.. سلطات كردستان تعلن اعتقال "العقرب"
تعليق أمريكي على تخريب "مساعدات غزة"
مصر تلغي اجتماعاً مع مسؤولين عسكريين اسرائيليين
تهنئة من الاتحاد الديمقراطي العراقي
المعتقلون الفلسطينيون.. أجساد عارية وعيون معصوبة وقطع غيار بشرية
إضاءة ومساهمة في مؤتمر نسائي هام بالسليمانية
تصويت بغالبية كبرى في الجمعية العامة تأييدا لعضوية فلسطين في الأمم المتحدة
صراع الممرات: طريق التنمية من منظور تاريخي وباب التعاون بين بغداد وانقرة
"النجباء" توعدت بالانتقام وفصائل عراقية تقصف إيلات
اللجنة الثقافية في الاتحاد الديمقراطي في كاليفورنيا تضيّف الدكتور سلام يوسف في (قراءات في ملحمة كلكامش)
 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





للمزيد من اﻵراء الحرة