أدع - مشيكان: بعد ان خاضت المرأة العراقية منذ بدايات القرن الماضي نضالا مريرا للحصول على حقها الطبيعي في المساواة مع الرجل في مختلف الأصعدة والمجالات، وشاركت بفاعلية في النضالات المطلبية للشعب العراقي، وشكلت جمعيات نسائية ضمت في صفوفها النساء بمختلف اتجاهاتهن السياسية والقومية والدينية والاجتماعية،

وقامت بتحقيق الكثير من الانجازات للمرأة العراقية، الا أن المرأة العراقية تعاني اليوم، الكثير من انواع التمييز وانعدام الحماية القانونية والاجتماعية والحرمان من فرص العمل والاستغلال والعنف والخطف والقتل تحت ذريعة الدين والتقاليد العشائرية والتي تسلبها حريتها، وتحرمها من كل فرص التقدم، وتسلب كرامتها وحقوقها المشروعة.

ولتسليط الضوء على معاناة وتطلعات المرأة في المجتمع العراقي شاركت د. سلمى سدّاوي ممثلة الاتحاد الديمقراطي العراقي في الولايات المتحدة الامريكية و السيدة سلاف سعيد ممثلة رابطة المرأة العراقية والسيدة بسمة فخري ممثلة منظمة تحالف النساء من اجل عراق ديمقراطي - وفدي في ندوة حوارية بعنوان دور المرأة في المجتمع العراقي وذلك يوم السبت 30 نيسان 2011 في ولاية مشيكان الامريكية.

وبعد أن رحبت السيدة طليعة الياس التي ادارت الندوة بالحاضرين قدمت مداخلة قصيرة حول المرأة ثم قرأت نبذة مختصرة عن المتحدثات.

وابتدأت د. سلمى سدّاوي الندوة بطلب الوقوف دقيقة حداد على شهيدات وشهداء الحركة الوطنية ثم قامت بتقديم عرض بالصور والفيديو عن تاريخ ونضالات المرأة العراقية منذ بدايات القرن الماضي مرورا بالتجمعات والجمعيات والصحف النسائية التي اسست في حينها وانشط النساء اللواتي رفعن راية المطالبة بحقوقهن المشروعة. ونالت مشاركة د. سدّاوي استحسان الحضور لما احتوته من معلومات واحداث وشخصيات تاريخية اثرت بشكل او بأخر على ما يجري اليوم. ثم تحدثت سلمى ممثلة الاتحاد الديمقراطي العراقي عن معاناة المرأة العراقية في الظروف الحالية والتي انتجت الملايين من الارامل واليتامى وما تمر به المرأة من معاناة واستغلال وتفرقة. واكدت على ضرورة انشاء ودعم صندوق الضمان الاجتماعي وتفعيه فورا من اجل الحد من خطورة هذه الكارثة.

وقدمت بعدها السيدة سلاف سعيد مداخلة قيمة حول حصة المرأة في البرلمان العراقي (الكوتا) تطرقت فيها الى معنى وتاريخ الكوتا ثم شرحت ايجابياتها وسلبياتها ونصوصها الدستورية والانتخابية. ثم عرضت الرأي المعارض لها الذي يقول انها تمثل خللا جسيماً يمس بمبدأ المساواة والذي اقره الدستور العراقي والرأي المؤيد القائل إن نظام الكوتا النسائية يساهم في تعزيز وتفعيل دور المرأة في المجتمع بشكل عام والحياة النيابية بشكل خاص. وفي نهاية مداخلتها توصلت ممثلة رابطة المرأة العراقية الى بعض الاستنتاجات منها ان نظام الكوتا على منح المرأة جزءا من حقوقها ولكنه في نفس الوقت يجعل المرأة تدخل في دوامة الاعتماد على النسبة المحددة لها قانونيا، ويعرقل نضالها من أجل أن تحقيق مساهمة اكبر في تمثيلها وعبر صناديق الاقتراع.

وبعدها جاء دور السيدة بسمة فخري والتي تحدثت حول منظمة وفدي والتي تضم عددا من الوزيرات وعضوات في البرلمان العراقي. وتحدثت عن المشاريع التي تقوم بها وفدي من اجل نساء العراق مثل المؤتمر الذي عقد لقضاة المحكمة الجنائية العليا لأجل تزويدهم بالمعلومات الخاصة بحقوق المرأة والقوانين الدولية المتعلقة بها، وعن مخيم الوفاء في بغداد والذي ينظم دورات تأهيلية للأرامل والشابات لكي يكونوا مكتفين ذاتيا من الناحية الاقتصادية، وينظم ايضا دورات حول مفهوم الديمقراطية وحل النزاعات والخلافات بين شرائح المجتمع وبناء مجتمع مسالم, وكذلك يوم المخيم بإعداد دورات قانونية.

وتحدثت ممثلة وفدي ايضاً حول دور المنظمة في ايصال صوت المرأة لصانعي القرار من خلال الاعلام واللقاءات الشخصية.

ومن اجل دعم المرأة العراقية اقترحت السيدة فخري ان تستمر الاتصالات مع الاقرباء والاصدقاء في العراق وفتح الحوار وتبادل الآراء من اجل التوصل الى افضل السبل لدعم المرأة العراقية. وعن طريق دراسة القوانين الخاصة بالمرأة من الناحية القانونية والدستورية وتطويرها. وايصال معونات اقتصادية للنساء المتضررات عن طريق مؤسسات المجتمع المدني.

وجرى في نهاية الندوة حوار مع الحضور وتم الاتفاق على مجموعة من الاقتراحات والتي سترفع يشكل منفصل على شكل نداء يرسل الى المسؤولين في العراق والولايات المتحدة والامم المتحدة والاتحاد الاوربي لدعم حقوق المرأة العراقية وتطلعاتها من اجل نيل المساواة والعدالة الاجتماعية.