نشات المندوي 
بدعوة من المركز الثقافي العراقي في واشنطن اقيمت ندوة في تاريخ (18-تموز 2011 ) بولاية فرجيينا وعلى قاعة المركز حول فلسفة الصوم في الاديان السماوية التوحيدية وهي حسب الظهور التاريخي لها (المندائية , اليهودية, المسيحية, الاسلام) .

وفي بداية اللقاء القى الدكتور (جمال البرزنجي) مدير الجلسة كلمة مختصرة عن نشوء الاديان وفائدتها الروحية للانسان مسلطا الضوء على الصيام كاحد الممارسات البشرية القديمة والتي عن طريقها يتم التقرب الى الاله خالق الكون .
اعقبه الاستاذ (موريش شويحط) بشرح جميل ووافر عن جمالية الصوم في الديانة اليهودية وكيفية مزاولة هذا الطقس الديني المقدس والبعد النفسي له حيث اكد ان اليهود لايصومون يوم عطلتهم واثناء الصوم تحرم العلاقات الجنسية وكذالك استخدام الزيوت ومعجون الاسنان فيه واعظم ايام السنة هي يوم التوبة الذي يصومون فيه 25 ساعة.
تلاه الاستاذ (نشات المندوي) بكلمة مبسطة وغنية عن ماهية الصوم في الدين المندائي والمعني الاخلاقي لهذه الشعيرة المميزة لدى الفرد المندائي الذي يصوم لأجل التركيز على الابتعاد عن ارتكاب الخطايا وعمل الحسنات واكد ان الهدف الرئيسي للصوم هو لتحذير الجسد من قبل الروح والنفس بالامتناع عن الموبقات والذنوب وان عدد ايام الصوم الكلي في السنة هو ستة وثلاثين يوم وتأتي بشكل متفرق وفيها يمتنع الصائم عن اكل اللحوم ومشتقاتها.
ثم جاء دور الاستاذ ( جبرائيل حبيب) ليقدم للحضور موجز سريع عن دور الصوم في الديانة المسيحية والاسباب التي دعت لنشؤء هذه العبادة وفائدتها في كبح النوازع الجسديه للفرد المسيحي لتقديم ما هو خير للانسانية مؤكدا ان صيام الكاثوليك هو لتقليل الطعام الى وجبه او وجبتين وان لايتجاوز عمر الصائم (59-18) واما الصيام الكامل فهوالامتناع عن اكل اللحوم طوال اليوم اما الجزئي فيمكن فيه تناول اللحوم في النهار فقط.
واخيرا قدم لنا الاستاذ (اوس اصفر) دراسه مقتضبة عن التركيبة الدينية لمفردة الصيام في الاسلام مبينا المؤشرات التي من اجلها مورس هذا الطقس الديني المبارك وحاجته البدنية والروحية للتقرب الى الله والنأي عن الفواحش والرذيله قائلا ان الصوم لايقتصر على شهر رمضان وانما هناك صيام في يوم عرفه والعاشر من محرم وكذالك هناك صوم يومي الاثنين والخميس من كل اسبوع ويحرم الصيام في عيد الفطر والاضحى .والصوم فرض على كل مسلم.
اعقب ذالك فتح باب الحوار بين الحضور والاستاذة ممثلي الاديان فطرحت اسئلة واستفسارات وقد اجيب عنها بشفافية وسلاسة.
هذا واقيمت بعد الندوة مادبة افطار للجميع اقامها ( المركز الثقافي العراقي ) للحضور تكريما لشهر رمضان المبارك.
هذا وسيتم طبع كل المحاضرات الاربعة في كتيب يصدر من وزراة الثقافة العراقية قريبا.
وقد حضر اللقاء عدد كبير من مثقفي الجمهور الامريكي والعربي الامريكي اضافة الى شخصيات مفكرة واساتذة جامعات عربية وفنانين وبحضور اعلامي لصحف واذاعات وقنوات فضائية عربية وعراقية