كتبت الزميلة وحيدة المقدادي من المركز الثقافي ملخصاً عن محاضرة الدكتورة سلمى سداوي المتعلقة بأزمة مياه الرافدين والأطراف المشاركة فيها وآفاق الري في العراق في ظل سياسة الأستئثار والمشاريع الأروائية التي وضعتها دول الجوار.
أشارت الدكتورة سداوي إلى أن أزدياد الكثافة السكانية في كل من تركيا وسوريا والعراق يترتب عليه أزدياد الحاجة إلى الماء في المستقبل، ولكن تركيا تبقى صاحبة اليد الطولى نظراً لأنها دولة المنبع لكلا النهرين. وعلى الرغم من أن القوانين الدولية تحرم إقامة السدود في أعالي الأنهار لما يسببه ذلك من ضرر للدول الواقعة في أسفل الأنهار، إلا أن تركيا أقامت 22 سداً عملاقاً، و19 محطة لضخ المياه، و7 مطارات مما اسهم ذلك في دعم وترسيخ اقتصادها على حساب العراق. وعلى الرغم من أن نهر دجلة يمر مروراً قصيراً بالأراضي السورية –
حوالي 35كم – إلا أن سوريا أنشأت سد الحسكة لتحويل مياه دجلة من نقطة دخول النهر
الأراضي السورية عند الحدود التركية. أما الجارة إيران فقد أشارت الباحثة أنها قضت
على هور الحويزة في الجنوب بالكامل، كما أن العراق قد فقد 14 مليون نخلة بسبب
الحروب وتدني وارد المياه.
ويبدو أن المنطق التركي في هذه المشكلة يتلخص في أنه ليس من حق العراق المطالبة بالماء النابع من تركيا مثلما ليس من حق تركيا المطالبة بنفط العراق... ولكن الباحثة قد أكدت بأن ثمة خلل أساسي في هذا المنطق فحواه بأن الثروة النفطية قابلة للنفاذ بينما الثروة المائية مستمرة ومتجددة. علماً أن تركيا أصبحت تجمع مياه الفرات الفائضة وتصدرها للدول
المجاورة.
وإذا نظرنا إلى خارطة توزيع المياه في العالم نجد أن 25% فقط من مياه الكرة الأرضية صالح للشرب، لكن 2% فقط يمكن للإنسان الوصول إليه واستخدامه. وبهذا فان الماء في حقيقة الأمر سلاح سياسي يتحكم في مستقبل البلدان. وياليت الطبقة السياسية في بلادنا تنصرف إلى التفكير في هذه القضايا المصيرية الحاسمة بدلاً من القضايا الطائفية والمذهبية وماشابه ذلك.
أثار مضمون الندوة اهتمام وتعاطف الحضور نظراً لعلاقته الجوهرية بمستقبل العراق واستقراره وازدهاره. وساعد الجانب التفصيلي ولاسيما وضع الحلول العلمية من قبل الباحثة القديرة أدى إلى تفعيل النقاش والدفع باتجاه تقديم المقترحات العملية البناءة للدولة العراقية.
لمشاهدة المحاضرة كاملة اضغط هنا