الانتقال الى مكتبة الفيديو
 
روادالشعرالحديث..رشدي العامل.. خصوصية بين النزعةالثورية والرومانسية التعبيرية
الجمعة 29-05-2015
 
بغداد/ المدى

يواصل بيت المدى للثقافة والفنون استذكار الرموز الأدبية والفنية التي اسهمت في بناء الصرح الوطني للبلاد. وقد احتفى امس الجمعة ضمن منهاجه الاسبوعي بشاعر قضى سني حياته حبيس صومعته يعاني المرض وصعوبة التنقل بعكازين متطلعاً الى تحقيق امنيته في ان يجوب شوارع مدن يستهويه تراثها ومناظر طبيعتها.انه رشدي العامل الذي ودع عالمنا قبل ربع قرن من الزمان، وقد وصفه مقدم الجلسة الناقد علي الفواز بانه واحد من جيل الشعراء الذين زاوجوا بين النزعة الثورية والرومانسية التعبيرية الى جانب سعدي يوسف ويوسف الصائغ وآخرون. مشيراً الى ان تجربة العامل لها خصوصية كونه عانى من احباطات نفسية واغترابات داخلية انعكست على كتاباته الشعرية وظلت ترافقه حتى وفاته.لمحات من سيرتهوبين الفواز ان العامل ولد في مدينة هيت 1934 ينتمي الى المذهب النصيري والذي انعكس بشكل مسكوت عنه داخل ثنايا قصائده ينم عن اغتراب وجودي بحكم طبيعة البيئة التي عاشها. لافتاً الى انه اصدر العديد من المجاميع الشعرية بينها: همسات عشتروت 51 ـ اغان بلا دموع 56 ـ عيون بغداد والمطر 61 ـ للكلمات اشرعة 71 ـ هجرة الألوان 83 ـ حديقة علي 86 ـ الطريق الحجري والذي صدر بعد وفاته عام 1990. وقد تبنت دار المدى للثقافة والنشر اصدار المجموعة الشعرية الكاملة له لتكون قريبة من القارئ. لافتاً الى ان خصوصية التحول في قصيدة رشدي العامل تكمن في كونها حملت هموم المواطن والمثقف في مرحلة مضطربة سياسياً كان هو واحداً من ضحاياها لكونه منتمياً للظاهرة الحزبية ومن روادها ايديولوجياً لكنه متخف خلف قصائده التي عبرت عن مواقفه.

الأمنية الأخيرة

واشار الشاعر عيسى الصباغ الى انه يسلط الضوء على مواقف رشدي العامل الانسان والشاعر من خلال ورقة وضع لها عنواناً (من يوقظ الشاعر من رقاده) منوهاً الى وصية العامل بان تطرق على جدران قبره ثلات طرقات ايذاناً له بزوال الطاغية من العراق، وقد كانت تلك آخر امانيه. وقال: بدا الأمر ان الشعراء حين يضطجعون في قبورهم موشحين بالبياض تبقى ارواحهم متحدة بالأمل، ما يجعل لهم حضوراً متوهجاً بين محبيهم على الرغم من انهم رحلوا بعيدا عنهم. واضاف: يخيل لي ان العامل بوصيته هذه ابى ان يغادر الى السماء مؤجلاً نزهاته على شواطئ الفردوس لما بعد، كون مشاريعه على الأرض غير منجزة. لافتاً الى ان ثمار كفاحه لم تقطف، ليالي السجن وعذابات الانتظار والأسرة التي رقد عليها مريضاً واقداح الخمر وهذيان الحمى ووحشة الزنزانات وسياط الجلادين واغاني المعتقلات وكفالات الخروج منها لم تقطف بعد، مكابدات ومعاناة وكفاح وجراح ودموع يذرفها الشاعر لكونه اكثر الناس املاً واحساساً باوجاع الآخرين. وقال: حين وزعت نقابة الصحفيين الاراضي على اعضائها في سبعينيات القرن الماضي، تبرع رشدي بثمن أرضه الى الاعمال، واحتج إذ كان في غاية العبوس مطالباً بزيادة رواتب المحررين في جريدة طريق الشعب آنذاك، وكان يرى ان عمال المطبعة هم أولى بهذه الزيادة من غيرهم لسهرهم وتعبهم على اخراج المطبوع. منوهاً الى ان هذه المواقف والتعاملات ليست مثلاً ولا مزايدات وانما هي مؤالفة العقيدة مع الحياة في وحدة الفكر والممارسة اليومية، وخاصة عندما يتعلق الأمر بوحدة الانسان ورحلته الشاقة الحزينة في الحياة. فهو لم يكن يعاني الوحدة، فللمقهورين والمعذبين حضور بهيج في نفسه. لافتاً الى انه في كل حرف من قصائده قطرة دم من نضالاته وحروبه، وقد كانت الحياة في نظره رحلة تأبى ان تصل الى نهاياتها ما لم يكن الآخرون معه او يكون هو معهم، فتلك هي الحميمية التي تدفئ الانسان وتضيء الاطمئنان في قلبه.

معرفة انسانيةفيما اشار الشاعر نصير فليح الى ان معرفته بالعامل كانسان تفوق بكثير معرفته الشخصية، فقد صادفه لفترات قصيرة قبل رحيله، لكن معرفته الانسانية عميقة من خلال بعض مقاطعه الشعرية التي لا تزال تتردد في داخله منذ اكثر من ثلاثين عاماً. وقال: اعتقد ان معرفتي الثانية به هي اهم بكثير من المعرفة الأولى، فهي كثيراً ما تقفز الى ذهني عندما اسير على شوارع ابي نواس وفي اماكن بغداد المختلفة واتأمل زواياها المهملة، منوها الى ان ذلك هو جوهر التواصل الانساني. لافتاً الى ان الكثير من الاسماء فرضت نفسها عن طريق الاصوات العالية والجعجعة والظهور الاعلامي المبالغ فيه، لكن رشدي العامل كان نموذجاً آخر. وما يميزه هي العين الانسانية التي ترصد التفاصيل في مختلف الزوايا، وهذه العين الانسانية ربما هي التي حفظت للعامل قيمته الشعرية.

امتداد للاصالة السيابية

وفي مداخلته اشار الباحث كمال سالم لطيف الى انه من المقربين جداً للمحتفى به. مبينا انه يمثل علامة فارقة في الشعر العراقي وهو امتداد للاصالة السيابية والبياتية وتلك التي رسختها الشاعرة نازك الملائكة في حركة الشعر العربي المعاصر والعراقي بشكل خاص. وقال: يتميز رشدي بنكهة خاصة في حياته وشعره اللذين لا يشبهان حياة وشعر شخص آخر، ولكوني قريب الصلة به عائلياً فقد عشت تفاصيل حياته البسيطة وشاهدته كيف يكابر برغم مرضه ومعاناته ومشكلاته الاجتماعية والصحية والسياسية، وحين يتعلق الأمر بالشعر نجد رشدي سوبرماناً لا يبالي بشيء لا مرضه ولا مشكلاته وانما يضع الشعر في مقدمة المهام الاساسية في حياته. مبيناً انه على المستوى العام كان محبوباً يتطابق شعره مع سلوكه، والاشارة الى شعره هي اشارة الى الشعر العربي المعاصر. مواصلاً: اذكر مناسبة جمعتني برشدي وسعدي يوسف في اتحاد الادباء عام 77 حيث اخذت بقراءة ابيات من شعر الأثنين. ثم جعلت الأمر يتطور وحولت الجلسة الى قراءات مقامية بقصائدهما، فانبهرا متسائلين عن كيفية قراءة المقام بالشعر الحر.

 
   
 



اقـــرأ ايضـــاً
انتفاض الطلاب الجامعيين ينتقل من جامعات أميركا إلى باريس، رفضاً للسياسة الأميركية تجاه الفلسطينيين وقطاع غزة
اتفاقية إدارة الموارد المائية مع تركيا تثير غضب خبراء المياه في العراق
تصاعد التوتر في جامعات أميركية وسط تظاهرات مؤيدة للفلسطينيين
مراسم "طواف كرجال" عند الإيزيديين في دهوك
ما هي القضايا القانونية التي يواجهها ترامب؟
اتفاق بين العراق وتركيا.. تخصيص عادل ومنصف للمياه العابرة للحدود
أردوغان يعلن نقطة تحول في العلاقات مع العراق ومباحثات واتفاقات تخص العماليين والمياه
العراق وتركيا وقطر والإمارات.. توقيع مذكرة تفاهم رباعية للتعاون بـ"طريق التنمية"
زيارته الأولى منذ 13 عاما.. ماذا يحمل إردوغان في جعبته للعراق؟
الفصائل تتمرد على الحكومة وعلى تفاهمات واشنطن: يدانا ليست مكبلة بالأوامر الرسمية !
يوم الأرض العالمي، 22 نيسان 2024
شقيقة الباحثة الإسرائيلية المختطفة بالعراق "تهاجم" السوداني في واشنطن
 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





للمزيد من اﻵراء الحرة