ولم يكن في استطاعة عصابات الدولة الاسلامية أن تغزو وتجتاح هذه المناطق وتستمر في التوسع واحتلال اجزاء واسعة من الوطن تقدر بثلث مساحة العراق، بدون تفاقم الصراعات السياسية بين الأحزاب والقوى الحاكمة، واعتماد مبدأ المحاصصة الطائفية والاثنية في ادارة الدولة، وممارسة سياسة التهميش والإقصاء، وتفشي الفساد، وغياب الوحدة الوطنية، والابتعاد عن مبدأ المواطنة، وإطلاق اليد للأحزاب السياسية الاسلامية لتقييد الحريات واعادة المجتمع للعصور المظلمة.

وأدت هذه الممارسات الى فشل الحكومة العراقية في بناء الجيش العراقي والذي شكل على اسس طائفية نخره الفساد، مما ادى في النهاية الى تخاذل وانسحاب قيادات الوحدات العسكرية العراقية من الموصل والرمادي ومناطق اخرى. وإننا إذ ندعم قواتنا المسلحة في حربها ضد داعش ونقدر تضحياتها وتضحيات جمع التشكيلات الاخرى الصامدة ضد مجرمي الدولة الاسلامية من مقاتلي الپيشمرگة والحشد الشعبي، الا اننا نرى ان الابتعاد عن الطائفية وصراعاتها ووضع كل هذه التشكيلات تحت أمرة القوات المسلحة العراقية هو الكفيل بالنصر ضد الارهاب.

وخلق اجتياح داعش للمنطقة كارثة اخرى بنزوح الآلاف من المواطنين هرباً من إجرام المجموعات الإرهابية المتطرفة تاركين خلفهم كل ما يملكون في هذه الحياة ومتوجهين لمستقبل مظلم كنازحين ومهاجرين داخل وخارج العراق. وفي الوقت الذي يعلن اتحادنا تضامنه مع النازحين والمهجرين، يطالب الحكومة العراقية والأمم المتحدة والمجتمع الدولي بإيصال المعونات لهم بشكل سريع وتعويضهم وحمايتهم وتهيئة الظروف لعودتهم إلى مناطق سكناهم.

أن تدخل دول الجوار ودعمهم للإرهابيين في العراق، والفوضى التي تجري في سوريا، والموقف الغير الحاسم للولايات المتحدة الامريكية والدول الاوربية بالرغم من العديد من المؤتمرات الدولية لدعم العراق، يضاف الى ذلك طموحات تركيا والسعودية وقطر وإيران في العراق، ومحاولتهم تمزيق العراق على اسس طائفية، وكذلك ضعف الحكومة العراقية وانغماسها في الطائفية والفساد، وعدم توفر الثقة بين الاحزاب السياسية الحاكمة، كل هذا ادى الى تعقيد الوضع العراقي والتلكؤ في دحر الارهاب.

إننا نطالب الرأي العام العالمي، والمجتمع الدولي، بالتضامن مع الشعب العراقي، ودعم قواته المسلحة في دحر ارهابيي الدولة الاسلامية، فالإرهاب ليس له حدود وكل دول العالم وشعوبها ستدفع ثمن كبير اذ لم يدحر الارهاب في العراق.

إننا نطالب الاحزاب والمؤسسات العراقية بالعودة الى مبدأ المواطنة، وتحقيق المصالحة الوطنية الحقيقية، وانهاء المحاصصة الاثنية والطائفية في الدولة والمجتمع، ومحاربة الفساد، ومشاركة جميع ابناء الشعب العراقي في بناء عراقنا المنشود، فدحر الارهاب بشكل كامل لن يأتي من خلال الانتصارات العسكرية فقط، ولكن من خلال المصالحة السياسية وبناء نظام مدني ديمقراطي يدافع عن حقوق كل افراد الشعب، فبدون هذا لن نستطيع دحر الارهاب.

اننا نطالب منظمات المجتمع المدني وحقوق الانسان وكل الشرفاء في كل انحاء العالم برفع أصواتهم لإدانة الارهاب في وطننا، وندعم الحملات المدنية المطالبة بتحرير الموصل والرمادي، ونضم صوتنا الى الحملة الوطنية لتحرير الموصل وبقية المناطق المحتلة والتي تعمل تحت شعار " الأسبوع الوطني لإحياء الذكرى السنوية الأولى لاجتياح الموصل ونازحيه، من أجل الوحدة والتضامن لتخليص العراق من عصابات داعش والمتعاونين معها".

الاتحاد الديمقراطي العراقي

حزيران 2015